جيوش الساحل الأفريقي تحارب «داعش» بالتعاون مع القوى الدولية
الأربعاء 03/يوليو/2019 - 04:38 م
أحمد عادل
بعد دحر وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وظهور زعيمه «المختبئ» أبي بكر البغدادي في أبريل الماضي، بعد خمس سنوات من الاختفاء والغموض؛ ليعلن إقامة ما تسمى ولاية وسط أفريقيا، استطاع التنظيم بالساحل الأفريقي توسيع عملياته خلال النصف الاول من العام الجاري (2019)، رغم الجهود الدولية والإقليمية التي تقودها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا في منقطة الساحل الأفريقي.
فخلال الفترة الماضية، تبنى «داعش»، العديد من العمليات الإرهابية، جاء أبرزها الهجوم على ثكنة عسكرية تابعة للجيش النيجيري؛ ما أسفر عن مقتل 12 فردًا من القوات النيجيرية، علاوةً على مقتل 30 شخصًا في هجوم نفذه 3 عناصر من جماعة بوكوحرام الموالية لتنظيم داعش الإرهابي في بلدة كوندوجا شمال شرقي نيجيريا، وفي بوركينا فاسو أسفرت العمليات الإرهابية التي نفذها داعش عن مقتل 40 شخصًا وإصابة العشرات الآخرين، وفي موزمبيق أسفرت العمليات عن مصرع 16 شخصًا في كمين نصبه متطرفون تابعون لداعش شمال موزمبيق، وفي الكونغو أدت العمليات إلي مقتل جنديين وإصابة مدني في تبادل لإطلاق النار في شمال شرق البلاد.
وفي المقابل، كثفت دول الساحل الأفريقي من جهودها الكبيرة لحفظ ماء وجهها أمام الرأي العام المحلي والدولي، فعملت على زيادة التنسيق الأمني والتعاون الاستراتيجي مع القوي الدولية في المواجهة الجادة مع التنظيمات الإرهابية، واستطاعت قوات عسكرية مشتركة «قوة متعددة الجنسيات بدول غرب أفريقيا المعروفة بالـ"G5"»، شنت هجومًا، أدى إلى مقتل 42 من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة بحيرة تشاد، وكذلك أعلن الجيش الفرنسي أن 3 من جنوده أُصيبوا في شمال شرقي مَالي.
وتتخذ المواجهة العسكرية مع التنظيمات الإرهابية، شكلًا جديدًا يطرأ علي منطقة الساحل الأفريقي، يتمثل في قدرة تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات أخرى على الوصول لمناطق ظلت محتكرة لزمن طويل إلي تنظيم القاعدة الدولي، ويظهر هذا التوسع جليًّا في التمدد الجغرافي للتنظيمات المتطرفة بمنطقة الساحل الأفريقي والتمتع بدينامية تحركية، وقدرة على استقطاب عناصر جديدة لها، في مجتمعات تعيش حالةً من الفوضى ومليئةً بالصراعات الإثنية والقبلية.
على جانب آخر، تواجه الدول الخمس للساحل- إضافةً إلى القوى الدولية- صعوبات ومعوقات متعلقة بالطبيعة الجغرافية السياسية والبشرية للمنطقة الممتدة من خليج غينيا إلى الساحل والصحراء، تنعكس على الوضع السياسي والأمني، وتصبح أكثر عنفًا.
وما إعلان الأمم المتحدة إلا تأكيدا لهذا المعنى؛ حيث إن زيادة أعمال العنف في منطقة الساحل الأفريقي، أدت إلى وجود أزمات إنسانية غير مسبوقة مع وجود ملايين الأشخاص المحتاجين لمساعدات إنسانية؛ بسبب الجماعات المسلحة.
ووفقًا لموقع «فرانس 24»، أكدت صوفى جارد توملى، رئيسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لغرب ووسط أفريقيا، أن ناقوس الخطر بدأ يدق حيال الوضع الإنساني في منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث أدت العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش إلى زيادة تقزم الوضع الإنساني في تلك المنطقة وتشريد ملايين من السكان في مناطق الصراع المتزايد.
من جانبه، قال ناصر مامون عيسي، الباحث بجامعة القاهرة: إن تصاعد النشاط الإرهابي في منطقة الساحل الأفريقي، يعكس مدى هذه الجماعات على التواصل وعلى تنفيذ عملياتها العنيفة على القوات الحكومية والمدنيين.
وأكد ناصر في تصريح خاص للمرجع، أن العوامل المساعدة على انتشار تلك التنظيمات المسلحة وتحديدًا تنظيم داعش الإرهابي هو اتساع مساحة الرقعة الصحراوية، وكذلك تعاونها مع شبكات الاتجار بالبشر والسلح والمخدرات.
ويرى الباحث بجامعة القاهرة، أن هناك عبئًا كبيرًا يقع على كاهل المجتمع الدولي الدافع بقواته للدفاع عن منطقة الساحل الأفريقي، والذي سبق وأن رصد مليارات الدولارات لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وعليه الاستمرار في تقديم الدعم المالي لبرامج مكافحة الإرهاب وزيادة التعاون العسكري؛ لمواجهة وباء الإرهاب المتزايد في منطقة الساحل الأفريقي.
وعن أسباب بزوغ نجم داعش الإرهابي في منطقة الاسحل الأفريقي، أفاد أن انتكاسات داعش في سوريا والعراق، وجدت في منطقة الساحل الأفريقي ملاذًا آمنًا لها ومواتية لإقامة معسكراتها التدريبية وعملياتها المسلحة، كما اختار تلك المنطقة؛ بسبب فقرها وعدم تمكن حكمتها للسيطرة الكاملة عليها.





