التخلص من إرث داعش.. العراق يُعيد أطفال التنظيم إلى بلادهم الأصلية

ترك تنظيم داعش الإرهابي، عقب دحره من المدن والمحافظات العراقية التي كان يستولي عليها منذ عام 2014 وحتى نهاية 2017، إرثًا ثقيلًا للعراق، يتمثل في أبناء عناصر التنظيم من الأطفال الذين تشربوا الفكر الداعشي.
وواجه العراق خلال العام الجاري معضلة رفض العديد من الدول تسلم هؤلاء الأطفال الذين يحمل والديهم جنسيات أجنبية، بحجة أنهم ولدوا على الأراضي العراقية، إضافة إلى الذعر الذي كان يتملك حكومات العديد من بلدان العالم من أن يتحول هؤلاء الصغار لقنابل موقوتة تهدد بتفجير أراضيهم في أي وقت.
للمزيد: براعم إرهابية بلا هوية.. أطفال «داعش» في مهب الريح

ومن جانبه سعى العراق خلال الأشهر الماضية إلى تأهيل هؤلاء الأطفال، وتصحيح الأفكار المغلوطة التي زرعها الدواعش في رؤوسهم، وهو ما نجح فيه بالفعل، وكان دافعًا لموافقة بعض الحكومات على تسلم صغار السن الذين يحمل والديهم جنسية بلادهم.
وفي هذا السياق تسلمت السلطات الروسية، اليوم الأحد، 30 طفلًا من أبناء نساء روسيات انضممن إلى صفوف التنظيم، وألقى القبض عليهن ويقضين الآن عقوبات بالسجن في السجون العراقية، بعد أن قتل أزواجهن في المعارك التي خاضها التنظيم ضد القوات العراقية والتحالف الدولي.
وأكدت وكالة «فرانس برس»، أن مسؤولًا في وزارة الخارجية الروسية (طلب عدم كشف هويته)، قال: «إن السلطات الروسية باشرت اليوم الأحد إجلاء 30 طفلًا من أصل روسي من العراق بعدما تم الانتهاء من استصدار الوثائق المطلوبة لهم، واستكمال الإجراءات اللازمة».

10 سنوات
وتتراوح أعمار الأطفال الذين تسلمتهم روسيا من العراق، بين ثلاث وعشر سنوات، من كلا الجنسين، وعثرت السلطات العراقية عليهم في المناطق التي دحر منها تنظيم داعش الإرهابي برفقة أمهاتهن.
وأوضحت «فرانس برس»، أن الرئيس الشيشاني، رمضان قاديروف، أكد خلال الأسبوع الجاري، أن هؤلاء الأطفال سيصلون إلى روسيا الأحد، موضحًا أن من بينهم 24 طفلًا من داغستان، وثلاثة من الشيشان.
واتهمت الناشطة الشيشانية، «خيدا ساراتوفا»، في منتصف نوفمبر الماضي، جهاز الأمن الروسي بوقف المساعي لإعادة أرامل وأطفال مقاتلين روس في تنظيم داعش من سوريا والعراق.
وأكدت «ساراتوفا»، أن هناك «أكثر من ألفين طفل وأرملة روسية في سوريا والعراق، عاد منهم نحو 100 إلى روسيا، معظمهم من منطقة القوقاز».
وبحسب تقديرات أجهزة الأمن الروسية؛ فإن آلاف من الروس قد توجهوا إلى سوريا والعراق في السنوات الأخيرة للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي، واصطحب بعضهم عائلاتهم.