ad a b
ad ad ad

لغة القوة.. اليونان تجبر قراصنة أردوغان على الانسحاب من بحر إيجة

الثلاثاء 28/يوليو/2020 - 02:14 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

باتت لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث أجبرت التحذيرات اليونانية، النظام التركي بالتراجع عن القرارات الأخيرة التي اتخذها تجاه شرق المتوسط بالتنقيب عن الغاز، إذ نجحت تلك التهديدات، وتراجع الأتراك عن موقفهم في شرق المتوسط، وانسحبت سفنهم العسكرية منها؛ خوفًا من التصعيد الأوروبي، والعقوبات التي ستطال تركيا إيذاء تعدياتها على الآخرين.


للمزيد: المواجهة المباشرة.. واقع الصراع التركي اليوناني بعد الخلافات التاريخية

لغة القوة.. اليونان
انسحاب فوري
بعد رد فعل قوي من الجانب اليوناني، عقب إعلان أنقرة في وقت سابق من أنها ستجري «مسحًا سيزميًّا»، أي تقنية بحث في أعماق البحار، قرب جزيرة يونانية شرق المتوسط، أكدت صحيفة «غريك سيتي تايمز - Greek city times» اليونانية، أن أنقرة سحبت في 26 يوليو 2020، سفنها الحربية، التي نشرتها في البحر المتوسط، تأهبًا منها لعمليات التنقيب عن الغاز، وذلك بعد التحذير الأخير من الجانب اليوناني.

وغرّدت تركيا من قبل سفارتها في أمريكا عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» والتي قالت إن «سفينة الحفر  أوروتش رئيس - OruC Reis بدأت عمليات التنقيب بالفعل» ولكنها سارعت وحذفت التغريدة الدعائية؛ إلا أن وكالة الأناضول التركية، قامت مساء السبت 25 يوليو، قالت إن سفينة أبحاث تركية تحمل اسم «أوروتش رئيس»، بدأت بمهمة جديدة شرق المتوسط؛ بهدف القيام بأبحاث «سيزمية»، وأنشطة البحث عن النفط والغاز، معتبرة السفينة التركية واحدة من أصل 5 أو 6 سفن موجودة في العالم تحمل ميزات وتجهيزات خاصة بالأبحاث العلمية.

ويأتي الانسحاب التركي الأخير عقب التحذيرات اليونانية التي أطلقتها الخميس 23 يوليو 2020،  من أنها ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن حقوقها السيادية، استجابة لخطط تركيا للتنقيب عن النفط والغاز جنوب الجزر اليونانية في شرق البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك عقب طلب اليونان مؤخرًا خلال اجتماعين أوروبيين رفيعي المستوى بفرض عقوبات على تركيا، بينما دعت قبرص لرد أوروبي موحد على أنقرة؛ حيث قال رئيس الحكومة اليونانية، كيرياكيس ميتسوتاكيس، في مداخلة مقتضبة حول التوتر في شرق المتوسط خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي المخصصة لخطة الإنعاش الأسبوع الماضي «لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت على انتهاك تركيا سيادة دولتين عضوين في الاتحاد»، في إشارة لليونان وقبرص.
لغة القوة.. اليونان
حالة تأهب
بسبب الأنشطة التركية في شرق المتوسط لاستكشاف النفط، والتنقيب عن الغاز، أعلنت اليونان رفع حالة التأهب؛ حيث نشرت البحرية اليونانية بوارج عسكرية في بحر إيجة، وقالت إن لديها استعدادات متزايدة لمواجهة الانتهاكات التركية في بحر إيجة، على خلفية تنقيب أنقرة منذ أشهر عن مصادر للطاقة قرب جزر يونانية، الأمر الذي نددت به أثينا أكثر من مرة.

ويأتي التحذير اليوناني بعد يوم من إعلان الجيش اليوناني، دخول قواته في حالة تأهب، بعدما كشفت تركيا عن نيتها إجراء تنقيب جديد عن النفط بالقرب من جزيرة يونانية؛ حيث ذكرت وسائل إعلام يونانية أنه لوحظ ارتفاع وتيرة النشاط في قاعدة «أكساز» البحرية التركية القريبة، وأشارت إلى أن 15 مجموعة بحرية غادرت القاعدة العسكرية، وفق صحيفة «Ekathimerini» اليونانية.
لغة القوة.. اليونان
دعوات لردع أنقرة
في الجهة المقابلة، خرجت دعوات عدة موجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي لردع أنقرة، وفرض عقوبات عليها بسبب عمليات التنقيب التي تقوم بها في المتوسط؛ حيث دعا رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الاتحاد الأوروبي لإعداد لائحة بعقوبات شديدة ضد تركيا؛ بسبب سياساتها في المنطقة.

كما ندد رئيس الوزراء اليوناني بما أسماه بـ«السياسات التوسعية» لتركيا شرقي المتوسط، مؤكدًا أن التصرفات التركية تزيد التوتر في عموم المنطقة؛ ما دعا رئيس أركان الجيش اليوناني كونستانتينوس فلوروس، بالقول إن تركيا تمثل تهديدًا لليونان ودول أخرى، مشيرًا إلى أن أنقرة أصبحت تزعزع الاستقرار في المنطقة، مطالبًا بضرورة التنسيق بين دول شرق المتوسط للحفاظ على أمن المنطقة، في ظل التحركات التركية في شرق المتوسط، وتنقيبها عن النفط قبالة السواحل القبرصية.

وكانت برلين طالبت في وقت سابق أنقرة بالتوقف عن التنقيب عن الموارد الطبيعية في المياه بشرق البحر المتوسط؛ حيث قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس: إنه إذا أرادت تركيا تحقيق تقدم في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي فعليها التوقف عن هذه النشاطات.

"