«ريد ستار».. أداة الدوحة لمساندة نظام «أردوغان»
يعمل نظام الدوحة على مساعدة حلفائه في المنطقة، وتحديدًا الإيراني والتركي، مقدمًا لهما كل سبل الدعم الممكنة التي تمكنهما من تنفيذ مخططاتهما الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط.
ولأن أنقرة تواجه حاليًا أزمة اقتصادية شديدة، تعد الدوحة بالنسبة لها بنكًا يمول نظام «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا برئاسة «رجب طيب أردوغان» حتى يتمكن من تنفيذ مخططه العثماني الجديد، ولهذا كانت قطر في صدارة الداعمين لتركيا في أعمالها الأخيرة بشأن التنقيب عن الغاز في البحر الأسود.
«ريد ستار» والغاز التركي
كشفت وسائل إعلام تركية الثلاثاء 8 سبتمبر 2020، أن شركة «ريد ستار» لخدمات الطيران القطرية قدمت دعمًا لأعمال التنقيب والحفر عن الغاز الطبيعي التي تجريها سفينة «الفاتح» التركية في البحر الأسود، وتمثلت صور الدعم في نقل البضائع والأدوية والموظفين عبر الجو، لتسهيل مهام السفينة.
وشركة «ريد ستار» هي شركة تابعة لشركة «جولف هيليكوبتر» القطرية التي تمتلك أكبر جزء من حصص «ريد ستار» بنسبة 49%، إذ أن نحو 46% من أسهم الشركة تابعة لرجل الأعمال التركي «جلال إمره درسون»، بينما يملك رجل الأعمال التركي «فاتح يالتشين» المقرب من النظام 5 % منها، وفقًا لموقع جريدة «السجل التجاري» التركية.
ولذلك أصدرت الشركة القطرية بيانًا أعلنت فيه أنها تفخر لكونها جزءًا من أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في تاريخ تركيا، وجاء البيان مصحوبًا بصورة لمروحية تابعة للشركة القطرية وهي أعلى مهبط طائرات الهليكوبتر بسفينة "الفاتح" التركية.
وجدير بالذكر أن «الفاتح»، أعلنت في 21 أغسطس 2020 عن اكتشاف غاز في البحر الأسود يقدر بـ 320 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في حقل «تونا»، وصفه «أردوغان» وقتها بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعي بتاريخ تركيا في البحر الأسود.
للمزيد: أوهام البحر الأسود.. لماذا تغازل تركيا حليفها الفارسي؟
دعم متواصل
ليست هذه المرة الأولى التي تدعم فيها «ريد ستار» النظام التركي، ففي مطلع يوليو 2020، استأجرت وزارة الصحة التركية، طائرة إسعاف لمدة عام من شركة الطيران القطرية، مقابل 17 مليونًا و200 ألف ليرة، وذلك من خلال مناقصة شكلية لم يتقدم إليها سوى الشركة القطرية، هذا بالإضافة إلى أنه في مطلع ديسمبر 2017، فازت أيضًا «ريد ستار» بمناقصة لاستئجار طائرة إسعاف تركية بسعة مريضين على الأقل لمدة أربعة أعوام، وذلك بعد تقديمها عرضًا بقيمة 126 مليونًا و914 ألف ليرة تركية، وفقا لموقع «تركيا الآن».
أهداف دعم الحليف الإقليمي
حول أهداف «الدوحة» من دعم «أنقرة» بشأن التنقيب عن الغاز في البحر الأسود، أشار هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن قطر يهمها ألا ينهار الاقتصاد التركي حتى لا يسقط نظام حكم «أردوغان» فتفقد أهم حليف إقليمي لها، ما يؤثر بشكل مباشر على وجود ومستقبل النظام القطري الذي يحتمي بــ«أردوغان» ونظامه وجيشه لمواصلة مسيرته في دعم الإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية.
وأكد «النجار» في تصريح خاص لــ«المرجع»، أن هدف قطر الرئيسي، هو دعم نظام «أردوغان» علاوة على ارتباط مشاريع الحليف التركي القطري في مجال الغاز عبر مشروع النظامين التوسعي، لأن أساس المخطط اقتصادي للاستيلاء على الغاز في المنطقة والحيلولة دون نشوء قوى منافسة في مجال الطاقة، وهذا هو أساس ومنطلق مشروع تركيا وقطر التخريبي باستخدام المرتزقة والإخوان والإرهابيين، ولذلك فقطر طرف شريك لتركيا في هذا النشاط غير المشروع.
ولفت الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أنه بناء على ذلك فإن نظام الدوحة حريص على مواصلة دعم نظام «أردوغان» اقتصاديًّا بكل أشكال الدعم لأنه الأمر الذي يشبه المصير المشترك بين النظامين، وصار النظام القطري رهين نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا وسقوط الأخير معناه تغيير نوعي وجوهري في الوضع في قطر وتحالفاتها وممارساتها.
للمزيد: «أكذوبة الغاز».. «أردوغان» بائع الوهم للشعب التركي





