الانتخابات في ماليزيا.. حزب «الإخوان» يُضعف تحالف المعارضة بزعامة مهاتير محمد
الأحد 06/مايو/2018 - 11:00 ص

الانتخابات في ماليزيا-صورة ارشيفية
أحمد لملوم
يتوجه الناخبون في ماليزيا
إلى صناديق الاقتراع، يوم الأربعاء 9 مايو الجاري، في انتخابات برلمانية مبكرة،
بعدما حلّ رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق البرلمان الشهر الماضي، في خطوة رآها
محللون «هروبًا إلى الأمام»، بعد زيادة الانتقادات له؛ بسبب فضيحة مالية، وارتفاع تكاليف
المعيشة في البلد الآسيوي.

وتعد ماليزيا من الدول
الآسيوية التي يوجد بها حضور قوي لجماعة «الإخوان»، فقد تم تأسيس الحزب
الإسلامي الماليزي عام 1956، على يد برهان الدين الحلبي، وهو ماليزي الجنسية تأثر
بأفكار حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان)، ورغم أن الحزب يهتم بالشؤون الماليزية، فإن رئيس الحزب الحالي عبدالهادي أوانج يشارك في أنشطة ولقاءات مختلفة تنظمها
جماعة «الإخوان»؛ لمناقشة أوضاع التنظيم الدولي.
ويسعى الحزب الإسلامي الماليزي (ذراع الإخوان السياسية في
ماليزيا) إلى الفوز بـ40 مقعدًا في الانتخابات المقبلة، ولا يخفي الحزب نيته
تطبيق نموذج متشدد من الإسلام، كما يحث الحزب السلطات الماليزية على تطبيق
عقوبات قاسية ضد متناولي المشروبات الكحولية، وسبق أن نظم مظاهرات عدة؛ لمنع إقامة
حفلات غنائية لمغنيين أجانب، كان آخرها حفلة للمغنية الأمريكية «ريانا».
ويرى مراقبون أن هناك صعوبة في تحقيق الحزب الإخواني هدفه
بالفوز بهذا العدد من المقاعد في البرلمان الماليزي، كما أن خوضه الانتخابات بعيدًا
عن المعارضة، سوف يتسبب في انقسام وتشتيت أصوات المعارضين لحكومة «عبدالرزاق»،
وسيساعد الائتلاف الحاكم على حشد مؤيديه.
وكان الحزب الإسلامي الماليزي عضوًا في تحالف المعارضة الماليزية
حتى عام 2015، عندما قرر الحزب الانفصال عن المعارضة؛ سعيًا وراء تحقيق المزيد من
المكاسب السياسية منفردًا، وفاز الحزب في الانتخابات العامة في البلاد عام 2013
بـ21 معقدًا من أصل 222.

ويشارك في الانتخابات العامة ائتلاف
«باريسان الوطني»، وهو الائتلاف الحاكم في ماليزيا منذ الاستقلال عن بريطانيا عام
1957، ويواجه رئيس الوزراء الحالي الذي يتزعم الائتلاف الحاكم أيضًا، اتهامات بسرقة
مليارات الدولارات من صندوق سيادي كان قد أسسه.
وتسبب تصريح صحفي أدلى به رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق، خلال زيارته أحد المستشفيات في فبراير الماضي، في إثارة الغضب بين
الماليزيين، حيث قال، إنه «توقف عن أكل الأرز، واستعاض عنه بحبوب الكينوا الأغلى
ثمنًا»، فاعتبر كثير من الماليزيين ذلك تعبيرًا صريحًا عن حال الانفصال التي يعيشها
«عبدالرزاق» عن الشعب، واستفزازًا لمشاعرهم، خاصةً مع ارتفاع أسعار أغلب المنتجات
في البلاد.
وينافس «عبدالرزاق» على مقعد رئيس الوزراء عدد من قيادات
المعارضة، على رأسهم السياسي الماليزي المحنك، مهاتير محمد (92 عامًا)، الذي شغل
منصب رئيس الوزراء لمدة 22 عامًا، استطاع خلالها تحويل ماليزيا من بلد زراعي إلى
آخر صناعي كبير. وتراجع «محمد» عن تقاعده السياسي العام الماضي؛ ليقود المعارضة
التي تريد منع «عبدالرزاق» من الفوز بفترة حكم ثالثة.
ومن المتوقع أن يحتفظ «عبدالرزاق» (64 عامًا) بالسلطة، لكن
محللين يتوقعون منافسة حامية مع رئيس الوزراء السابق، مهاتير محمد، كما تتوقع
المعارضة ألا تكون الانتخابات نزيهة بعدما وافق البرلمان -قبل حلّه الشهر الماضي-
على خطط لإعادة رسم الدوائر الانتخابية، وهو تغيير قال منتقدون: إنه سيصب في مصلحة
رئيس الوزراء الحالي وحزبه.
وقال رئيس الحزب الإسلامي الماليزي، عبدالهادي أوانج، لوكالة
«رويترز»: إنه لو فاز بعدد المقاعد التي يسعى الحزب إلى الحصول عليها، سوف يطالب بأن
تقوم الحكومة «بوضع الإسلام في قلب سياستها».