ad a b
ad ad ad

«أكذوبة الغاز».. «أردوغان» بائع الوهم للشعب التركي

الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 05:06 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
في مواصلة لسياسة الترويج الزائف، للحرص على مصالح الشعب، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 21 أغسطس 2020، عن اكتشاف أكبر منطقة غاز طبيعي في تاريخ البلاد، بالبحر الأسود، وهو ما قلل الخبراء من أهميته مفندين الدعاية المفرطة بأنها مجرد بيع للأوهام مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.


«أكذوبة الغاز»..
تزامن مع إعلان الرئيس التركي عن كميات الغاز المكتشفة في الحقل، والتي بلغت 320 مليار متر مكعب، بحسب الرواية التركية، انهيار الليرة إلى نحو 0.6%، كما انخفض مؤشر بورصة إسطنبول بنسبة 1.8%، في حين تراجعت أسهم شركات الطاقة بما في ذلك شركة التكرير توبراس وأقصى للطاقة وآيغاز بشكل حاد.

ويقول كبير محللي النفط والغاز في بنك «وود أند كومباني» في تصريح لوكالة «بلومبيرج»: «السؤال الآن هو مقدار الغاز القابل للاستخراج، هذا ليس واضحًا بعد، ما يريد السوق حقًا معرفته أيضًا هو مقدار ما يمكنهم إنتاجه سنويًّا، لكنني لا أعتقد أنهم في وضع يسمح لهم بقول ذلك حتى الآن».

كما قلل من أهمية الكشف التركي لحقل تونة 1، خاصة في ظل الطلب المنخفض على الغاز وأسعاره المنخفضة بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن تركيا لن تتمكن من تقليص فاتورة واردات الطاقة الباهظة من روسيا وإيران وقطر التي تثقل الاقتصاد لعدة سنوات، وسيبقى العجز المزمن في ميزان المعاملات الجارية لتركيا لفترة طويلة، ما سيهوي بالليرة إلى مستويات قياسية متدنية مقابل الدولار ويدفع اقتصاد أنقرة نحو شفير الهاوية.

من جهته، انتقد النائب البرلماني عن حزب الخير التركي المعارض، أوميت ديكباير، تصريحات الرئيس التركي، بشأن اكتشاف مخزون كبير من الغاز الطبيعي، وقال في تصريح نقله موقع «تركيا الآن»: إن «السلطة تلجأ إلى مثل تلك الادعاءات مع اقتراب موعد الانتخابات».

وأكد أن الاكتشاف المزعوم ليس الأكبر كما تقول السلطة التركية، مضيفًا: «إن حكومة أردوغان دائمًا ما تلجأ إلى مثل هذه الادعاءات عند الضرورة ومع اقتراب الانتخابات».

وأشار إلى أن السلطة التركية اعتادت على مثل هذه الأخبار، فكل الاكتشافات تتعلق برواسب الغاز الطبيعي، وبشرى «أردوغان» الأخيرة تعد هي الثامنة من نوعها، والاختلاف الوحيد يكمن في تغيير اسم المكان الذي ينبع منه الغاز من «تونا 1» في السابق إلى «صقاريا».

ودعا النائب المعارض، السلطة الحاكمة إلى الكف عن تلك الأخبار، مطالبًا إياهم بعدم الاستهزاء بعقول المواطنين.

وذكر موقع «تركيا الآن»،  أن «أردوغان» لجأ إلى الحيلة ذاتها في كل انتخابات شهدتها البلاد، في السنوات 2010 و2014 و2015 و2018 و2019، ويرى سياسيون أتراك معارضون أنه إذا ظهر مصدر محتمل للطاقة، فقد يشير ذلك إلى انتخابات مبكرة.

وقالت صحيفة «فليت» الألمانية، إن أكاذيب أردوغان بشأن اكتشاف رواسب الغاز في البحر الأسود ليست بجديدة وتم الإعلان عنها منذ 16 عامًا، موضحة أن مراقبين أتراكًا أشاروا إلى أن توقيت إعلان البشرى المزعومة يتزامن مع تزايد الاستياء من «أردوغان» داخل تركيا بسبب تدهور الاقتصاد وسط انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة، خاصة مع مزاعمه لتنفيذ مشروعه المثير للجدل لإنشاء قناة إسطنبول التي تواجه معارضة شديدة في الداخل .

وانتقد حزب اليسار التركي المعارض تصريحات «أردوغان»، وقال إن «الشعب اعتاد على اعتماد النظام الحاكم على أنباء مشكوك في مصداقيتها لإنقاذ شعبيته».

وطالب الحزب النظام في بيان رسمي، بالكف عن محاولات تضليل الشعب بقصص نجاح مصطنعة، مضيفاً: «إذا كان من المتوقع أن يزداد إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد بشكل كبير، فيجب أن يحصل المواطنون على نصيبهم من الأخبار السارة بتخفيض أسعار الغاز الطبيعي إلى النصف».

وتأتي انتقادات حزب اليسار متزامنة مع الانتقادات التي وجهتها أصوات من المعارضة التركية، معتبرة أن تصريحات «أردوغان» ليست إلا مجرد ألاعيب جديدة لإلهاء الشعب عن فشله في إدارة الأزمات الاقتصادية.

"