يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث: الانتخابات العراقيَّة مزَّقت «الحشد الشعبي»

السبت 12/مايو/2018 - 08:59 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
أكد أسامة الهِتيمي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانيَّة، أن فتوى «الجهاد الكفائي»، التي كان قد أطلقها علي السيستاني (المرجعية الشيعيَّة في العراق) بعد 3 أيام من سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل عام 2014، كانت السبب الرئيسي في توحيد البيت الشيعي في العراق، ومن ثم تشكيل ما أَطلق عليه «الحشد الشعبي» الذي ضم عشرات الفصائل الشيعيَّة لتُقاتِل «داعش»، ولتكون هذه المواجهة بمثابة انتصارٍ كبيرٍ يتباهى به الشيعة، ليس في العراق فحسب بل في العالم كله.

وأضاف «الهتيمي»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه بعد شهور قليلة من إعلان الانتصار على «داعش»، حاولت إيران ووكلاؤها في المنطقة استثمار هذا النصر وتنفيذ عمليَّة استنساخ لتجربة «حزب الله» اللبناني في العراق، عبر استغلال هذا النصر في حسم نتائج الانتخابات العراقيَّة البرلمانيَّة؛ لصالح رجالات الفصائل المشاركة في «الحشد الشعبي»، الذين ينافسون في الانتخابات، وبذلك تضمن إيران وجود قوة سياسيَّة وقوة عسكريَّة موالية لها؛ الأمر الذي يَكفُل لها السَّيطرة على العراق مهما كانت تقلبات الأوضاع هناك.

وقال الهتيمي: «إن هذه الخطوة -وعلى عكس ما تُريد إيران- ربما تكون سببًا رئيسيًّا في انهيار جزءٍ كبيرٍ مِنْ مُخَطَّطِها، إذ تكشِف أن الفصائل المُشاركة في الحشد ولاؤها موزع بين جهتين، هما جبهة (على خامنئي في مدينة قم)، وجبهة (على السيستاني في مدينة النجف)، ومن ثم فقد تباينت وجهات النظر حول مُشاركة فصائِل لها أذرعٌ عسكريَّة في الانتخابات العراقيَّة».

وأشار الباحث في الشؤون الإيرانيَّة إلى أن الجبهة الموالية لـ«السيستاني» بالحشد العراقي هي التي يقودها زعيم «فرقة العباس» ميثم الزيدي، وقائد لواء «علي الأكبر» علي الحمداني، ورئيس «سرايا السلام» أبو دعاء العيساوي، فيما أطلق على الجبهة الموالية لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي «الحشد الولائي»، الذي يُعد كلٌّ من (الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، والقيادي في المنظمة أبو مهدي المهندس، والأمين العام لـ«حركة عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، ورئيس «فصيل أبو الفضل العباس» أوس الخفاجي، ورئيس «حركة النجباء» أكرم الكعبي) أبرز الشخصيات العراقية التي تقوده.

وأوضح «الهتيمي» أن أهم خلافٍ بين الجبهتين برز في موقف كلٍّ منهما من رئيس وزراء العراق الحالي حيدر العبادي، إذ انحازت «جبهة السيستاني» لـ«العبادي»، فيما تهاجمه الجبهة الموالية لـ«خامنئي»، مؤكدًا أن مُشاركة هذه الفصائل في الحياة السياسيَّة كفيلٌ بأن يُزِيد من الفجوة والتباين فيما بينها؛ لأن طبيعة العمل السياسي تتعدد فيها وجهات النظر بخلاف العمل العسكري.
"