ad a b
ad ad ad

أردوغان والإخوان والعثمانية الجديدة.. رهان فاشل من مجنون حلم بحكم العالم

السبت 23/يناير/2021 - 12:03 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

من أرض واحدة مشتركة مع الإخوان ينطلق النظام التركي خلف بقيادة أردوغان إلى تحقيق أوهامه في استعاده أمجاد أسلافه، نحو عثمانية جديدة، يرى الريس التركي في جماعة «الإخوان»، المصنفة من قبل دول عدة «تنظيمًا إرهابيًّا»، جوادًا يمتطيه للوصول إلى عرش لا وجود له إلا في مخيلته فقط، وجماعة الإخوان هي المنبع الأول لكل الحركات الإسلامية في العالم، فبات يستغل هذه الأيديولوجية في إطار دعمه للإرهاب وخدمة مصالحه؛ إذ ترى أنقرة في الجماعة، خير ناشر لفكرة الخلافة محليًّا وإقليميًّا وأوروبيًّا بالقوى الناعمة وأخرى صلبة، وذلك لخدمة الأجندة التركية.

أردوغان والإخوان

وكانت العلاقة بين تركيا وجماعة «الإخوان» الإرهابية قائمة على المصلحة المتبادلة؛ حيث تقدم تركيا الدعم اللوجستي والمادي للجماعة، وتمويل مؤسسات دينية في بلدان أوروبية تحت عباءة نشر التعليم، إلا أن تلك الأنشطة ومناهجها تشكل بوابات لتمدد «الإخوان»، مقابل مساعدتهم لها في مخططها بالمنطقة.


تركيا.. معقل الإخوان

احتضنت تركيا العديد من القيادات الإخوانية، وكانت بمثابة الملاذ الآمن لها للفرار والتخفي، واستثمرت تركيا في ذلك، وقدمت لأعضائها الدعم الكامل، وقامت بتسهيل الجهود للتنظيم كافة، وذلك من خلال فتح المنابر الإعلامية والمحطات التلفزيونية لاحتضان الجماعة ونقل أفكارها.


واستمالت تركيا الجاليات العربية، وسعت إلى التأثير في القرارات السياسية عبر الجاليات التي تستضيفها في بلادها، الأمر الذي نتج عنه تأسيس الجماعة لاتحاد الجاليات العربية الذي يدعم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد، القائم بنشاطات عدة بالداخل التركي لإعطاء صورة موالية للحكم.


إخوان مصر.. ورهان أردوغان الفاشل

تصاعدت حدة التوتر بين مصر وتركيا، فمصر ترى أن حزب أردوغان وجماعة الإخوان وجهان لعملة واحدة، وفي أعقاب الإطاحة بنظام «الإخوان» الأم من الحكم في مصر في 2013، استضافت أنقرة القيادات الإخوانية، ووفرت لهما المأوى والحماية والدعم، فضلًا عن قيام أنقرة بشن حملة إعلامية ضد الحكومة المصرية الجديدة، مقابل ذلك قامت وزارة الخارجية المصرية باستدعاء السفير المصري في أنقرة، وأمهلت السفير التركي في القاهرة 48 ساعة لمغادرة البلاد.


وكان للصراع المصري ضد تركيا أثرًا كبيرًا على النزاعات الأخرى القائمة في الشرق الأوسط أيضًا، وذلك نتيجةً للتأثير الإقليمي الذي تتمتع به كلا البلدين، ففي ليبيا خاض البلدان حربًا فعليةً دون مواجهة مباشرة بين الجيشين المصري والتركي؛ حيث إن مصر تقف بجانب قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ضد حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، التي تدعها أنقرة.


ويوشك تنظيم «الإخوان» الدولي على الفناء في ظل الخسائر إلى تتكبدها أجنحته منذ سقوط الجماعة الأم في مصر عام 2013، وبالتوازي توشك تركيا على إطلاق يديها من دعم تلك الجماعة، في إطار استراتيجيتها الجديدة للحد من تصاعد وتيرة الصراعات الأوروبية، والغضب الذي تثيره الجماعة في إشعال الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم.

أردوغان والإخوان

المؤسسات المالية الإخوانية في الغرب

منذ خمسينيات القرن الماضي تمكنت جماعة «الإخوان» الإرهابية النزوح إلى عدد من الدول الغربية، التي طالما نظرت لأوروبا على أنها الحديقة الخلفية لأنشطة الجماعة وهياكل التنظيم الدولي؛ إذ تعد أوروبا بالنسبة لها مركز التقنية والمال، ومنصة ترسيم شبكات علاقات نافذة مع أدوات القرار السياسي الغربي.


واستغلت الجماعة الجاليات المسلمة في الدول الغربية، وأسست هيئات تنظيمية اتخذت في البداية شكل ديني، ثم تقديم نموذج في التدين يساير مستلزمات العيش المشترك في البيئة الغربية، ومن ثم التوغل في الفضاء العمومي لتلك الجاليات، خاصةً مع بداية التسعينيات إذ تكونت في أوروبا عدد من المنظمات الإسلامية التي هيمن عليها عناصر الإخوان.


ويعد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا واجهة أمامية للتنظيم الدولي للإخوان، ومظلة تضم كل الجمعيات الإخوانية المحسوبة على تيار «الإخوان» في أوروبا، وتجاوز عددها أكثر من 500 منظمة بدول الاتحاد الأوروبي وخارجها، لاسيما الكيانات غير الرسمية التي تعمل في إطاره.


وخلف تلك الجمعيات والمؤسسات الدينية في أوروبا نشطت الاستخبارات التركية، ففي ألمانيا وصل عددها إلى 15 جمعية مسجلة تعمل تحت اتحاد إسلامي تركي، القائم على أجندة الإسلام السياسي المرتبطة بجماعة «الإخوان»، ويهدف في الأساس إلى أسلمة المجتمع في ألمانيا عبر نشر التربية الدينية في المدارس، والهيمنة على المساجد والمراكز الإسلامية، ودعم سياسات خفية ضد الغرب وضد المعارضة التركية.


ويعد الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية «ديتيب»، أكبر رابطة دينية إسلامية في ألمانيا، تأسس في الثمانينيات كجمعية إلا أنه تحصل على التمويل من الحكومة التركية، وتتبع رئاسة الشؤون الدينية والمعروفة باسم «ديانت»، وتدير 970 مسجدًا في الولايات الألمانية، ويشارك في وضع جدول الدروس الإسلامية في أغلب المدارس الألمانية.


 للمزيد.. عار جديد على جبين أردوغان.. تورط الميليشيات التركية في استعباد السوريات واستغلالهن جنسيا

"