مُستعينًا بـ«نمر الأناضول».. «أرودغان» يحرث في بحر الإصلاحات التركية
قبل سنوات، لم يكن أحد يسمع عن «برات البيراق» أو الملقب بـ«نمر الأناضول»، رغم اقترانه بكبرى بنات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حتى تبدلت الأمور، وصار من أبرز الوجوه الجديدة في الحكومة، بتوليه حقيبة المالية والخزانة، بعد أن كان وزيرًا للطاقة، والتي يسّر من خلالها صفقات النفط لتنظيم «داعش».
صباح اليوم الجمعة 19 أبريل 2019، صرح
مسؤولون أمريكيون أن كلًّا من الولايات المتحدة وتركيا قد أخفقتا في كسر جمود المفاضاوت
بشأن اعتزام أنقرة نشر منظومة دفاع جوي روسية الصنع هذا الصيف، وهددت أمريكا بفرض عقوبات
على تركيا، في حال أصرت على إتمام الصفقة.
واعتبر المسؤولون أن لقاء
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بصهر «أردوغان» الاثنين الماضي، لم يثمر عن شيء،
الأمر الذي اعتبروه فشلًا لـ«البيراق» في ظل تأكيد العقوبات. إذ قال إبراهيم كالين
المتحدث باسم الرئاسة التركية: إن العقوبات ستؤدي إلى نتائج عكسية وغير مرغوبة.
تأتي المواجهة بشأن خطط تركيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 وسط صدامات بين حلفاء حلف شمال الأطلسي حول السياسة الخارجية؛ حيث تأمل أنقرة في إصدار قرار أمريكي بتعليق فرض أي عقوبات محتملة على الشعب التركي أو الكيانات التركية المشاركة في الصفقة بموجب قانون عقوبات خصوم أمريكا.
للمزيد:المرجع ينفرد باجتماع التنظيم الدولي مع أردوغان للاتفاق حول خطة التحرك الجديدة بأوربا
بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية في ديسمبر
2016، فإن هناك أدلة قوية على علاقة صهر الرئيس بشركة تركية متهمة بشراء النفط من تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على عدد كبير من آبار النفط في سوريا
والعراق خلال عامي 2015 و2016 وهو ما نفته الحكومة التركية.
واتهمت روسيا عائلة «أردوغان» بالاتجار بالنفط المنتج
في مناطق سيطرة «داعش». إذ قال نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، أواخر
2016 أن بلال أردوغان، ابن الرئيس التركي وصهره يتاجران بالنفط الذي يبيعه التنظيم
الإرهابي إلى وسطاء ينتهي في آخر المطاف في تركيا.
وكان «برات»
هو المسؤول التركي
الذي سافر إلى إسرائيل في أعقاب تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2016 وعقد لقاءات مع
نظيره الإسرائيلي، يوفال شتاينت، تطرقت إلى تعاون البلدين في مجال نقل الغاز المستخرج
من حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط إلى تركيا والقارة الأوروبية.
وفي 2017، كشفت مُحاكمة تُجرى في إيران لرجال أعمال تورطوا
فى ملف فساد نفطى شارك فيها أيضًا رجل أعمال تركى يُدعى رضا ضراب، ومسؤولون أتراك، أحداثًا مثيرة حيث اتهمت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط صهر الرئيس التركى بالاستيلاء على أموال النفط الإيرانية، بدلًا من إعادتها
إلى خزانة الدولة، مؤكدين أن أموال النفط الإيرانية تم إنفاقها فى شراء مصنع للألمونيوم
باسم سيدة، وشراء شركة نقل لصهر أردوغان.
الخزانة التركية وانهيار الليرة
بالتزامن مع الأزمات التي عصفت بالاقتصاد، كلف
«أردوغان» صهره بتولي حقيبة الخزانة؛ أملًا في التصدي للمشاكل الكبيرة التي يعاني منها
الاقتصاد التركي وعلى رأسها التضخم وانهيار قيمة الليرة التركية وارتفاع سعر الفائدة وفقدان ثقة المستثمرين الأجانب.
عقب تنصيب «برات» وزيرًا، تراجعت قيمة الليرة التركية
بحوالي 3 في المئة بعد يوم فقط من توليه هذا المنصب؛ كما تراجعت البورصة وارتفع سعر
الفائدة على سندات الخزينة؛ لكنه أرجع هذا السقوط إلى أن مراكز تتآمر لإسقاط الحكومة
التركية.
ودعا «برات» إلى تخفيض نسب الفائدة بشدة، بزعم أنها السبب
الأساسي لأزمات الاقتصاد التركي؛ بينما رأت المؤسسات المالية العالمية أن البنك المركزي
التركي يجب أن يُحافظ على استقلاليته ويرفع سعر الفائدة لحصر التضخم.
يشار إلى أن صهر الرئيس التركي، تربطه علاقات قوية
بـ«أردوغان» منذ 1980، ويبلغ من العمر 40 عامًا ومتزوج من إسراء، الابنة الكبرى للرئيس،
وقبل زواجه كان مديرًا لمجموعة «جاليك» التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم «نمور
الأناضول» فى حزب العدالة والتنمية، واشترى صحيفة «الصباح» بمبلغ 1.5 مليار دولار،
واسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الإخبارية «خبر» بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك
حكومية بمبلغ 750 مليون دولار.





