زيادة العمليات الإرهابية لشباب المجاهدين.. مخاوف «صومالية - كينية» من انسحاب «أميصوم»
عبرت بعثة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) عن قلها من زيادة نفوذ حركة شباب المجاهدين، أعمالها الإرهابية في الصومال.
جاء ذلك خلال مؤتمر منذ أيام بالعاصمة الصومالية مقديشو؛ لمناقشة خطة انسحاب القوات (أميصوم) من الصومال.
وقال سيمون مولونجو، نائب ممثل الاتحاد الأفريقي في الصومال: إن الاتحاد ينوي الانسحاب من الصومال، وتأتي هذه الخطوة بعد الإنجازات التي حققتها القوات على حركة شباب المجاهدين في السنوات الماضية.
وأوضح قائد القوات الأفريقية الجنرال الإثيوبي تيجابو ييلما، أن العمليات التي تشنها القوات ستركز على تدمير قدرات حركة شباب المجاهدين (المالية والعسكرية)، في إطار العمليات الاستباقية التي تسعى إليها القوات.
وكانت نشرت مواقع أفريقية متخصصة في مكافحة الإرهاب، أن حديث تيجابو، لم يتم تناوله بالشكل الصحيح، مؤكدًا أن تصريحاته تتمثل في عدم قدرة القوات الأفريقية شن عمليات عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها حركة شباب المجاهدين، مرجحين السبب في ذلك إلى زيادة العمليات الإرهابية التي تشنها الشباب عن طريق الألغام والكمائن التي تنصبها ضد القوافل العسكرية التابعة للقوات الأفريقية؛ ما يسبب خسائر كبيرة بين صفوف القوات من حيث المعدات والأرواح.
وبحسب موقع الصومال اليوم، الذي بدوره أكد أن ولاية هيرشبيلى الواقعة على بعد 90 كم شمالي مقديشو، أعلنت انسحاب القوات الأفريقية من عدة مناطق منها (عذلي - حاج علي - راغي عيلي) في إقليم شبيلي الوسطى بالولاية؛ ما أثار قلقًا كبيرًا لدى سلطات الولاية وسكان الإقليم الذين يخشون تأثير الانسحاب سلبًا على أمنهم وسلامتهم، وتزايد العمليات الإرهابية لدى حركة شباب المجاهدين؛ ما يعطي إمكانية سقوط تلك المناطق في أيديهم.
الرفض الكيني
وفي سياق آخر، أعلن نائب الرئيس الكيني وليام روتو، أمس الخميس، في بيان ألقاه في معهد تشاتام هاوس بلندن، رفض الحكومة الكينية سحب قواتها من الصومال، وذلك بعد الهجوم الإرهابي التي شنته حركة شباب المجاهدين على فندق دوسيت 2 في العاصمة نيروبي يناير 2019، والذي أسفر عن مقتل 21 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين.
وأكد وليام روتو، أن بلاده ستسهم بكل ضراوة في القضاء على الإرهابيين في كينيا والبلدان المجاورة، مشيرًا إلى أن زيادة مساحة الرقعة المسيطرة عليها عناصر حركة الشباب.
وفي يونيو 2016، قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، تخفيضًا تدريجيًّا للقوات الأفريقية في الصومال، والانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2020، على أن تتسلّم مسؤولية حفظ الأمن قوات الأمن الصومالية والجيش الوطني الصومالي، من بداية ذلك العام، وفي نوفمبر 2017، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي أنها ستسحب 1000 مقاتل على أن تغادر الأراضي الصومالية في نهاية عام 2018، بينما تكمل بقية القوات البالغ تعدادها 22 ألف مقاتل.
الأسباب والنتائج
ومن جانبها، قالت الدكتور أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي، إن أسباب إعلان انسحاب القوات الأفريقية يرجع إلى عاملين، هما زيادة الأعباء المادية على القوات، والسبب الثاني زيادة مدة البقاء في الصومال، والتي وصلت إلى 13عامًا حتى الآن.
وأكدت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن نتائج ذلك الانسحاب ستزيد من العمليات الإرهابية التي تشنها حركة شباب المجاهدين في الفترة القادمة، وزيادة الرقعة السيطرة لعناصر الشباب في كل من الصومال وكينيا.
ورجحت الباحثة في الشأن الأفريقي، أنه من الممكن أن تشهد الفترة المقبلة توقيع اتفاقيات تعاون بين كينيا والصومال في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك مع قرب الانسحاب الكامل لقوات البعثة الأفريقية (أميصوم) عام 2020.





