أرض الموت.. ألغام داعش في ليبيا تهدد حياة الأبرياء
لا يزال إرث تنظيم «داعش» الدموي الذي يتكون من الذخائر والقذائف والألغام في الأراضي الليبية، يهدد المئات من المواطنين الأبرياء ويحصد أرواح العشرات منهم، رغم مضي أعوام على دحر التنظيم الإرهابي في مدن ليبية عدة، إذ كان للمجلس البلدي بسرت دور فعّال طوال الأعوام الماضية في إزالة المخلفات الداعشية بإطلاقه مشروع إزالة المخلفات الحربية بالتعاون مع منظمات بريطانية ودنماركية لإزالة المخلفات.
مخلفات الدواعش
تتشبع مدينة سرت الليبيىة بالألغام الداعشية ومخلفات التنظيم، كونها كانت العاصمة التي يدير منها «داعش» أموره قبل طرده منها، إذ قام التنظيم بزرع مئات الآلاف من الألغام بطريقة عشوائية يصعب اكتشافها لعرقلة دخول أية قوات إليها، حيث أكد الأهالي أن الدخول للمدينة في وقت سابق كان من طريق واحد فقط أو عن طريق الجو، نظرًا للألغام العشوائية التي زرعها التنظيم الإرهابي لتحصين نفسه آنذاك.
وفي مدينة بنغازي وتحديدًا في منطقة «الليثي» آخر معقل تحصّن فيه «داعش» قبل طرده منها على يد قوات الجيش الوطني الليبي، أجبر الدواعش الأهالي على مغادرة منازلهم، وحولوها إلى مخازن ذخيرة وألغام.
وعقب سيطرة الجيش الوطني الليبي على المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في مدينة بنغازي، أطلقت قوات الصاعقة تحذيرات للأهالي بعدم العودة إلى المنازل؛ لأنها قد تكون مفخخة، فضلًا عن الطرق الرئيسية التي زرع بها الألغام الأمر الذي تجاهله بعض المواطنين لرغبتهم الشديدة في العودة لمنازلهم وترك الخيام، لتفجع المدينة بوفاة عائلة كاملة في يوم واحد بلغم أرضي شديد الانفجار زرع أمام منزلهم.
إزالة المخلفات
في الجهة المقابلة، كان للمجلس البلدي التابع لمدينة سرت الليبية، دور في إزالة المخلفات الحربية التي تركها التنظيم الإرهابي خلفه، حيث عمل فريق مشروع إزالة المخلفات الحربية، حيث تلقى المئات من البلاغات التي تفيد العثور على المخلفات الحربية في مزارع المدينة، الأمر الذي دفع المجلس منذ بدأ عمله في إزالة المخلفات الداعشية، على عقد شراكة مع منظمات بريطانية ودنماركية لدعم جهوده في إزالة مخلفات الحرب، وتوقف عن العمل مطلع 2020، قبل أن تعلن منظمة «هالو ترست» استئناف أعمالها في المدينة في مارس 2020، بالشراكة مع المجلس البلدي.
ويعتبر حيّي «الجيزة البحرية» و«600 وحدة سكنية»، ومحيطهما من أكثر أحياء المدينة تضررا، بسبب تحصّن التنظيم داخلهما طوال أشهر خلال النزاع بين الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق السابقة، الأمر الذي دفع سلطات المدينة آنذاك لإغلاق أجزاء واسعة منهما بسبب الدمار والركام الذي يستوجب جهودًا مكثفة لنقله، كما البحث فيه عن مخلفات حرب غير متفجرة قد تهدد حياة الناس.
وبحسب تقديرات سابقة لسلطات المدينة، فإنّ الحرب على التنظيم الإرهابي، شردت 5500 أسرة من أغلب أحياء المدينة، ما زال ثلثها غير قادر على العودة إلى منازله بسبب الأضرار التي لحقت به، حيث حذّرت منظمة الـ«يونيسف» من أن نصف مليون شخص معرضون للخطر بسبب مخلفات الحرب في ليبيا، مقدرة أن من بين هؤلاء المعرضين للخطر 63 ألف نازح و123 ألف عائد للمناطق التي نزحوا منها، و145 ألف مواطن مقيم و175 ألف مهاجر.





