مصير أفغانستان يهدد الصومال.. توقعات بسقوط مقديشو في يد الإرهابيين حال انسحاب «اميصوم»
الأربعاء 03/نوفمبر/2021 - 04:53 م

أحمد عادل
تنوي قوات بعثة السلام التابعة للاتحاد الإفريقي «أمصيوم» الانسحاب الكامل من الصومال، وهو ما ينذر بخطر شديد، حيث يتوقع بانسحابها تكرار نفس السيناريو الأفغاني في البلاد، وحال أي انسحاب عشوائي من قوات اميصوم، فلن يكون مصير الصومال أفضل من مصير أفغانستان، من حيث سقوطها في قبضة التنظيمات الإرهابية مع انهيار الحكومة الشرعية.
وبحسب ما رصدته تقارير أمنية وسياسية، فإن القوات الدولية في البلدان الثلاثة لم تحقق الهدف المرجو منها، وهو إنهاء الإرهاب وإعادة بسط سيطرة القوات الحكومية على أراضي البلاد كافة.
المهمة الفاشلة
ذكر تقرير معهد الدراسات الأمنية الأفريقية (ISS)، في دراسة له، أنه من المقرر أن تنسحب قوات «أمصيوم» في 31 ديسمبر المقبل، مما ينذر بعودة حركة «الشباب»، المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تزداد تغلغلًا في مؤسسات الدولة، بما فيها الأمنية، مستغلة الطابع العشائري للمجتمع.
وقُتل 20 شخصًا وجُرح 40 في اشتباكات بين القوات الصومالية والحركة قبل ثلاثة أيام، وهو ما يزيد الضغوط على القوات الحكومية؛ كونها تخوض هذا الشهر أيضًا معارك مع تنظيم «أهل السنة والجماعة» الصوفي المسلح في إقليم جلمدغ بوسط البلاد.
وبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال مهمتها مكافحة تمرد حركة الإرهابية، وتقوية القوات الحكومية، وتضم قوة قوامها أكثر من 19 ألف جندي وألف شرطي، إلا أنها لم تحقق كل أهدافها، وذلك في تكرار لما حصل في أفغانستان ومالي؛ حيث لم تنجح القوات الأمريكية ولا الفرنسية في القضاء على الإرهاب والتطرف في البلدين.
ولفت تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية إلى أن حركة الشباب عززت قدرتها القتالية، وتتمركز في جميع مناطق الصومال كلها لإضعاف الجيش الصومالي والحكومة فى مقديشو.
ويظهر تدهور الوضع في تعذر إجراء الانتخابات؛ حيث أعلن رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، في يونيو الماضي جدولًا لإجراء الانتخابات الرئاسية في 10 أكتوبر الجاري، لكنها لم تتم.
وبدورها، أشارت مجموعة الأزمات الدولية في سبتمبر 2021 إلى أن حركة الشباب تقدم خدمات أفضل من الحكومة، محذرة من أن عودة طالبان لحكم أفغانستان زاد جرأة حركة الشباب.
وهذه الجرأة معززة بقوة مادية، فتقول المجموعة إن دراسة صدرت في عام 2020م قدرت عائدات الحركة المالية بـ 15 مليون دولار شهريًّا، كما أنها رسخت وجودها في الريف، بينما تمس إدارة الظل الخاصة بها جميع المراكز الحضرية.
وعودة لتقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية الذي يطرح 5 خيارات وردت في توصيات للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي حول مستقبل بعثة «أمصيوم»، ومن أبرز هذه الخيارات:
الخيار الأول: هو رحيل «أمصيوم» ونقل مسؤولياتها إلى قوات الأمن الصومالية.
والثاني: استبدال البعثة بالقوة الاحتياطية لشرق إفريقيا، وأطلقت عليها الأمم المتحدة اسم «تحالف إقليمي خاص»، لكن هذه النصيحة ليست مؤثرة؛ لأن جميع المساهمين بقوات في البعثة هم من شرق إفريقيا.
والخيار الثالث: استبدال بعثة «أمصيوم» بمهمة تحقيق الاستقرار بقيادة الأمم المتحدة، والرابع هو استبدال البعثة بعملية مختلطة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، أما الخامس والأخير فهو تخفيض عدد البعثة مع تمكين قوات الأمن الصومالية من تولي المسؤولية.
الشباب تنشط إرهابيًّا
وعلى الجانب الآخر، استغلت الجماعات الإرهابية، مثل حركة الشباب وتنظيم داعش، الخلاف السياسي لتنفيذ هجمات في مناطق متفرقة بالبلاد، حيث قامت كل منهما بالعديد من التفجيرات والعمليات الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين في البلاد.
وتمثل حل الأزمة السياسية القائمة في الصومال، ضربة جديدة لحركة الشباب الإرهابية، نظرًا لما كانت تقوم به من تهديد أمني مباشر، حيث الحضور من خلال العمليات الإرهابية، والتوغل في جميع المجالات الأمنية والسياسية والاجتماعية في الصومال.