ad a b
ad ad ad

بعد قطر.. ماليزيا محطة الهجرة الإخوانية

الأحد 11/نوفمبر/2018 - 12:37 م
المرجع
ماهر فرغلي
طباعة

لم يرفض وزير الداخلية الماليزي أحمد زاهد حميدي، أن تكون بلاده طوق نجاة لعناصر جماعة الإخوان، وأكد في تصريحات صحفية أنه يوافق على نقلهم إلى العاصمة كوالالمبور، لرفع الحرج عن قطر بعد أزمتها الأخيرة مع دول الخليج، وبعد أن أصبحت الجماعة وسط بحر يعج بالأمواج العاتية، يهددها ليس بالحصار، بل يهدد وجودها وبقاءها.

عقب تصريحات وزير الداخلية الماليزي في مناسبات مختلفة، توالت زيارات قيادات الجماعة لكوالالمبور، فزار زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ماليزيا، واستقبله رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق، ونظمت الجماعة ما يُسمى «الاجتماع الدولي لتضامن الأمة الإسلامية في آسيا»، الذي عقد في ولاية كيلانتان بالتعاون مع حكومة الولاية واتحاد علماء المسلمين، وصرح عدد من قيادات الإخوان بأن ماليزيا هي الاختيار الأفضل لهم؛ بسبب تبني الحزب الإسلامي الماليزي نهج الجماعة، وارتباطه بالتنظيم الدولي.

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

في الفترة ما بين ديسمبر 2017، ومارس 2018 احتضنت ماليزيا عددًا من مؤتمرات التنظيم الدولي للإخوان، بينها اجتماع «الوسطية والاعتدال»، تحت رعاية الحزب الحاكم في ماليزيا «أمنو»، بحضور خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وعبدالموجود الدرديري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، ورضا فهمي، القيادي بالحزب، وقال الأخير، في كلمته: إن ماليزيا أكدت دعمها لـ(الإخوان).


 أعضاء الصف الثاني بالجماعة، وعدد من الموجودين على لائحة الإرهاب الخليجية، موجودون بالفعل في ماليزيا، ومنهم أحمد عبدالباسط محمد، مسؤول الملف الطلابي بالجماعة، الهارب من حكم بالإعدام في مصر، وهو من يقوم بالتنسيق مع عدد من الجامعات بدولتي ماليزيا وتركيا، لاستقبال الطلاب المصريين المنضمين للجماعة، وقد رصدته الداخلية المصرية، وهو يوجه رسالة فى جروب سري يقول فيها: «لازم نشوف حل للشباب اللي في مصر.. اللي يقدر يسافر لازم يسافر، مهما كان عنده فرص في مصر، قدرت أنسق لعدد من المنح الدراسية والهجرة، وهشرح للناس إزاي تسافر بسعر رخيص وتقيم وتتنقل إلى تركيا وماليزيا بتكلفة منخفضة إزاي تجهز شنطتك.. تاكل إيه وفين».

بعد قطر.. ماليزيا

التمثيل الإخواني الماليزي

يساعد التمثيل الإخواني في ماليزيا الجماعة الأم على الانتقال إلى كوالالمبور، ومنها حركة الشباب الإسلامي، التي أسسها وزير التربية والتعليم السابق، أنور إبراهيم، وقمر الدين، والغزالي، والنواوي، ودسوقي أحمد، وداتو سحيمي، ووزير الزراعة السابق سنوسي حنيد.


 ورغم أن الحركة أكدت أنها لا تتبع حزبًا معينًا ولا الحكومة، لدرجة أنها اعتبرت أن الدخول في الأحزاب السياسية القائمة وقتذاك، بمثابة الانفصال عن الحركة، فإنها تأثرت بالعديد من الحركات الإسلامية الأخرى، بينها «الإخوان المسلمون»، وحزب «ماشومي» و«الجماعة الإسلامية»؛ ليصبح بعد ذلك منهج الحركة مأخوذًا من مناهج هذه الحركات، وعلى وجه التحديد الإخوان، خاصةً فيما يتعلق بأسلوب التربية التي تتبناه الجماعة، كما كان أعضاء الحركة مكلفين بقراءة كتب حسن البنا ورسائله، ودراستها، فضلًا عن كتب ابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب.


وكانت البعثات الطلابية إلى الدراسة في الأزهر الشريف السبب الرئيسي في التعرف على فكر الإخوان، وبداية انتشاره في ماليزيا، عبر الحركة التي كانت قائمة وقتذاك، على الشباب المنتمي إلى الجماعات.


من هذه الجماعات أيضًا «جمعية إصلاح ماليزيا»، التي تكونت نواتها الأولى من الطلاب الماليزيين المبعوثين بالجامعات البريطانية خلال فترة السبعينيات، وكانت لهم أنشطة ثقافية ودعوية من خلال ما عُرِف بمجلس المندوبين الإسلامي، وبعد تخرجهم وعودتهم فشلوا في العمل مع الحزبين «الإسلامي» و«الوحدة القومية».


 واختيرت أول لجنة تمهيدية للجمعية في سنة 1989، وبعد 3 سنوات من تكوينها اختارت الجمعية رئيسًا لها عام 1991، معلنةً عن نفسها كمنظمة غير حكومية تعمل وفقًا للتعاليم الإسلامية، وتم تسجيلها في 27 من يوليو 1997، وتعتبر نفسها هيئة غير حكومية تهدف إلى الإصلاح والإرشاد الإسلامي بطريقة معاصرة وواقعية وبوسائل مبتكرة، ويترأسها المهندس زيد قمر الدين في 2001، ولها منظمات دعوية ومدنية وإنسانية، وتنأى عن العمل السياسي المباشر.


 جماعة الأرقم، أيضًا من الجماعات التي تتشارك الأهداف مع الإخوان، ويرجع ظهورها إلى مطلع الثمانينيات، عندما أسسها أشعري بن محمد، أحد أتباع الطريقة الصوفية المحمدية، وكان له سابق ارتباط بالحزب الإسلامي لمدة 10 سنوات (1958-1968)، كما كانت له حلقات دراسية في العلوم الشرعية في العاصمة كوالالمبور، وبعد 3 سنوات من تأسيس هذه الحلقات قام بإنشاء جماعة دار الأرقم.

إبراهيم منير
إبراهيم منير

التنظيم الدولي يأمر بمغادرة قطر

عن طريق هذا التمثيل، وتلك القواعد والبوابات الموجودة بماليزيا، أعطت الإخوان أوامرها بالانتقال إلى كوالالمبور، وقالت صحيفة عكاظ السعودية 8 سبتمبر 2017، إنها علمت من «مصادر مطلعة» أن التعليمات نصت على مغادرة قطر نحو السودان وبريطانيا وماليزيا.


أما صحيفة الرياض بالتاريخ نفسه، فأشارت إلى أن هذه التوجيهات صدرت خلال اجتماع لقيادات التنظيم الدولي في تركيا «بحضور عدد من الشخصيات الرسمية التركية»، وذلك في أول رد فعل للتنظيم على قرار قطع دول عربية علاقتها بقطر.


إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، قدم تقريرًا يضم بعض الأسماء من الجماعة تخلت عنهم المخابرات القطرية، وفق ما ذكرته صحيفة «مصراوي»، يوم 4 مارس 2018، وأن دورهم انتهى في مقابل منحهم بعض الأموال، ونقل من يرغب منهم لماليزيا، بعيدًا عن الدوحة؛ بهدف تعزيز دورها أمام دول المقاطعة الأربع، ونفي تهمة أنها ترعى الإرهاب.


كما نقلت الصحيفة أن عضو التنظيم العالمي للإخوان، محمد صالح العلي العزي، الشهير باسم محمد أحمد الراشد، والمقيم حاليًّا بكوالالمبور سيسهل بشكل كبير الإقامة في ماليزيا لبعض القيادات المستبعدة من قطر.


 وختامًا، فإنه من المتوقع أن يستمر عمل الجماعة في محاولة نقل الهاربين إلى ماليزيا؛ لكي يعملوا في صورة جناح خارجي للتنظيم بالدول العربية، وخادم لتوجهاتها، مستغلين وجود تمثيل إخواني كبير، وشركات اقتصادية تعمل في الخفاء، في هذا البلد، الذي يقبع في جنوب شرق آسيا.

"