طالبان والناتو.. بايدن يجدد صراع الأدوار السياسية في أفغانستان

بات الخروج العسكري من أفغانستان
إشكالية تتجاذبها الأطراف السياسية منذ اعتلاء الرئيس جو بايدن سدة الحكم
الأمريكي، وسط تصريحات حول ضرورة مراجعة اتفاق فبراير من قبل الإدارة الجديدة
وماهية الالتزامات الواجبة على باقي الأطراف الأوروبية المرتبطين بالأزمة، وبالأخص
حلف الناتو.

بدأت خلال الأونة الأخيرة تظهر خلافات بين قادة الناتو وزعماء حركة طالبان حول جدية الخروج العسكري من أفغانستان، ومدى تأثيره على المصالح الأجنبية في المنطقة، ومدى التزام الحركة بالوعود الخاصة بمنع التعامل مع الجماعات الإرهابية الأخرى، فضلا عن أزمات إقليمية كبرى ترتبط بكابول وسلطتها الإدارية.
صراع طالبان والناتو
استخدمت حركة طالبان لهجة حادة ومباشرة في تعاملها مع زعماء الناتو خلال الفترة الماضية، ففي 13 فبراير 2021 حذرت الحركة حلف شمال الأطلسي من الاستمرار في أغراضه لإطالة أمد الحرب، وأكدت الحركة أن استمرار الصراع لن يفيد مصلحة أفغانستان وشعبها ولا شعوب الدول المشاركة في الحلف.
وشددت طالبان على أن كل مسؤول عن استمرارية الحرب سيدفع الثمن غاليا، كما سبق ودفعه خلال العشرين عامًا الماضية، موجهة رسالة للاجتماع الوزاري الذي سيعقده وزراء دفاع حلف الناتو في 17 فبراير عن طريق تقنية الفيديو كونفرانس، مفاده أن الصراع والاحتلال ليس في مصلحتكم.
ولفتت حركة طالبان إلى التزامها بالوعود الخاصة بالاتفاق، وأنها قللت نسب العنف لمستويات غير مسبوقة، وبالتالي فهي تنتظر من جميع الأطراف المعنية الإيفاء بوعودهم لعدم انزلاق البلاد أو القوات الأجنبية لخسائر مادية وبشرية مجددًا.
ومن جهته، قال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ في 14 فبراير 2021: إن الحلف على وشك اتخاذ قرار صعب حول مستقبل بقاء قواته في أفغانستان في إطار العنف الذي تمارسه حركة طالبان على الأرض.
وأضاف الأمين العام بأن طالبان كان يجب عليها الالتزام بوعدها فيما يخص خفض العنف ولكن في الحقيقة فإن القوات ترى مستوى قياسيا من العنف من جهة الحركة التي توجه هجماتها ضد الجميع، ولا تحترم حقوق المدنيين بما فيهم الأطباء والعاملون بالمجال الصحي لاستهدافها المستشفيات أحيانًا، فضلا عن استهداف الصحفيين والقضاة.
وأشار سولتنبرغ إلى أن الممثلين عن الدول الأعضاء في حلف الناتو أمام خيارين إما الحفاظ على بقائهم في أفغانستان واستمرار التدخل العسكري أو الانسحاب وترك البلاد كملاذ آمن للإرهابيين لتهديد أمن المنطقة والمصالح الغربية بها وخارجها، وعلى صعيد متصل، طالب وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس في 13 فبراير 2021 بتمديد بقاء قوات بلاده في بعثة الحلف بأفغانستان على الرغم من تحذيرات طالبان من اتخاذ قرارات مماثلة.

تداعيات الصراع ومستقبل الاتفاق
يبدو من الأحاديث الواردة عن الناتو بأن هناك نية قوية وإن لم تنفذ ولكنها ستناقش وستؤثر على عملية السلام في البلاد، وذلك بشأن انسحاب قوات الناتو من البلاد بعد مناوشات حول العلاقات الرابطة بين الحركة وباقي الجماعات الإرهابية، وما إذا كانت ستلتزم بالفعل بقطع العلاقة مع القاعدة وغيرها من عدمه.
وارتبطت هذه الأحاديث بتصريحات البيت الأبيض حول مراجعة إدارة بايدن الاتفاقية الموقعة في فبراير 2020 بين ترامب وقادة حركة طالبان، وبالتالي فإن مناوشات الناتو حول الخروج ارتبطت بتصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يبدو كإعادة رسم جزئي للمشهد وتعديل بعض الأدوار.
وتعتقد الباحثة في الشؤون الآسيوية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ أن هذه التبدلات ترتبط برغبة جو بايدن في إعادة توزيع المهام على الأطراف السياسية في البلاد، مضيفة للمرجع بأن جو بايدن لديه خبرة سياسية تفوق ما كان يمتلكها دونالد ترامب، فالأول يسعى لموازنة القوى، وربما يضغط على طالبان لضمان استمرارية الحكومة الأفغانية في المشهد بعد إقصاء لها من جانب إدارة سلفه.
المزيد.. «طالبان» تضغط على «بايدن» وأوروبا بخطوط الغاز التركماني