ad a b
ad ad ad

«داعش» في موزمبيق.. تمدد إرهابي جديد طمعًا في مصادر الثروة

السبت 23/مايو/2020 - 09:01 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

بعد إن عاش اسم دولة موزمبيق مقترنًا بالقطن والشاي، أصبح مقترنًا حاليًا بداعش، إذ باتت تعرف بكونها البقعة الجغرافية الأحدث للتنظيم المتطرف وعناصره، ومع تعدد الهجمات الدامية بداخلها واستفحال بشاعة التنظيم، ناشد رئيسها، فيليب نيوسي للحصول على دعم إقليمي للمواجهة.



«داعش» في موزمبيق..

نيوسي يطلب الدعم


تداعيات الإرهاب الداعشي في موزبيق دفعت نيوسي لطلبه الدعم في 20 مايو 2020 وبضرورة وجود دعم إقليمي من الدول المجاورة لمواجهة تنامي داعش في مناطق الشمال الغنية بالغاز في كابو دليجاو، معترفًا بأن سلطات بلاده تحاول منذ 2017 كبح التنظيم ولكن الدولة لن تستطيع وحدها قهره دون دعم إقليمي.


 تمدد داعش


أصبحت موزمبيق وجهة داعش القريبة من ولاية وسط أفريقيا التي ادعى زعيم التنظيم المقتول في نهاية أكتوبر2019 تدشينها في المنطقة، وإزاء ذلك ينظر لموزمبيق بأنها من المحتمل أن تشكل مصدر الدخل لدعم التمركزات الأخرى للتنظيم بالقارة السمراء، فضلًا عن كونها منافسة جديدة لنفوذ القاعدة بالمنطقة.

 

وبدأت ولاية موزمبيق بالإعلان عن نفسها منذ فيديو التأسيس الذي بثته العناصر في يونيو 2018 والذي ترافق مع حادث ذبح لبعض المزارعين بالمنطقة، ومن ثم توالت العمليات الإرهابية بالمنطقة، ففي 21 أبريل 2020 أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن قتل عدد من الشباب لرفضهم الانضمام للتنظيم، كما أظهر العدد الأخير لمجلة النبأ الصادرة عن داعش احتفاء العناصر بما أحرز من تقدم لهم في المنطقة.



«داعش» في موزمبيق..

ثروات موزمبيق


وتشتهر المنطقة التي يتقوقع فيها داعش بالشمال بغناها بالغاز الطبيعي، الذي كانت تأمل الحكومة في بيعه للشركة الروسية الرسمية للتنقيب عن الغاز ليكون مصدر دخل مهم لها، وفقًا لما أبرم بينهم من اتفاق في مارس 2018، وهو ذات الوقت المرتبط بظهور داعش بقوة على أراضي موزمبيق، ولكن الهجمات الأخيرة عطلت العمل بداخل المواقع، ومع اعتبار الجماعات الإرهابية مدفوعة بكيانات دولية تحركها فمن المحتمل أن وجودها في المنطقة كان بغية السيطرة على المقدرات الغنية للبلاد لصالح لاعب دولي كبير.


المساعدة الإقليمية



يحيلنا ما سبق إلى دعوة الرئيس الموزمبيقي لدول الجوار لمساعدته، وهي دول بالأساس لديها ما يكفيها من مشاكل داخلية وصراعات واهتزازات على المستويين الاقتصادي والسياسي ما يضعف من نتيجة المواجهة إذا ما اشتركت فيها.

 

وبناء عليه، فمن المحتمل أن تدخل الدول القوية الأخرى لمحاولة مساعدة الدولة المعلنة عن عجزها في القضاء على التنظيم، وهنا ستشهد البلاد استقطابات دولية حادة على أرضها، فمن جهة ستسعى روسيا لتأمين استثماراتها في البلاد بأي ثمن، ما سيؤثر على تكلفة الخام، ومن جهة أخرى يتوقع أن تدخل واشنطن التي كان من المفترض أن تكون شريكًا للشركة الروسية للتنقيب عن الغاز، قبل حدوث خلاف مالي بينهما، أو حتى الدول الغربية للمساعدة في السيطرة على الوضع، وبالتأكيد لن تخرج خالية الوفاض من الكنز الذي تسبح فيه الدولة المهمشة اقتصاديًّا وسياسيًّا ومجتمعيًّا.



«داعش» في موزمبيق..

داعش والتمدد بعيدًا عن القاعدة


من جهته يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، علي بكر في تصريح لـ«المرجع» إن تنظيم داعش يحاول التمدد في أفريقيا بقوة ولذلك فهو يرى في مناطق الوسط فرصة للسيطرة بعيدًا عن الساحل الذي تتنامى فيه عناصر تنظيم القاعدة، وذلك في إطار المنافسة بين التنظيمين.


ولفت الباحث إلى أن المنطقة الأفريقية التي يسعى داعش مؤخرًا للسيطرة عليها مليئة بالصراعات الطائفية والسياسية، كما يتراجع بها مستوى التدريب العسكري للقوات الأمنية ما يسهل مهمة التنظيم المتطرف، مؤكدًا أن وجود داعش بهذه المنطقة من المرجح أن تكون وراءه قوى دولية تسعى للسيطرة على مقدرات البلاد، وخصوصًا إيران التي تسطو على فحم الصومال بمساعدة تنظيم القاعدة.

 

وفي تصريح سابق لـ«المرجع» أشار الباحث في الشؤون الاقتصادية، كريم العمدة إلى أن الدول الأفريقية الغنية بالثروات غالبًا ما تكون مطمعًا للدول الكبرى التي مازلت تحمل توجهًا استعماريًّأ لها، مضيفًا أن هذه القوى توظف الجماعات الإرهابية لنهب مقدرات هذه الدول الضعيفة كأداة للتكسب المالي والاستعمار السياسي عن بعد.

 

وأكد الباحث أن هذه الجماعات لا يمكنها تصريف الأعمال الخاصة بالتنقيب عن الغاز أو استخراج الكنوز المختلغة دون دعم دولي كبير يمكنها من تنفيذ ما خطط لها، ما يعد سرقة باسم الإرهاب، لافتًا إلى أن هذه العمليات كثيرًا ما يشار فيها إلى تركيا وقطر وإيران كمتورطين نظرًا لتاريخهم في هذا الملف.

للمزيد..  موزمبيق.. الثروة الأفريقية الفاتنة لـ«داعش»

الكلمات المفتاحية

"