بالسلاح الأبيض.. إخوان تونس يتظاهرون لإرهاب الرئيس والشعب
تواصل جماعة الإخوان فرع تونس ممثلًا في حركة النهضة التي انهارت شعبيتها في أعقاب قرارات يوليو لقيس سعيد الرئيس التونسي، معركتها على السلطة، إذ نظمت عناصر الجماعة الأحد 15 نوفمبر 2021، التظاهرة الأكبر لها منذ قرارات 25 يوليو بالقرب من مقر البرلمان، اعتراضًا على يسميه بـ«الانقلاب».
وفي أول تعليق له عليها، نشر زعيم حركة النهضة،
راشد الغنوشي، صورًا للتظاهرة، مرفقها بعبارة «ولابد لليل أن
ينجلي».
من أين جاءت الأعداد؟
على مدار الأشهر الأربعة الماضية عاشت حركة
النهضة صدمة تخلي أنصارها عنها، ورغم ما أدت إليه قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد،
نهاية يوليو الماضي، من إطاحة بكل فرص حركة النهضة في المشهد، إلا أن الحاضنة
الشعبية التي طالما استندت إليها لم تعترض.
عطل
ذلك حركة النهضة التي وجدت نفسها تقف وحده دون أحد يمتعض لتهميشها، وظلت على مدار
شهور يقتصر نشاطها على الاجتماعات والبيانات الفاترة.
هذا
الواقع غيرته مظاهرة اليوم، إذ نجحت الحركة لأول مرة في حشد أعداد كبيرة بالقرب من
مقر البرلمان لأول مرة منذ قرارات يوليو، فمن أين جاءت بهم؟
وفقًا لنائلة بن رحومة
منسقة حراك «الشارع يقرر ويراقب» المساند لقرارات 25 يوليو، فتظاهرة
اليوم مأجورة، مؤكدة في تصريحات صحافية أن النهضة وزعت الأموال لجلب أكبر عدد ممكن
من التونسيين، ولفتت إلى أن الحركة وفرت حافلات لنقل المتظاهرين من المحافظات
لضمان نجاح التظاهرة.
ووصفت
هذه المسيرات بـ«المفتعلة» لتدمير ما تبقى من الدولة، مشيرة إلى أن
النهضة لا تجد من يدعمها على أرض الواقع، بحكم فشلها الاقتصادي والاجتماعي طوال
سنوات حكمها العشرة.
وشددت على أن الإخوان بقوة أموالهم في الداخل
والخارج يحاولون شراء الحاضنة الشعبية.
تكرار الأساليب الإخوانية
تقترب حركة النهضة في إدارتها لأزمتها
الحالية من الطريقة التي طالما استخدمتها جماعة الإخوان في دولة التأسيس (مصر)،
وبينما كان إخوان مصر ينظمون ما يسمونه بـ«المليونيات» مستأجرين الحافلات
لنقل أنصارهم إلى المكان المقرر لهم، أقدم إخوان تونس على نفس الخطوة محاولين سد
الفراغ الذي خلفه تخلي أنصارهم عنهم.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، إذ نشرت الداخلية
التونسية أنباء عن ضبطها لأسلحة بيضاء بحوزة بعض المتظاهرين، ومنذ الإعلان عن هذه
المعلومات وسيطرت حالة من الخوف على تونس خشية تكرار السيناريو اعتصام رابعة
الإخواني 2013.
تحركات إخوانية جديدة
على ذكر السيناريو المصري، شهدت الأيام
الأخيرة روابط ودعم معلن بين إخوان مصر وتونس، إذ أطلق رئيس حزب الفضيلة محمود
فتحي، السلفي المصري الهارب إلى تركيا والمحرض على العنف منذ 2013، حملة عربية
إلكترونية لدعم الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، المقرب من الإخوان، بعد إصدار
تونس مذكرة جلب دولية ضده، ويقف المرزوقي ضد الرئيس التونسي في الساحة الدولية
مقدمًا نفسه من مقر إقامته بفرنسا على إنها المعارض الأول لما يسميه
«انقلاب».
ويتورط المرزوقي في تشويه سمعة تونس دوليًّا، وهو
ما يصب في مصلحة النهضة.
ونتيجة لحملة فتحي أعلنت شخصيات عربية
إخوانية مصرية وغير مصرية دعمها للمرزوقي، لاستكمال الصورة السيئة المروجة ضد قيس
سعيد.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ واصل الغنوشي
اجتماعات بشباب حركته، مشيدًا كما قال بنضالهم من أجل الشرعية.
وبدت
الصور المنشورة للاجتماع وكأن النهضة تدخل مرحلة جديدة في معركتها على السلطة.
وتفيد سارة البراهمي، نجلة السياسي التونسي محمد البراهمي المتهم في اغتياله حركة النهضة، بأن الحركة لن تتوانى عن فعل أي شيء من أجل العودة إلى السلطة.
وأشارت في تصريحات خاصة لـ«المرجع» إلى أن الحركة تنوع في أساليب عملها؛ فهي تحرص على الظهور في مظهر الرجل الحكيم، لكنها من الباطن تنتهج نهج العنف، ولم تستبعد أن تفعل الحركة أي تصرف حتى الاغتيالات بغرض الوصول مرة أخرى إلى رأس المشهد.
ومنذ 2011 وتتولى النهضة إدارة المشهد التونسي، إلا أن عشر سنوات قضتهم الحركة الإخوانية في نزاعات سياسية مهمشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ما دفع التونسيين للخروج ضدها مطالبين بطردها من المشهد.
للمزيد.. بعد ملاحقة «المرزوقي».. تونس تستكمل تطهير سفاراتها من الإخوان







