ad a b
ad ad ad

حوار الغنوشي وإحراج الدولة.. مراوغة إخوانية لتفادي المصير المشؤوم للمشروع الإسلامي في تونس

الأحد 28/فبراير/2021 - 01:54 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

 في تطور جديد على الساحة التونسية المشتعلة منذ مطلع العام الجاري، طرح زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، مبادرة جديدة لحلحلة المشهد السياسي المعقد.

حوار الغنوشي وإحراج
رسالة للرئيس

وفي رسالة توجه بها إلى الرئيس قيس سعيد، ونشرتها رئاسة البرلمان، دعا الغنوشي، الرئيس قيس سعيد باعتباره «رمز وحدة الدولة» إلى تجميع الفرقاء لإيجاد مخرج ومجموعة من الحلول عبر تغليب الحوار وتبادل الرأي والمشورة حول أوضاع الـبلاد ومـا تقتضيه من قرارات، بالتزامن مع ما تعـيشه البلاد من أزمات مركبة، اقتصاديـة واجتماعـية وصـحية.

 مزاعم الغنوشي

وزعم الغنوشي ضرورة بعث رسالة إيجابية للشعب التونسي ودول العالم تُبرز أنه رغم اختلاف التونسيين وتنامي خطابات التحريض، فإن لـ«تونس» دولة ومؤسسات جديرة بالثقة، وأن البلاد في حاجة لتأمين الدواء والغذاء والشغل والأمن؛ وكذلك للتهدئة وتنمية روح التضامن وتوسيع دائرة المشترك الوطني.

كما اقترح على رئيس الجمهورية عقد لقاء يجـمع رئيـس الحـكومة ورئيس مجـلس نـوّاب الشّـعب ورئيس الجمـهورية في أقـرب الآجـال.
حوار الغنوشي وإحراج
 ما وراء المبادرة

وأثارت مبادرة الغنوشي ردود فعل متباينة داخل الطبقة السياسية، فبينما قال رفيق عبدالسلام، القيادي في حركة النهضة: «إن مبادرة رئيس البرلمان هي «خطوة إيجابية لحل الأزمة الراهنة، ويجب أن تعالج هذه الأمور (الخلاف بين الرئاسات الثلاث) ضمن منطق الدولة وفي مكاتب مغلقة وليس عبر الرسائل والملاسنات، والمطلوب هو تغليب المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار»، رأى ساسة تونسيون أن الغنوشي يريد إحراج سعيد وتقديم نفسه على إنه الداعي للحوار والأخير الداعي للنزاع.

 وكان سعيد قد رفض دعوة الحوار، مبررًا بأنه يرفض الحوار من أجل الحوار، ويشترط إحداث خطوات فعلية على الأرض قبل أي جلوس إلى طاولة، وأبرزها رفع النهضة يدها عن رئيس الحكومة هشام المشيشي واستقالة الأخيرة.

ويتحرك راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة على أكثر من واجهة لمنع الرئيس التونسي قيس سعيد من دفع رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى الاستقالة واستعادة رئاسة الجمهورية مهمة تكليف رئيس حكومة جديد.

 خاصة أن ما يجري الآن من مناورات قد ينتهي خلال أيام قليلة إلى هزيمة مدوية للغنوشي وحلفائه في قلب تونس وائتلاف الكرامة.

وتدافع «النهضة» عن وجودها في تونس بأي شكل من الأشكال، إذ تعتبر تونس المعقل الأخير للإسلاميين، فضلًا عن تقديمها كنموذج مثالي لما يعرف بـ«الديمقراطية الإسلامية»، وفشلها يعني خسارة للمشروع الإسلام ومروجيه.

وتعاني «النهضة» من أزمات متزامنة، إذ يواجه زعيمها تهديدًا بفقد منصبه كرئيس للبرلمان بعدما نجح معارضوه في جمع توقيع 76 نائبًا موافقًا على سحب الثقة منه، ما يسمح بعقد جلسة جديدة لسحب الثقة.

في مهب الريح

وتشير معلومات نشرتها وسائل إعلام تونسية إلى أن الجديد هذه المرة إن بعض نواب النهضة بالبرلمان وحزب «قلب تونس» حليف «النهضة» يؤيدون استبعاد الغنوشي من منصبه والمجئ بنائبته سميرة الشواشي بدلًا منه باعتبارها أكثر توافقية منه.

إلى جانب ذلك زادت الضغوط على الغنوشي بعد أن طالبه نواب من حزب قلب تونس بالتدخل لإطلاق حليفه نبيل القروي من السجن أو أن الحزب سيضطر إلى فك التحالف وقد يمضي في خيار سحب الثقة منه من البرلمان.

وتسيطر حالة من الخوف على حلفاء الإسلاميين تجاه تجربة النهضة في تونس، إذ تحدث الكاتب الفلسطيني المقيم في قطر عزمي بشارة مع تلفزيون «العربي»، قائلًا: «نحن الآن أمام نظام ديمقراطي في خطر».

"