بالصور.. «تحرير الشام» تسعى لشراء السوريين بماركات عالمية
الثلاثاء 22/مايو/2018 - 04:03 م

سارة رشاد
استهلت هيئة تحرير الشام -أكبر الكِيانات الإرهابية المسيطرة على محافظة إدلب شمالي غرب سوريا- شهر رمضان بحملة تحريضية يُشرف عليها إرهابيٌّ قاعديٌّ يُدعى أحمد القعقاع، تحت اسم «معًا إلى الجنة»، حاولت خلالها التقرب إلى المدنيين من أهالي المدينة، وشراء ولائهم، عبر توفير خدمات الإفطار بالمجان بجودة عالية، وتوزيع منتجات من ماركات عالمية، مثل ماركة (COACH) الأمريكية.
وفي تعريفها للحملة، زعمت الهيئة أن حملتها «دعوية، تهدف إلى تحريض الناس على الجهاد وحمل السلاح».
يُشار إلى أن محافظة إدلب تسيطر عليها فصائل إرهابية بعدما دخلت في مفاوضات مع النظام السوري انتهت بنقل المسلحين إلى شمال البلاد، مقابل تركهم سلاحهم الثقيل، ومناطق سيطرتهم قرب العاصمة السورية.
وتتخوف تلك الفصائل من أن النظام يسمح بتجميعهم في الشمال؛ حتى يتسنى له القضاء عليهم في الوقت الذي يحدده؛ لذا تسعى إلى كسب ولاء الأهالي؛ كي تتوافر لهم الحاضنة الشعبية التي تسمح لهم بالثبات في المعارك.
وكانت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، قد نشرت السبت الماضي، عبر قناتها على «تيليجرام» تدوينة، أكدت فيها أن خيار الحرب على الفصائل المسلحة في الشمال السوري مطروح، إذا ما انتهت المفاوضات معها إلى الفشل، وعلقت القناة -المعبرة عن الموقف الروسي الرسمي- على الأمر بمساعي تركيا الداعمة لبعض هذه الفصائل، وتقدم نفسها على أنها وسيط.
وتعليقًا على ذلك، قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن «هيئة تحرير الشام تُحاول من خلال الحملة استغلال حاجة الناس، عبر توفير خدمات حرموا منها؛ بسبب ظروف الحرب».
ورغم أن الهيئة تعتمد على الدعم التركي في المقام الأول في الاستعداد لحربها المرجحة مع النظام، فإنها تسعى لإيجاد حاضنة تستند إليها في أي ظرف، بحسب الشيخ.
وبررت حرص «الهيئة» على شراء رضا الناس عنها، بكون الشمال السوري -وتحديدًا إدلب- آخر معاقل الفصائل الإرهابية في سوريا، وإذ ما تمت إزالة وجودها من هناك فهذا يعني أنه لا مجال آخر لهم في سوريا.
واستبعدت استجابة الأهالي لحملة «الهيئة»، مشيرة إلى أن سنوات الحرب التي عاشها السوريون تركت لديهم خبرة تباعد بينهم وبين المتطرفين وحاملي السلاح.