«الإخوان» بين ذل الترحيل في تركيا.. وأحلام اللجوء إلى كوريا
الجمعة 25/مايو/2018 - 10:59 م
دعاء إمام
بين عشية وضحاها، انقلب السحر على الساحر، وزادت حدة التناحر والاتهامات بالعمالة والتخوين بين أعضاء جماعة الإخوان الهاربين إلى تركيا؛ وجاءت أزمة المفصولين من قناة الشرق -موالية للإخوان وتبث من تركيا- لتميط اللثام عن وجه الفساد، وتبيّن ملامح الصراعات داخل الجسد الإخواني المتداعي والمليء بأمراض الوشاية وجينات الخسة والنذالة، لاسيما أن المفصولين من القناة أدركوا وقتها أن القيادات الإخوانية قادرون على تنفيذ تهديدهم، بل ووعيدهم بالإبلاغ عن الشباب، وترحيلهم في حال تمردهم على سادتهم وأولياء نعمتهم.
وكان القبض على عدد من شباب الإخوان المنتهية إقامتهم في تركيا بمثابة قشة الخيانة التي قصمت ظهر شباب الإخوان، وبات حديثهم يدور حول النزوح من تركيا إلى بلدان أخرى تأويهم، وتحول الحديث إلى مساعٍ جدّية، بعد أن صار وجودهم في تركيا مهددًا بقوة، وأضحى رحيلهم عنها أمرًا حتميًّا يحدده اختيار التوقيت المناسب، والبلد المقصود لا أكثر.
دارت مناقشات الشباب حول عدد من الدول، منها: ألمانيا وماليزيا والبرازيل، لكن الأكثر حضورًا في أحاديثهم كوريا الجنوبية.
تتحدث عناصر الجماعة عن حيل تساعدهم في الحصول على إقامة بكوريا الجنوبية، منها اقتناء تذكرة طائرة إلى ماليزيا أو أي بلد آسيوي آخر، مع مراعاة البحث عن أرخص رحلة، ويمكث الفرد أيامًا قليلة في فندق منخفض التكلفة، ثم يحجز من هناك تذكرة طيران إلى العاصمة الكورية «سيول».
وأهمية هذه الخطوة تتمثل في أنه عند وصول الفرد إلى مطار سيول سيلاحظون في جواز سفره أنه كان في ماليزيا أو الفلبين، وقضى فيها وقتًا قصيرًا؛ وبذلك يظنون أنه مجرد سائح، لا ينوي المكوث والإقامة عندهم، فيقدمون له تأشيرة للتجول في كوريا الجنوبية لمدة شهر يمكن تمديدها إلى ثلاثة.
وبحسب خطة الإخوان، فإنه باقتراب موعد انتهاء التأشيرة، يذهب الأفراد إلى أقرب مكتب للأمم المتحدة ويطلبون اللجوء السياسي؛ إذ يصبح للاجئ الحق في البحث عن عمل بعد مرور أشهر عدّة، كما يمكن للطلبة -بموجب اللجوء السياسي- استكمال دراستهم هناك.
في هذا الصدد، يقول أحمد ربيع الغزالي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن الحديث عن الهجرة إلى كوريا أو غيرها، يأتي ضمن عملية التمويه التي يلجأ إليها الإخوان؛ فيقولون مثلًا: سنتجه إلى ألمانيا والبرازيل، وهم في الحقيقة يفكرون في النزوح إلى ليبيا، أو دولة عربية أخرى، تشهد تخبطًا سياسيًّا وعدم استقرار، مضيفًا لـ«المرجع» أنه من الصعب نزوحهم إلى كوريا، وكل ما يعلنونه من أحاديث يهدف في الأساس إلى التضليل.
يُشار إلى أنه منذ مطلع العام الحالي، وصل إلى كوريا الجنوبية نحو 80 شابًّا مصريًّا؛ الأمر الذي دفع شباب الإخوان المنتهية إقامتهم، أو المهددين بالترحيل من تركيا، إلى التفكير في جعل كوريا وجهتهم المثالية المقبلة.





