«صناعة الموت».. «الحوثي» تغرق اليمن بـ«الألغام الإيرانية»
مازالت معاناة اليمنيين مستمرة بسبب الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الدولة والمؤسسات والمدنيين، فرغم الانهيار المعيشي والأمني اللذين تسببت فيهما الميليشيا، فإنها لم تكتفِ بذلك، لكنها اتجهت أيضًا إلى «صناعة الموت»، وتفخيخ الطرقات وزراعة الألغام بشكل عشوائي.
وكشف تقرير صادر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الحوثيين يزرعون الألغام يدويًّا دون اعتماد نمط أو سجل يمكن تحديده، ما يزيد من الفوضى الأمنية في اليمن، ويُشكل تهديدًا لحياة اليمنيين، إضافة إلى أن العشوائية قد تتسبب في تفاقم الأمر؛ حيث إن الأعاصير والفيضانات وغيرهما من الكوارث الطبيعية يمكن أن تبعثر الألغام من مواقعها الأساسية، وهو ما يجعل «الموت» متاحًا في أي مكان يذهب إليه اليمنيون.
التقرير أشار أيضًا إلى أن الألغام التي يزرعها الحوثيون يمكن إيجادها على طول الطرق الرئيسية وساحات القتال، فضلًا عن المنازل والآبار وحتى المراحيض، وفي جميع أنحاء البلاد، وأصبحت مساحات من الأراضي غير صالحة للسكن بسبب الألغام، وهو ما يُشكل خطرًا دائمًا على حياة المدنيين، ويتضاعف هذا الخطر مع تعمد ميليشيا الحوثي زراعة الألغام المحرمة دوليًّا بشكل عشوائي وكثيف في المناطق التي يتم طردها منها، بل حتى في المنازل، والطرق والمرافق العامة.
للمزيد.. «عواقل الحارات» باليمن.. «بصّاصو الحوثي» في زمن الحرب
مشروع سعودي للتطهير
بادرت المملكة العربية السعودية بالتحرك لإنقاذ المدنيين من الموت، خاصة أنه لا يكاد يمر يوم إلا ويذاع خبر إصابة أو مقتل مواطن يمني بسبب لغم زرعته ميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية، بعد خسائرهم المتتالية أمام تقدم قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، حتى أصبحت اليمن أحد أكثر الدول تعرضًا لكارثة زرع الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ تجاوز إجمالي الألغام التي زرعتها الميليشيات في المُدنِ اليمنية مليون لغم.
أسامة القصيبي، المدير العام للمشروع السعودي لنزع الألغام باليمن «مسام»، أكد في تصريحات صحفية، أن ميليشيات الحوثي زرعت كميات هائلة من الألغام لمواجهة القوات الشرعية التي تسعى لتحرير ما تبقى من مدن اليمن، مشيرًا إلى أن الميليشيا تزرع الألغام بدون «خرائط»، وهو ما يكشف عن الاستراتيجية الإجرامية للميليشيا الموالية لإيران، والتي تتلقّى دعمًا غير محدود من طهران لتخريب اليمن.
المدير العام للمشروع السعودي لنزع الألغام باليمن، أشار أيضًا إلى أن الجيوش النظامية عادة ما تزرع الألغام لهدف دفاعي، وتقوم بذلك وفق خرائط محددة، وبعيدة عن المناطق المأهولة، من أجل إزالتها في مرحلة لاحقة بسهولة، لكن الحوثيين وضعوا الألغام في البنى التحتية والمزارع وبين البيوت السكنية، وحتى داخل البيوت نفسها، مضيفًا: «جاءتنا بلاغات عديدة عن عائلات كانت نازحة وعندما عادت تعرضت لانفجار ألغام زرعت في داخل منازلها».
«القصيبي» كشف أيضًا عن أن عدد الألغام التي تم نزعها من المناطق المحررة في اليمن تقدر بنحو مليون لغم، بمجهودات مشتركة من التحالف العربي والقوات الشرعية والمشروع الوطني، لكن العدد الذي لايزال مدفونًا في أراضي اليمن «أكبر من ذلك بكثير»، وفق تقديره، مشيرًا إلى أنه إضافة إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة، يستعين مشروع «مسام» بالمجتمع المحلي والبلاغات التي تأتي من السكان.
حجارة مفخخة
لم تكتفِ الميليشيا بزرع الألغام بطريقة عشوائية، بل إنها عمدت إلى زراعة ألغام تُشبه الحجارة، وذلك لاستهداف أكبر عدد ممكن من المدنيين اليمنيين، ومحاولة تصدير الذعر بشكل مستمر، واللافت أن هذه الطريقة استخدمها «حزب الله» في جنوب لبنان، وهو ما يعني أنها حيلة إيرانية تستخدمها الميليشيات الموالية لطهران في المنطقة.
وبحسب تقرير صادر عن «مركز أبحاث التسليح في الصراعات» ومقره لندن، فإنه تم العثور على العبوات الناسفة على شكل صخور في اليمن، مشيرًا إلى أنها تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين، ما يُشير إلى بصمة إيرانية في صنعها، وهو ما يؤكد استمرار الدعم الإيراني لجرائم الميليشيا التي ترتكبها بحق المدنيين، وقوات الجيش الوطني اليمني.
الميليشيا المدعومة من إيران لم تكتفِ بكل هذه الانتهاكات، بل لجأت إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام، ويتم استقطاب هؤلاء الأطفال بإغراءات مالية، مستغلين الظروف الاقتصادية السيئة التي وصل إليها الشعب اليمني بسبب ممارسات الحوثيين، وتسببت هذه السياسة في مقتل الكثير من هؤلاء الأطفال، إضافة إلى عمليات التعبئة الدينية؛ حيث يقومون بتخصيص حصص أسبوعية لطلاب المدارس تتحدث عن فضيلة الجهاد؛ الأمر الذي يسهم في انخراط الأطفال في الحرب.
للمزيد.. مدد عسكري إيراني متواصل لميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن
تواطؤ دولي
المحلل السياسي اليمني «مُطهر الريدة»، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إنه منذ اللحظة الأولى لحروب الحوثيين في عام 2004 وهم ينتهجون زراعة الألغام في الطرقات والصحراء وبين الأشجار والجبال؛ لحصد المزيد من أرواح الأبرياء والمدنيين، وبعد الخسائر التي يتكبدونها يوميًّا حاليًّا في أرض المعركة دفعتهم إلى الافراط في نشر وزراعة الألغام بكل أنواعها الخفيفة والثقيلة، وفي كل مكان.
«الريدة» كشف أيضًا عن أن الميليشيا تستخدم أشخاصًا للدخول إلى بعض القرى والمدن التي لا يستطيعون السيطرة عليها بشكل سري، وفي أوقات من الليل لزراعة الألغام في شوارع وطرقات القرية وبين البيوت، والضحايا دائمًا من الأطفال والمدنيين داخل هذه القرى والمدن.
ولفت إلى أن إحساس الميليشيا الحوثية ويقينها بأنها سيتم القضاء عليهم وإخراجهم من المحافظات، هو ما يجعلهم يتركون في هذه المناطق قنابل موقوتة بعد خروجهم منها، بلا رحمة ولا إنسانية ولا أخلاق.
ويُضيف المحلل السياسي اليمني: اللافت للأمر أن هذه الألغام معظمها ليست يمنية، بل دخلت إلى الميليشيا عبر المنافذ البحرية التي كان الحوثيون يسيطرون عليها، خصوصًا ميناء الحديدة، والذي يستميتون في بقائهم فيه مهما بلغت خسائرهم، لأنه المنفذ الذي يمدهم بالدعم والسلاح من إيران وأذنابها، ومن تجار الحروب الذين لا يريدون أن تنطفئ في اليمن والمنطقة.
وأكد أن جماعة الحوثي المتطرفة انتهكت قوانين الحرب وحماية المدنيين، معربًا عن أسفه بسبب تجاهل المنظمات الدولية التي تغض الطرف وتتواطأ مع هذه الجماعة، رغم ما يتم نشره من تقارير وحالات حقيقية لهذه الانتهاكات من قبل الميليشيا الحوثية.





