مع مطلع 2021.. شبح الاغتيالات السياسية يطل في العراق من جديد
يشهد العراق حاليا، زيادة في العنف قبل شهور من الانتخابات التشريعية، ما من شأنه أن يعيق إجراءات إقامتها، ليعود مجددًا مسلسل التصفيات السياسية التي عانى منها العراق، على الرغم من وعود الحكومات المتعاقبة بوضع حد لها، والاستنفار الأمني في البلاد.
وتوالت عمليات الاغتيالات على يد الميليشيات المسلحة، والتي كان آخرها اغتيال مدير الدعاية الانتخابية للنائب العراقي رعد الدهلكي وشقيقه، مساء الثلاثاء 26 يناير 2021، بهجوم مسلح بمحافظة ديالي.
وعرف عن «الدهلكي»، انتقاده
المتكرر لوجود الميليشيات الموالية لإيران على الأراضي العراقية، وفي
محافظة ديالي، الأمر الذي فتح الباب للتخوفات من عودة سلسلة الاغتيالات السياسية في
العراق.
وجاءت تلك العملية بعد أيام قليلة من استهداف الناشطة أميرة الجابر في بغداد، إذ استهدفتها الميليشيات بعد انتهاء تسجيل مقابلة على إحدى المحطات الفضائية، وقد عرف عنها مشاركتها النشطة في حركة الاحتجاجات التي انطلقت في البلاد العام الماضي، إضافةً إلى كونها عضوًا في حركة «نازل آخذ حقي» التي اشتهرت بين صفوف المتظاهرين.
اغتيالات دامية
واتسم عام 2020 بتزايد عمليات الاغتيالات السياسية في العراق وتعرض الكثير من الناشطين إلى الملاحقات، في الوقت الذي لم تتخذ فيه السلطات الأمنية موقفًا حاسمًا تجاه تلك العمليات، حتى بعد مطالبات عدة بتكثيف الجهد الاستخباراتي للتوصل إلى الجناة.
وفي شهر يوليو 2020، اغتيل الناشط والباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية هشام الهاشمي، المعروف بقربه من السلطات في البلاد، على يد مسلحين مجهولين في العاصمة العراقية بغداد.
وفي شهر أغسطس الدامي من العام ذاته، أطلق مسلحون الرصاص على الناشط تحسين الخفاجي وفارق الحياة على الفور، وحتى الآن لم يُعثر على قاتليه، إضافةً إلى اغتيال الطبيبة والناشطة ريهام يعقوب؛ حيث اعترض مسلحون سيارتها وأطلقوا الرصاص عليها فأردوها قتيلة مع مرافقة لها.
وفي ديسمبر 2020، اغتال مسلحون مجهولون، الناشط صلاح العراقي، أحد قادة المظاهرات الشعبية، في العاصمة بغداد، فيما كشفت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائمة معدة بأسماء 13 ناشطًا وناشطةً وضعوا على قوائم الاغتيال.
أهداف الاغتيالات
بحسب مراقبين، تعتبر هذه الاغتيالات جزءا من خطة إقليمية بأذرع محلية، تهدف إلى إبقاء العملية السياسية ضمن قواعد هشة تستفيد منها الجماعات المسلحة، التي تعمل بأجندات إقليمية ودولية.
وطبقًا لآخر الاحصائيات وصل العراق إلى أعلى نسبة اغتيالات في العالم حتى الآن، استهدفت أكثر من 450 صحفيًّا وإعلاميًّا، أولهم نقيب الصحفيين الراحل شهاب التميمي، وتلا ذلك عمليات استهدفت المئات ممن اختلفت معهم السلطة أو استهدفتهم الجماعات الإرهابية والطائفية بسبب توجهاتهم وآرائهم المضادة.
للمزيد.. أردوغان والإخوان والعثمانية الجديدة.. رهان فاشل من مجنون حلم بحكم العالم





