يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الدائرة المغلقة».. كتاب يعري الإخوان ويفضح أساليب توغل الجماعة في الغرب

الإثنين 01/مارس/2021 - 09:39 ص
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

شاع مبدأ «الأولوية للجماعة» بين أنصار الإخوان طوال العقود الماضية، ومن هنا ظهرت خطورة تنظيم «الإخوان» الذي يسوق لأيديولوجيته ولذاته على أنه تنظيم معتدل، لكن أفعاله على النقيض تنم عن جملة من التطرف والنفعية.


الدائرة المغلقة


صدر مؤخرًا كتاب «الدائرة المغلقة: الانضمام والانشقاق عن جماعة الإخوان في الغربThe Closed Circle: Joining and Leaving the Muslim Brotherhood in the West» للكاتب لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، والخبير في الإسلام السياسي، وله مؤلفات عدة أبرزها كتاب «الإخوان المسلمون الجدد في الغرب» في عام 2010.


وقد نشر مركز تريندز للبحوث والاستشارات كتاب «الدائرة المغلقة» باللغة العربية في يناير 2021، والذي صدر عن دار نشر جامعة كولومبيا في مارس 2020؛ إذ أعد الكتاب الكاتب والباحث الإماراتي محمد خلفان الصوافي.


حقيقة المشروع الإخواني


قدم الكاتب رؤية داخلية عن أكثر الجماعات إثارة للجدل في العالم، وبنى دراسته على مقابلات حصرية مع أعضاء سابقين لمعوا في الجماعة بداخل الدول الأوروبية والمملكة المتحدة وأمريكا الشمالية، وسرد الأسباب ورحلة انضمام عناصر الجماعة حتى الانشقاق عنها، والظروف المواتية لما آلت إليه الأوضاع بعد اكتشافهم الخدعة من حقيقة هذا التنظيم، ومن ثَم الشعور بخيبة الأمل في توجهات «الإخوان» ودوافعهم في الخروج منه.


وتمثلت أهمية وجهات نظر المنشقين عن الجماعة، الذين قام الكاتب بمقابلاتهم، كمادة خصبة ومدخل لفهم ما يدور بالداخل، والشبكات والتنظيمات التي ترتبط وتتأثر بتنظيم «الإخوان»، وبحث المنهج الذي تستخدمه الجماعة لتجنيد الأعضاء والاحتفاظ بهم، والتداعيات حول قرار الانسحاب والانشقاق عن الجماعة رغم المخاطر المعروفة.


هيكل الجماعة


جاء في القسم الأول من كتاب «الدائرة المغلقة» الخصائص الأساسية لجماعة الإخوان، لا سيما الجماعات المنبثقة عنها، والتنظيمات المتأثرة بها؛ إذ قسّم الكاتب الإخوان بالخارج إلى 3 شرائح مختلفة على أرض الواقع.


تحدث الكاتب عن أول شكل من أشكال التنظيم، وهي التنظيمات الإخوانية المحضة المكونة من شبكات سرية غير معلنة تم تأسيسها في الغرب بواسطة فروع شرق أوسطية لتنظيم الإخوان، تشمل المهاجرين الأوائل الذين أسسوا في كل دولة غربية تنظيمات شبيهة بالتنظيم الأم في مصر، واعتمدت على الحشو الفكري للجماعة وعلى الرغم من كونها تتمتع بسرية كبيرة، لكنها شكلت حجر الأساس لمنظومة الإخوان في الخارج.


وتعد التنظيمات المولودة من رحم الإخوان الشكل الآخر من أشكال التنظيم؛ إذ إنها منظمات علنية أسسها أفراد ينتمون إلى الإخوان، ولكن هذه التنظيمات تنفي أي علاقة لها بالإخوان، وتقوم بمجموعة واسعة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخدمية، فضلًا عن التنظيمات المتأثرة بالجماعة وتتبنى أيديولوجيتها، لكنها ليس لديها روابط عملية واضحة تربطها بالتنظيم، والتنظيمات الإخوانية الغربية من الشريحة الثالثة قد تضم أعضاء غير مسلمين؛ إذ لفت الكتاب الانتباه إلى أن التنظيمات الإخوانية في الغرب تتبع مبدأ السرية والحرص، وتذهب إلى حد إنكار ارتباطها بالجماعة.


الحديث باسم الدين


وعبر امتداد صفحات الكتاب، أوضح «فيدينو» سمات مشتركة تجمع بين الفروع الإخوانية في الغرب، منها التمويل السخي الذي تتلقاه الجماعة،  ومحاولة اقتصار الدين عليها فقط، وبناء مجتمعات موازية للتأثير على صناعة السياسة الغربية تجاه جميع القضايا المتعلقة بالمسلمين.


وشمل الكتاب التكتيكات المستخدمة من قبل جماعة الإخوان لتجنيد عناصر جدد وأسلوب الاحتفاظ بهم، ووجد أن هناك تشابهًا كبيرًا بين أساليب الاستقطاب والبيعة للإخوان المسلمين في مصر والغرب؛ إذ تبدأ فترة المراقبة والترشيح في حلقات دراسية ومحاضرات ومؤتمرات، ثم تأتي البيعة.


وفي نهاية كتاب «الدائرة المغلقة» أشار الكاتب إلى العلاقة المعقدة بين الإخوان والحركات المتطرفة المختلفة، وعلى رأسها تنظيما «القاعدة» و«داعش»، معتبرًا أن هذه العلاقة تختلف من بيئة إلى أخرى ومن وقتٍ إلى آخر، وأن الإخوان هم أصل التنظيمات الإرهابية.


 للمزيد.. المهمة انتهت.. نيوزيلندا تسحب قواتها من أفغانستان

"