«بي إيه 501».. النيجر تواجه عنف «بوكو حرام» بتعزيز القدرات العسكرية
الإثنين 09/أغسطس/2021 - 01:10 م

أحمد عادل
تعمل جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا، على ضرب الاستقرار في منطقة بحيرة تشاد، بتنفيذ مزيد من عمليات العنف ضد المدنيين والعسكريين، ما استدعى قرارات عسكرية لوقف نزيف العنف وإراقة الدماء.
ويعتزم جيش جمهورية النيجر في غرب أفريقيا، إنشاء قاعدة جوية لتعزيز قتاله ضد الجماعات الارهابية في منطقة ديفا (جنوب شرق) القريبة من نيجيريا.
وجاء في بيان صادر عن مجلس وزراء النيجر ومنشور على موقع رئاسة الدولة، الجمعة 6 أغسطس 2020: «في ضوء حالة انعدام الأمن السائدة حاليًا في منطقة الساحل، خصوصًا في منطقة حوض بحيرة تشاد، فإن الحكومة تدرس إقامة قاعدة جوية لزيادة القدرة على استجابة القوات المسلحة».

قاعدة «بي إيه 501»
وستقام قاعدة «بي إيه 501» على مساحة 32 كيلومترًا مربعًا في منطقة «ديفا» المحاذية لبحيرة تشاد، التي أصبحت وكرًا للارهابيين وفق النص الذي لا يحدد تاريخ بدء بنائها ولا كلفتها.
وهذه أول قاعدة من نوعها يتم إنشاؤها في هذه المنطقة غير الساحلية، القاحلة، التي تعاني منذ ست سنوات هجمات دامية تشنها جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» الإرهابيين في غرب أفريقيا.
ويأتي هذا الإعلان، بعد عملية إرهابية نفذتها «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، الخميس 5 أغسطس 2021، وقتل فيها 26 جنديًّا تشاديًّا على الأقل وجرح آخرون .
وقال نائب محافظ منطقة «باغاسولا» الواقعة غربي تشاد، حاجي جديدي، إن عناصر عائدين من دورية كانوا يستريحون عندما هاجمهم مسلحون من جماعة «بوكو حرام» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، مضيفًا أن عددًا من العسكريين انتشروا في أنحاء المنطقة.
ومن جانبه أكد المتحدث باسم الجيش التشادي الجنرال عظيم برماندوا أغونا، في تصريحات لوكالة «فرانس برس» أن الهجوم وقع في جزيرة «تشوكو تيليا» التي تبعد 190 كلم شمال غربي العاصمة نجامينا، إلا أنه رفض ذكر أي حصيلة للعملية الإرهابية.
لماذا ديفا؟
ديفا هى إحدى مدن النيجر، تقع في جنوب شرق البلاد، تحدها من الجهة الشرقية تشاد، ومن الجهة الجنوبية نيجيريا، وتبلغ مساحتها ما يقارب (140.000) كيلومتر مربع، بعدد سكان نحوا مائتى ألف نسمة، معظمهم مسلمون، ويعيش فيها بعض القبائل من أصول عربية.
وتمتاز «ديفا» بثراء مواردها النفطية، بل إن أغلب إنتاج النيجر من المواد البترولية يخرج منها، وتمتلك النيجر ثروة تعدينية كبيرة، أبرزها اليورانيوم، والذهب، والبترول، بالإضافة إلى أراضيها الخصبة الصالحة للزراعة.
ورغم هذا الثراء الطبيعي لكن النيجر تعد من أفقر دول العالم أجمع، علاوة على كثرة النزاعات الطائفية والعرقية بالبلاد، وساعد هذا المناخ السياسي المضطرب- من صراعات داخلية بين العائلات الكبرى، ووجود حركات إسلاموية راديكالية- على توفير بيئة خصبة وحاضنة للجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في منطقة جنوب شرق النيجر.
عين على النيجر
وضعت «بوكوحرام» الإرهابية عينها على النيجر، ففي أواخر عام 2014، شنت الجماعة هجومًا إرهابيًّا، أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص، وفي فبراير 2015، هاجم مسلحو «بوكوحرام» المدينة الواقعة في جنوب شرق النيجر؛ ما أسفر عن قتيل واحد، وعشرين جريحًا، كما شنت هجومًا على سجن ديفا في فبراير 2015، وبعدها نفذت سيدتان من بوكوحرام هجومًا إرهابيًّا انتحاريًّا، وفي يونيو 2018 قتل ستة أشخاص حين فجّر ثلاثة من مسلحي بوكوحرام أنفسهم في اعتداءات متزامنة بالمدينة.
وأطلقت تشاد في 30 مارس 2020، عملية عسكرية، تحمل اسم «غضب بوما»؛ لمواجهة عنف الجماعة الإرهابية.
وقال وزير الدفاع، الجنرال محمد أبالي صلاح إن هناك خمسة قطاعات، تعمل لتنظيف منطقة الجزر بأكملها، ولدى الجيش اتفاق مع دولتين أخريين، هما النيجر ونيجيريا، مضيفًا: «لدينا حاليًّا، رجال في جميع هذه البلدان، العملية مستمرة، ستحصلون على التفاصيل شيئًا فشيئًا».
وأكد أن عناصر «بوكوحرام»، سيدفعون ثمنًا باهظًا؛ لجرأتهم، وقوات الدفاع ستلحق بهم ضربات لا تنسى، وستدون في سجلات التاريخ؛ لأن الجيش الوطني التشادي، عازم أكثر من أي وقت مضى، على وضع حد لهذه الشرذمة من الإرهابيين.
وأضاف وزير الدفاع، أنه تم حشد قوات برية وجوية، وإرسال قوات إلى جمهورية النيجر المجاورة؛ حتى يتم تطويق الجماعة من عدة جهات.