ad a b
ad ad ad

العنف المجتمعي والعمليات الإرهابية يفاقمان مأساة السكان في غرب أفريقيا

الإثنين 13/يوليو/2020 - 02:14 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
لا تزال العمليات الإرهابية والعنف المجتمعي اللذان يتعرض لهما سكان منطقة غرب أفريقيا، يزيدان المشهد تعقيدًا، ففي مالي، نزح ما يقرب من 240 ألف شخص داخليًّا، 54 في المائة منهم من النساء، بينما أجبر 489 ألف شخص في النيجر على الفرار. 



العنف المجتمعي والعمليات
ومع تكثيف القوات الوطنية الحكومية والمتعددة الجنسيات والمعروفة بـ"G5" عمليات مكافحة الإرهاب، نظمت بعض المجتمعات الأفريقية مجموعات تطوعية وميليشيات للدفاع عن النفس، فيما أثارت جماعات حقوق الإنسان مخاوف بشأن انتهاكات قد تحدث من قبل هذه الميليشيات المسلحة، وكذلك من قبل قوات الأمن والدفاع.

وحذر الممثل الخاص للأمين العام، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل «محمد بن شمباس»، خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الخميس 9 يوليو 2020، من أن العنف بين المجتمعات والهجمات المستمرة من قبل المتطرفين لا يزالان يقوضان السلام والأمن في جميع أنحاء غرب أفريقيا، داعيًا إلى الانخراط المستمر مع جميع الشركاء للمضي بشكل عاجل في نهج شامل يحقق السلام.

وقال «بن شمباس»، إنه على الرغم من الجهود «المكثفة والمستمرة» التي تبذلها البلدان المعنية، فإن المتطرفين يواصلون مهاجمة قوات الأمن والمدنيين على حد سواء، مع تجنيد الأطفال في القتال في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا.


ووصف «بن شمباس» الأوضاع الأمنية بأنها «شديدة التقلب»، فحتى يونيو 2020، اضطر 921 ألف شخص في بوركينا فاسو وحدها إلى الفرار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 92 % مقارنة بأرقام عام 2019، مشيرًا إلى الروابط المتنامية بين الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف بين القبائل، إذ يواصل الإرهابيون استغلال العداوات العرقية الكامنة وغياب الدولة في المناطق الطرفية لخدمة أجندتهم.

وحث الأمم المتحدة على أن تظل ملتزمة بالعمل مع جميع الشركاء وبناء القدرات الوطنية والمؤسسية، وتحسين قدرة المجتمع على الصمود، والدعوة إلى الحكم الرشيد، والإدماج السياسي، واحترام حقوق الإنسان والالتزام بسيادة القانون، مؤكدًا أن جائحة فيروس كورونا المستجد تعزز دوافع الصراع، وتلقي بظلال خطيرة على السلام والأمن، وأدى تأثيرها غير المتناسب على النساء والفتيات إلى زيادة تعرضهن لخطر قتل الإناث والعنف الجنسي.


وفي الإطار ذاته، دعا نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة «جينغ شوانغ» دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل إلى تسوية الخلافات من خلال الحوار.

وقال في كلمة خلال اجتماع افتراضي لمجلس الأمن حول عمل مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل، إن العديد من دول المنطقة، بما فيها بوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والنيجر، لديها جميعًا انتخابات مهمة في وقت لاحق من هذا العام. وقد شهدنا توترات متزايدة في بعض البلدان، كما تأثرت الاستعدادات الانتخابية بجائحة كوفيد-19".

وأضاف شوانغ أنه من أجل تهيئة بيئة خارجية مواتية، يحتاج المجتمع الدولي إلى تشجيع الأطراف المعنية على تعزيز الثقة المتبادلة وحل الخلافات سلميًّا من خلال الحوار والتشاور، مؤكدًا أن الصين تؤيد استمرار المساعي الحميدة وجهود الوساطة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل للمساعدة على ضمان إجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية وشفافة في تلك البلدان، على أساس الاحترام الكامل لملكيتهم الوطنية، متابعًا أنه ينبغي على المجتمع الدولي مساعدة دول المنطقة في القضاء على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار من خلال التنمية.

وحول الوضع الأمني في المنطقة، أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، ضرورة بذل جهود لمساعدة دول المنطقة على مواجهة التحديات الأمنية، مشيرًا إلى أن الهجمات الإرهابية التي تشنها جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، والقرصنة في خليج غينيا، والعنف بين الطوائف تقوض بشكل خطير أمن المنطقة واستقرارها، وأنه يجب على جميع أطراف الصراع الاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي.
"