ad a b
ad ad ad

بشراء منظومة «إس-400» الروسية.. مخطط تركيا «الكارثي» يتعارض مع أمريكا

الجمعة 31/مايو/2019 - 06:48 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

أصرت تركيا على شراء منظومة دفاع جوّي صاروخي روسي «إس-400»؛ ما سيخلف بالتأكيد نتائج كارثية على برنامج مقاتلات إف-35 المشترك بين واشنطن وأنقرة، وفق ما أكدته مسؤولة في البنتاجون، وأنه سيضر بقدرة تركيا على العمل مع التحالف الغربي؛ ما سيضطر واشنطن إلى فرض العقوبات على أنقرة.


وتُعتبر منظومة إس-400 الروسيّة مصمّمة لإسقاط مقاتلة مثل إف-35، وتسعى تركيا من وراء هذه الصفقة الحصول على دعم موسكو في مواجهة المتمردين الأكراد على حدود سوريا، بحسب مراقبين.

بشراء منظومة «إس-400»
وقالت  كاثرين ويلبارجر، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي بالوكالة، خلال ندوة في مركز مجلس الأطلسي في واشنطن: إن استكمال هذه الصفقة سيكون كارثيًّا، ليس على برنامج إف-35 الذي وضع فيه الغرب قدراته الجوّية المتكاملة الحديثة فحسب، بل من المحتمل أن يؤدي أيضًا إلى تصدّع التعاون المشترك بين تركيا وحلف شمال الأطلسي، وهو جانب رئيس في الدفاع عن التحالف.

وحذرت ويلبارجر، أنقرة من أن روسيا لن تظل الشريك الموثوق فيه على المدى البعيد، وأنها لا تعمل على صيانة مبيعاتها العسكرية، ومحاولاتها هي تفتيت وإضعاف الحلف الأطلسي، وبمجرد إدخال تركيا الأنظمة الروسية، فإن هذا يقوض قدرتنا بالفعل في الدفاع عن أنفسنا.

وتابعت أن إدارة ترامب، وإن كانت لا تريد معاقبة تركيا، فإنها ستنفذ ذلك بضغط من الكونجرس الذي لا يظهر تعاطفًا مع أنقرة، وإذا لم نُنفّذ العقوبات، فقد أبلغونا بأنّهم سيقرّون قانونًا آخر، ويُجبروننا على ذلك.

وفي وقت سابق، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضغط الأمريكي على بلاده، واصفًا عملية شراء منظومة إس-400 بأنها «صفقة منتهية».
بشراء منظومة «إس-400»

إصرار تركي

وبحسب وكالة «بلومبرج» الأمريكية فإن تركيا تدرس نشر أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية، التي تنتظر تسليمها من روسيا على طول الساحل الجنوبي للبلاد، بالقرب من السفن الحربية التي تراقب عمليات استكشاف مصادر الطاقة قبالة سواحلها.


ونقلًا عن مصادر للوكالة، قالت: إن أنظمة «إس-400» التي من المقرر تسليمها في غضون أسابيع، ستعمل على تعزيز القدرات العسكرية لتركيا بشكل كبير في شرق البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يوجد خلاف بشأن عملية التنقيب عن الغاز بالقرب من سواحل قبرص وتركيا، وأضافوا أيضًا أن نشر هذه الأنظمة في الجنوب سيكون ردًّا على حلفاء تركيا، وأنها مازالت تقوم على حماية أمنها ومصالحها الاقتصادية، إضافةً إلى أن البحر المتوسط ليس هو الموقع الوحيد الذي تبحث تركيا نشر الصواريخ الروسية على طول ساحله، بل إنها تنظر في خيارات أخرى.


وفي السياق ذاته، قال مجلس الأمن القومي في بيان له: إن تركيا ستواصل أنشطتها بما يتماشى مع القانون الدولي، ولن تسمح بسياسة الأمر الواقع في شرق البحر المتوسط، وكانت الولايات المتحدة قد هددت بفرض عقوبات على أنقرة في حال خطوها نحو صفقة الصواريخ الروسية «إس-400»، معربة عن قلقها من تزويد الجيش التركي بمعدات روسية، وأن بذلك ستتمكن موسكو من جمع معلومات عسكرية مهمة، كما حذرت من أن الطموحات التركية لبدء عمليات حفر قبالة السواحل في منطقة، تزعم قبرص أنها تابعة لها وتخضع لسيادتها، تهدد بزيادة التوترات في المنطقة.


وتعتبر تركيا أن أنظمة «إس-400» هي بمثابة رادع للدفاع عن مصالحها في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط؛ إذ يمكن أن يؤدي التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا إلى تهديد العلاقات، وأن خوف تركيا المتنامي في البحر المتوسط نابع من مساندة أمريكا وإسرائيل لقبرص.


ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معضلة الصواريخ الروسية على هامش مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان الشهر المقبل.

"