أثينا تتحدث لغة أنقرة.. تحديث القدرات العسكرية اليونانية لردع القرصان التركي في المتوسط
الأربعاء 16/سبتمبر/2020 - 03:34 م
مصطفى كامل
باتت لغة القوة هي اللاعب الأساسي في الصراع الدائر شرق المتوسط بين اليونان وتركيا، عقب استمرار الريئس التركي رجب طيب أردوغان في مواصلة للاستفزازات في مياه البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن الغاز، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية، ما دعا أثينا إلى تعزيز قوتها العسكرية بتطوير قدراتها الدفاعية في شرق المتوسط استعدادًا منها للمواجهة المحتلة مع أنقرة وإيقاف التعنت التركي المتمثل في شخص أردوغان.
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس
تطوير القدرات العسكرية
بدأت أثينا في تفعيل خطط تطوير قدراتها الدفاعية في البلاد، من خلال شراء العديد من الطائرات المقاتلة والهليوكوبتر، والفرقاطات، إضافة إلى أنظمة أسلحة جديدة، وسط التوترات التي تشهدها البلاد مع تركيا في شرق المتوسط بسب التنقيب عن الغاز هناك.
وخرج رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بقرار تطوير القدرات العسكرية اليونانية خلال الخطاب السنوي عن حالة الاقتصاد، وأكد أن أثينا ستحصل على 18 طائرة مقاتلة فرنسية جديدة من طراز رافال لتحل محل مقاتلاتها القديمة من طراز ميراج 2000، وستشتري أربع طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية وأربع فرقاطات جديدة وتجدد أربع فرقاطات أخرى، وأضاف أن القوات اليونانية ستحصل على أسلحة جديدة مضادة للدبابات وطوربيدات جديدة وصواريخ موجهة جديدة، بالإضافة إلى توظيف 15 ألف شخص إضافي خلال السنوات الخمس المقبلة.
وخلال بيان لوزارة القوات المسلحة الفرنسية، رحبت الوزيرة فلورنس بارلي بالخيار الذي أعلنه رئيس الوزراء اليوناني بشراء 18 طائرة من نوع رافال، حيث أكد البيان أن هذا الخيار يقوي الصلة بين القوات المسلحة اليونانية والفرنسية، وسيسمح لهما بتكثيف تعاونهما العملي والإستراتيجي، مضيفًا أنه سيتم توقيع عقد في الأشهر المقبلة.
تهديدات تركيا غير مفيدة
عقب إجراء تركيا تدريبات بالذخيرة الحية بين ساحلها الجنوبي وشمال قبرص، أكد ميتسوتاكيس أن أنقرة تضيف الآن إلى الاستفزازات في بحر إيجه تقويض السلام في البحر المتوسط بأكمله، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة اليونانية كانت تفتقر إلى التمويل في السنوات الأخيرة خلال فترة الركود. «لقد حان الوقت لتعزيز القوات المسلحة كإرث لأمن البلاد؛ الأمر الذي دعا أثينا للضغط على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا ما لم تسحب أنقرة سفينتها البحثية، أوروك ريس، من منطقة شرق البحر المتوسط التي تدعي اليونان أنها جرفها القاري».
وعن سياسة التهديد التركية غير المجدية، أكدت الحكومة اليونانية ان أنقرة بدأت في إدراك أن سياسة التهديد غير مفيدة، مؤكدة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسياسته الحالية لا يمكن أن يواجه العالم المتحضر، حيث قال وزير التنمية اليوناني، أدونيس جورجيادس في تصريحات تلفزيونية، «لقد بدأت تركيا تفهم أن سياسة الاستفزازات هذه لا تقودهم إلى أي مكان»، مشيرًا إلى أن أثينا بعثت برسالة إلى أنقرة مفادها أنها إذا تحركت نحو الصراع فإنها ستخسر، أما إذا تحركت نحو السلام والمصالحة فلديها محاورون بحسن نية لإيجاد حل.
ونشرت اليونان وتركيا، وهما حليفتان اسميًّا في الناتو، وحدات بحرية وجوية لتأكيد المطالبات المتنافسة للدولتين بشأن حقوق الطاقة في شرق البحر المتوسط، وتواصل سفن المسح وسفن الحفر التركية التنقيب عن الغاز في المياه، وتطالب اليونان ودولة قبرص الأوروبية بحقوق اقتصادية حصرية.
عودة للخلف
عادت سفينة التنقيب التركية «أوروك ريس» والتي أرسلت بحماية أسطول حربي إلى المنطقة المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط والغنية بالغاز الطبيعي، والتي أثارت توترات مع اليونان، إلى ميناء أنطاليا بجنوب تركيا للمرة الأولى منذ أسابيع بعد أن أعلنت أنقرة في يوليو الماضي إرسال السفينة للبحث عن النفط والغاز في المياه التي تقول اليونان إنها تابعة لها، وأكدت الحكومة اليونانية أن انسحاب سفينة التنقيب التركية من مياه البحر الأبيض المتوسط إشارة إيجابية.
فيما قالت صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة التركية، إن سلطات أنقرة لم تمدد مهمة السفينة التي انتهت السبت 12 سبتمبر 2020، وأضافت أنها عادت إلى مرفأ أنطاليا في جنوب البلاد، مؤكدة أن قرار عدم تمديد المهمة يعتبر خطوة لإعطاء فرصة للدبلوماسية، مشيرة إلى أن ذلك مرتبط بمحاولات إطلاق محادثات بين اليونان وتركيا.
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن مغادرة سفينة التنقيب التركية منطقة متنازعًا عليها بين اليونان وتركيا في شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعي، هي خطوة إيجابية للعلاقات اليونانية التركية، آملًا في المزيد من الخطوات الأخرى.





