انسحاب «أميصوم» يمنح الإرهابيين فرصة التقدم والسيطرة في الصومال
انسحبت القوات الأفريقية لحفظ السلام المعروفة بلسم «أميصوم» بشكل نهائي خلال الأيام الماضية من الصومال، ما ترتب عليه تقدم كبير لكل من «حركة الشباب المجاهدين» وتنظيم «داعش» في أراضي الصومال.
وجاء الانسحاب التدريجي لقوات أميصوم من
الصومال بعد 11 عامًا من العمل فيها، ما سيتيح فرصة للحركات الإرهابية للتمدد من جديد.
ففي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وفقًا
لتقرير جاء في صحيفة «الصومال الجديد»، استطاعت حركة الشباب الإرهابية الصومالية السيطرة
على 10 قرى صومالية كانت تحت سيطرة قوات حفظ السلام الأفريقية، كما قامت بأكثر 20 هجومًا إرهابيًّا، وبالمقابل شن تنظيم داعش 15 هجومًا مستحوذًا على عددٍ من القرى في جنوب البلاد.
وقوات حفظ إسلام الأفريقية قامت منذ مايو
2007، بتسيير دوريات مشتركة مع قوات الأمن الصومالية على مشارف العاصمة مقديشو، بعد
جولة من القتال بين حركة الشباب والقوات الصومالية.
في مارس من العام ذاته، قامت أوغندا كأول بلد أفريقي بنشر قوات تابعة له
في الصومال، وأرسلت حينها 1600، أعقب ذلك تكليف بعثة الاتحاد الأفريقي لها بالمساعدة
على حماية الشخصيات والمرافق السيادية، وبناء قوة الأمن الصومالية وتدريبها، وتسهيل
وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى مناطق الصراع.
وطيلة سنوات عمل قوات حفظ السلام الأفريقية،
تعرضت إلى مئات الهجمات التي شنتها حركة الشباب الصومالية، وأسفرت عن مقتل المئات من
جنود أوغندا وبروندي وكينيا وإثيوبيا، وأجبرت قوات حفظ السلام على الانسحاب من عدد
من المدن والبلدات في جنوب البلاد.
ولهذا السبب قرر مجلس السلم والأمن التابع
للاتحاد الأفريقي في يونيو 2016 ، إجراء خفض تدريجي لقوات حفظ السلام الأفريقية في
الصومال، على أن يكون الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2020، لتتسلم مسؤولية حفظ الأمن قوات الأمن الصومالية
والجيش الوطني الصومالي.
وفي نوفمبر 2017، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي
أنها ستسحب ألف مقاتل على أن تغادر الأراضي الصومالية نهاية ديسمبر 2018، بينما تكمل
بقية القوات البالغ تعدادها 22 ألف جندي انسحابها بحلول نهاية عام 2020.
وفي الوقت الذي تواصل قوات حفظ السلام
الأفريقية انسحابها التدريجي، حافظت حركة الشباب المجاهدين على قدرات عالية في استعادة
بعض المناطق التي سبق لتلك القوات بمشاركة قوات صومالية، أن انتزعتها من الحركة في
سنوات سابقة.
ومع انسحاب جنود قوات حفظ السلام الأفريقية،
تدفق مئات العناصر الإرهابية إلى العديد من القرى الصومالية التي تركتها قوات حفظ السلام.
جاء ذلك في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة
الصومالية من توترات سياسية وأمنية مع الحكومة الكينية، إذ أعربت وزارة الخارجية والتعاون
الدولي في الحكومة الصومالية في مذكرة بعثتها إلى وزارة الخارجية الكينية عن قلقها
من قرار كينيا بإيقاف تأشيرات المطار التي تمنحها للمسؤولين في الحكومة الصومالية.
إضافة إلي ذلك أعلنت الحكومة الكينية في
وقت سابق، عن غضبها تجاه قوات الأمن الصومالية، واتهمتها بالتقصير من النواحي الأمنية.
ومن جانبه قال محمد عزالدين، الباحث في
الشأن الأفريقي، إن الانسحاب التدريجي لقوات
حفظ السلام الأفريقية، أعطى فرصة من ذهب للجماعات الإرهابية سواء كانت الشباب الصومالية
أو داعش، للتوغل والسيطرة على أكبر قدر من مساحات الصومال.
وأكد في تصريحات خاصة لـ «المرجع»، أن
قوات الأمن الصومالية ضعيفة ولا تستطيع حماية بلادها من الإرهاب بمفردها.





