ad a b
ad ad ad

«تحرير الشام».. مداهنة الغرب سعيًا لدور سياسي مستقبلي

الأربعاء 09/سبتمبر/2020 - 01:05 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
بدأ فصيل ما يُعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، بزعامة المدعو أبو محمد الجولاني، في السعي إلى التقرب إلى الدول الغربية، إذ خرج بتصريح غير اعتيادي، أعرب خلاله عن أمنياته بإقامة علاقات مع الغرب.

وادعى الفصيل أنه لا يشكل أي تهديد لتلك الدول، في تغيير للدور الذي اعتاد عليه في السابق من قوة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، إلى سلطة محلية تحاول الظهور في صورة وسطية معتدلة لا تكن عداءً للغرب، ومعترف بها من الخارج، وغير مدرجة على قوائم الإرهاب الدولي؛ بجانب ضمان الوجود والسلطة في الجغرافيا التي تسيطر عليها في الداخل السوري، وتحويل «إدلب» إلى دولة خاصة لها سواء اعترفت الدول بذلك أم لا.

«تحرير الشام».. مداهنة
علاقات مع الغرب
تعمل «تحرير الشام» على برهنة تكيفها مع الشأن الداخلي في سوريا، ليكون لها أي نصيب في أي عملية سياسية مستقبلية، إذ تبعث برسائل دولية أو إقليمية، آخرها الحديث عن فتح علاقات مع دول أجنبية، إذ شهدت الهيئة على مدار السنوات الماضية تحولات عدة في بنيتها العسكرية والأيديولوجية، حيث كان لقاء زعيمها «الجولاني» مع مجموعة الأزمات الدولية، في 20 فبراير 2020، الذي أكد فيه أن جماعته حركة محلية ولا تمارس الإرهاب الخارجي.

وخرج المدعو «عبد الرحيم عطون» المعروف لدى «تحرير الشام» بـ«الشرعي العام» في تصريح غير اعتيادي، أعرب فيه عن الرغبة في إقامة علاقات مع الغرب، إذ أكد «عطون» خلال تصريحاته لصحيفة «لو تيمبس» السويسرية، أن «تحرير الشام» لا تشكل خطرًا على الغرب، وأنها آخر من يقاتل ضد الجيش السوري، ولكنها لن تتمكن من الصمود أمامه دون مساعدة، ولن تستطيع الاستمرار دون مساعدة الدول الغربية -وفق قوله-، نافيًا أي وجود تشابه بين الهيئة وبين تنظيم «داعش» الإرهابي.

وأكد الشرعي العام لـ«تحرير الشام»، أنه يجب تطبيع العلاقات بين الأهالي في مناطق سيطرة الهيئة بمحافظة إدلب، وأجزاء من ريف حلب الغربي، والدول الأجنبية.

لم تتوقف الهيئة عن هذا الحد، بل عملت أيضًا خلال الأشهر الأخيرة، على تفكيك الجماعات التي يطلق عليها «جهادية» في مناطق سيطرتها، ومنعها من القيام بأي عمل عسكري أو فتح مقرات دون إذن منها، واعتقلت قياديين بارزين في هذه الجماعات.

فيما وصف مراقبون، التصريحات الصادرة عن الشرعي العام بالاستجدائية للغرب، إذ تحاول الهيئة استمالة المجتمع الدولي، لإشراكها في أي حل سياسي قادم، مستبعدين احتمالية نجاح الهيئة وحصولها على الدعم الغربي، وشطب اسمها من قوائم الإرهاب، مؤكدين أن الغرب لا ينظر إليها على أنها مشكلة تعنيه أساسًا، مكتفيًا بالمراقبة، وبعملية الصيد عبر الطائرات المسيرة للشخصيات المتشددة.
«تحرير الشام».. مداهنة
إدلب دولة الهيئة
تفرض «هيئة تحرير الشام» سيطرتها العسكرية على إدلب وريفها إلى جانب ريف حلب الغربي، في ظل وجود حكومة «الإنقاذ» التي تُتهم بالتبعية للهيئة، وتتحكم بقطاعات المحروقات والكهرباء والاتصالات؛ إذ ذكرت الهيئة خلال اجتماع لقياديين لها نهاية أغسطس الماضي، إن المناطق التي تسيطر عليها ستتحول إلى دولة تابعة لها سواء اعترفت الدول بذلك أم لا، وستكون لها سلطة ومؤسسات، تدير المنطقة على كل الأصعدة؛ معتبرة أن الأراضي الخاضعة لسيطرتها تعتبر دولة تحكمها سلطة ومؤسسات.

وكشفت الهيئة عن المرحلة الجديدة لها على جبهات إدلب، إذ ذكر «أبو خالد الشامي» المتحدث باسم الجناح العسكري في «تحرير الشام»، أن مقاتلي الهيئة بدأوا في مرحلة استنزاف أعدائها، وذلك نتاج لجهود وتدريبات استمرت لمدة طويلة في الإعداد العسكري.

وتسيطر «تحرير الشام» على غالبية محافظة إدلب، وتنشط منذ مارس 2020، في الحد من نشاطات المجموعات الأكثر تشددًا؛ حيث اعتقلت الأسبوع الماضي، عدة شخصيات من الفرع السوري لحزب «التحرير» الذي يدعو إلى إحياء الخلافة الإسلامية.

وتصدت في يونيو 2020، لمحاولة عدة فصائل متشددة تشكيل غرفة عمليات عسكرية حملت اسم «فاثبتوا» ضمت خمسة فصائل، بعضها تتزعمه شخصيات منشقة عن الهيئة، أبرزها أبو العبد أشداء، وأبو مالك التلي؛ الهدف منها إعاقة تنفيذ التفاهمات «الروسية ــ التركية» في محافظة إدلب.

"