ad a b
ad ad ad

«ظِل الجماعة».. أسباب تمنع «الإخوان» من الانشقاق

الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 02:42 م
جماعة الاخوان
جماعة الاخوان
دعاء إمام
طباعة
ثمة حقائق لا فكاك منها، تتعلق بأسرار احتفاظ جماعة الإخوان بعنصرها البشري؛ إذ يبدو أن البقاء في الجماعة له أسباب أخرى ليست بالضرورة الاقتناع بفكر الإخوان، فانتماء بعض الأفراد إلى الجماعة هو انتماء عاطفي، ليس نابعًا من قناعة سابقة بأفكارها؛ لذا يؤثرون البقاء على المغادرة، كما يسهل إخضاعهم لترهيب بفقدان دائرة أصدقائهم، مصدر رزقهم، أو قطع الصلات مع أفراد أسرهم المنتمين إلى الجماعة، لاسيما أن نظام المصاهرة الذي يتبعه أعضاء الجماعة يمثل قيدًا يصعب التخلص منه.

عواقب الخروج
يُعدّد عمرو عبدالحافظ، المنشق عن الجماعة، ويقوم بمراجعات فكرية لشباب الإخوان المسجونين، دوافع بعض المعترضين على فكر الجماعة، ومع ذلك يبقى فردًا منها؛ إذ يقول: إن البعض يُحجم عن مغادرة الإخوان رغم قناعته بذلك؛ خشية أن يغدو بلا صديق، لاسيما أن دائرة معارفه خارج التنظيم ضيقة، ولا يكاد يجد فيها صديقًا، مؤكدًا أن رفاقه في الجماعة سيقطعون صلتهم به؛ خاصةً إذا اتخذ موقفًا فكريًّا مغايرًا، أو أعلن عن حيثيات مغادرته.

وأضاف «عبدالحافظ»، -من داخل محبسه- في تصريح لـ«المرجع»، أن له تجربةً هو الآخر حين قرّر المغادرة؛ حيث طُلب منه أن يخرج صامتًا ولا يُفشي أسرار الجماعة، مردفًا: «لما تغيرت قناعاتي كان طبيعيًّا أن أغادرها دون أن يكون للجانب العاطفي أي تأثير في قرار المغادرة؛ كما لم يكن له تأثير عند قرار الانتماء».

وبسؤاله عما يفعله الأفراد حين يتضاءل اقتناعهم بفكر الجماعة، يؤكد أن هؤلاء يسألون أنفسهم: «إلى أين سأذهب بعد المغادرة؟»، وحينما لا يجد جوابًا؛ فيقرر البقاء حتى يجد المكان الأفضل، موضحًا أن الجماعة مليئة بهذا النمط، لاسيما في السنوات الأخيرة، ويتبعون منطقًا أشبه بمثل شعبي «ضل جماعة ولا ضل حيطة». 

واستطرد: «التنظيمات المغلقة سجون عالية الأسوار، لا يرى المنتمون إليها ما يقع خارجها، تحيط بأفرادها من كلِّ اتجاه، تدور علاقاتهم داخلها، ويرون الناس خارجها باعتبارهم الآخر، هذه هي القاعدة وما سواها استثناء يثبتها ولا ينفيها».

غادروا.. فأنتم أسرى للجماعة
ووجّه رسالة إلى شباب الجماعة، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بتاريخ 2 أبريل 2018: «حينما تتبدل قناعتك فلا معنى للبقاء، اتخذ قرارك فورًا بالمغادرة، مسألة أين تذهب، هذه نقطة أخرى عليك أن تفكر فيها بعد المغادرة، الخطوتان مستقلتان لا تتوقف الثانية على الأولى أبدًا، اخرج إلى فضاء الحياة أولًا، وستعرف حينها ماذا عليك أن تفعل.. تسلق أسوار السجن، وستكتشف أن تنظيمك نقطة في بحر هائل، ستجد عوضًا، الدنيا واسعة للغاية، ولكنك كنتَ أسير حفرة فيها».

المصاهرة.. خسارة العمل والتشويه
أما سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، فيبيّن أسبابًا أخرى تتعلق بالحرب النفسية وحملات التشويه والشماتة التي يواجهها المنشق عن الجماعة؛ إذ تصدر الأوامر بعدم تواصل الإخوة مع مَن يخرج من الجماعة، فلا يذهبون إليه في فرح أو عزاء، ويقاطعونه إذا كان مدرسًا، ويقطعون تعاملاتهم مع مكتبه أو عيادته، ويهددون بسحب الدعم المُقدم له في حال كان له مشروع تجاري تموِّله الجماعة. 

وقال «عيد»، في تصريح لـ«المرجع»: إن الأخ لو أراد خروجًا عليه أن يتحمل الضغوط النفسية التي يتعرض لها، ويمكن أن تصل إلى التهديد بالتفريق بينه وبين زوجته المنتمية إلى الجماعة، وكذلك أقاربها وأبناؤها وغير ذلك؛ ما يترتب على نظام المصاهرة المعمول به داخل الإخوان.
"