هي للإرهابيين فقط.. مسؤولو تركيا لأوروبا: بلادنا ليست فندقًا لمواطني الدول الأخرى
مازال المسؤولون الأتراك ينفذون
تعليمات رئيسهم رجب طيب أردوغان بإلقاء تصريحات مناهضة ضد اللاجئين عقب فتح الأبواب
الحدودية لأوروبا لإرسال موجات اللاجئين إليها عن طريق البحر، وهي التصريحات التي قوبلت
بإدانة واستنكار شديدين من دول الاتحاد الأوروبي لأنقرة، وأعرب الاتحاد عن قلقه من موجة الهجرة الجديدة من تركيا، إثر تدفقهم
باتّجاه حدود اليونان وبلغاريا، في رفض أوروبي واضح للعب باللاجئين سواء ورقة سياسية
في الانتخابات أو كورقة ضغط على الدول الأوروبية لحصد مكاسب شخصية لصالح الريس التركي
وحزبه الحاكم.
للمزيد: فتح «بوابات الجحيم».. أردوغان يبتز أوروبا بورقة ترحيل الدواعش
تنصل تام
«لا نجبر أحدًا على الخروج لأوروبا»، كان هذا التصريح
الذي خرج به وزير الداخلية التركي المدعو «سليمان صويلو»؛ حيث ادعى أن بلاده لم تطلب
من أحد مغادرة أراضيها لطلب اللجوء، وإن المغادرين تحركوا طواعية لرغبتهم بذلك؛ وأن
جنسيات طالبي اللجوء الذين توجهوا صوب اليونان 25% منهم سوريون، والباقون أفغان وباكستانيون
وجنسيات أخرى؛ معلنًا بذلك تنصل بلاده من قيامها بفتح أبوابها أمام اللاجئين للعبور
إلى القارة العجوز، كما أعلن سابقًا بأن بلاده ليست فندقًا لمواطني الدول الأخرى.
وقال وزير الداخلية التركي، خلال تصريحات لقناة «سي إن إن ترك»،: إن هناك
137 ألفًا و878 طالب لجوء غادروا الحدود البرية لتركيا، منذ الخميس الماضي؛ حيث غادر
أكثر من 130 ألف طالب لجوء معظمهم غير سوريين من بلاده إلى الدول الأوروبية، زاعمًا
أن الاتحاد الأوروبي واليونان، ينتهكان قواعد الهجرة التي أقرها الاتحاد بموجب اتفاقية
جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي الوقت الذي خرجت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لايين»،
بتصريحات تؤكد من خلالها على أن الاتحاد الأوروبي ينظر بقلق إلى تدفق المهاجرين من
تركيا باتّجاه حدود التكتل الخارجية في اليونان، كان للرئيس التركي رأي آخر؛ حيث أعلن
بنفسه نهاية فبراير 2020، بأن بلاده ستفتح أبوابها أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه
إلى أوروبا، تحت مزاعم أنه لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة، واتخاذ قراره عقب
اجتماع أمني مع أركان الدولة استغرق ساعات في العاصمة أنقرة، بعدم منع اللاجئين السوريين
من الوصول إلى أوروبا سواء برًا أو بحرًا.
وعلى الطريقة نفسها، كانت بداية التنصل وتغيير اللهجة ضد اللاجئين والسوريين
تختلف عما كانت عليه في السابق، ففي أغسطس 2019، أبلغت السلطات التركية آنذاك، اللاجئين
غير المسجلين لديها بضرورة عودتهم إلى الولايات التي سجلوا فيها قبل نهاية أغسطس، وذلك
في محاولة لتخفيف الضغوط التي تعاني منها أكبر المدن التركية، وإعطائهم مهلة مؤقتة
تسمح لهم بالانتقال من إسطنبول للتسجيل في أي مقاطعة أخرى، باستثناء مدينة أنطاليا
الجنوبية، والتي قال أيضا إنها لن تتمكن من قبول المزيد من المهاجرين السوريين؛ حيث
مددت تركيا الموعد النهائي لمغادرة آلاف اللاجئين السوريين غير المسجلين في إسطنبول
إلى نهاية أكتوبر 2019 أو مواجهة الترحيل القسري، حسبما أعلن وزير الداخلية التركي
سليمان صويلو؛ وذلك عن التوقيع على وثائق عودة طوعية لا يستطيعون قراءتها أو فهم محتواها.
للمزيد: لاجئون على الشواطئ.. طعنة
قاتلة في خاصرة السياحة اليونانية
منع العودة
وفي المقابل، اتخذت السلطات التركية أمورًا عسكرية بنشر العديد من القوات
الأمنية عبر الحدود التركية اليونانية لمنع عودة اللاجئين إلى تركيا مرة أخرى؛ حيث
قامت أنقرة بنشر ما يقرب من ألف شرطي تركي على حدودها مع اليونان، الخميس 5 مارس
2020، وذلك عقب قيام وزير داخلية تركيا بتفقد منطقة الحدود التركية - اليونانية جوًّا، عبر مروحية، لمتابعة حركة
طالبي اللجوء في المنطقة الحدودية على البوابتين الحدودية "بازار كولة" التركي،
و «كاستانياس» اليوناني.
وتعرض اللاجئون السوريون مؤخرًا لاعتداءات متعددة طالت محالهم وأملاكهم
في عدد من المدن التركية، على خلفية الخسارة البشرية التي مني بها الجيش التركي في
محافظة إدلب، شمال غربي سوريا؛ حيث هاجم مئات الأتراك ضمن مسيرة مؤيدة للجيش التركي
في مدينة كهرمان مرعش جنوب البلاد منازل ومحلات السوريين وعمدوا إلى تكسيرها والاعتداء
على السوريين في المدينة.
استغلال للمصلحة
وعلى النقيض التام مما تقوم به تركيا تجاه اللاجئين، اليوم من فتح أبوابها
لتدفقهم نحو القارة العجوز، إذ كانت البداية مع الانتخابات الرئاسية التركية في يونيو
2018، إذ كان السوريون ورقة لجذب الأصوات مجددًا لصالح «أردوغان» عقب قيامه بتجنيس،
الآلاف من اللاجئين السوريين بهدف إشراكهم في الانتخابات الرئاسية وكسب أصواتهم، وذلك
بحسب وكالة «أبناء هاوار» الكردية؛ إضافة إلى قيام سيارات تابعة لجهاز الشرطة التركية
تخلو من اللوحة المعدنية تنقل عددا من اللاجئين السوريين لا يحملون الجنسية التركية
للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، بحسب صحيفة «زمان» التركية.
وخلال الانتخابات التركية المحلية في المدن والبلدات التركية التي أجريت
في مارس 2019، أظهر الحزب الحاكم -العدالة والتنمية- دعمه للسوريين، حيث يتم شحنهم إلى
اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم لصالح حزب العدالة والتنمية «الحاكم»،
وتهديدهم بالترحيل إلى أراضيهم، مؤكدةً أن هناك أكثر من 4 ملايين سوري تم تسجيلهم في
الكشوف الانتخابية.
للمزيد: «الذئاب الداعشية» تترقب وليمة
اللاجئين المرحلين من تركيا إلى اليونان





