«من أجل الساحل».. الرهان الفرنسي على إنهاء الإرهاب في أفريقيا
الخميس 18/يونيو/2020 - 04:45 م
أحمد عادل
تسعى فرنسا لإنهاء نشاط التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وذلك بتعزيز القدرات الأمنية لجيوش المنطقة، علاوة على التعاون من أغلب القوى الدولية الموجودة في المنطقة، لعودة الأمن مرة أخرى إلى الدول المنكوبة بالعنف والصراعات، والتي شهدت في الفترة الأخيرة زيادة في العمليات الإرهابية نتيجة تدفق كم كبير من الإرهابيين.
من أجل الساحل
وأعلنت فرنسا إطلاق «الائتلاف من أجل الساحل» وهو أكبر ائتلاف دولي يسعى لمواجهة «خطر الإرهاب» في هذه المنطقة من العالم، وضم في أول اجتماع وزاري له، الجمعة 12 يونيو 2020، ممثلين عن 60 دولة ومنظمة دولية.
ماكرون والإرهاب .. مبادئ الائتلاف
وانعقد الاجتماع الوزاري برئاسة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول الساحل الخمس، بالإضافة إلى فرنسا صاحبة فكرة الائتلاف الذي أعلن أول مرة في قمة «بو» التي جمعت في يناير 2020 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقادة دول الساحل الخمس.
ويقوم التحالف الجديد على أربعة مبادئ أساسية هي: «محاربة الجماعات المسلحة الإرهابية، تعزيز القدرات العسكرية لجيوش دول المنطقة، دعم عودة الدولة والإدارات إلى المناطق، دعم التنمية».
قبل قمة نواكشوط
وفي الإطار ذاته، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، الجمعة 12 يونيو 2020، في تغريدة على موقع التدوينات الصغيرة «تويتر» إن إطلاق الائتلاف من أجل الساحل «يأتي أسابيع قليلة قبل قمة نواكشوط، التي سيحضرها الرئيس إيمانويل ماكرون، وقد مكن اجتماع اليوم من تقديم أول حصيلة منذ قمة (بو) التي انعقدت يناير 2020».
وأضافت الوزيرة الفرنسية أنه منذ انعقاد قمة (بو) والخطة التي اتفق عليها قادة الساحل وفرنسا بدأت «تؤتي ثمارها»، مشيرة إلى أنه «في منطقة المثلث الحدودي (مالي، النيجر وبوركينا فاسو) وجهت ضربات قاسية للإرهابيين، والجيوش المحلية بدأت تحكم السيطرة».
الرهان الفرنسي
وأوضحت الوزير الفرنسية أنه «منذ إنشاء قيادة الأركان المشتركة ودول الساحل تواصل صعودها القوي وتحقق نتائج».
وتراهن فرنسا على الائتلاف الجديد من أجل «تعزيز التعاون السياسي» لضمان نجاح العمليات العسكرية على الأرض في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة.
وضم الائتلاف الجديد دولاً من غرب أفريقيا والاتحاد الأوروبي، لم تكن منخرطة في «تحالف الساحل»، أكبر ممول للحرب على الإرهاب في منطقة الساحل.
وناقش أول اجتماع للائتلاف ما تحقق من عمل في المنطقة فيما يتعلق بالجانبين العسكري والتنموي، بالإضافة إلى الانتهاكات التي اتهمت جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو بارتكابها في حق المدنيين، وخاصة الجيش المالي.
وقال بيان صدر في أعقاب اجتماعه الوزاري الأول، الذي شارك فيه عبر تقنية «الفيديو» إلى جانب موريتانيا ومالي والنيجر والتشاد وبوركينا فاسو عشرات الدول العربية والأجنبية، إنه تم الاتفاق على عقد قمة دولية العام المقبل في إحدى دول الساحل، بمشاركة رؤساء وقادة دول الائتلاف، على أن يعقد اجتماع مصغر في شهر يوليو 2029، تحضيرًا لاجتماع وزاري آخر بعد الصيف.
ويأتي الاجتماع الوزاري للائتلاف من أجل الساحل، قبل أيام من قمة مجموعة دول الساحل الخمس، التي من المنتظر أن تحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط، نهاية يونيو 2020 ومن المرتقب أن يحضرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورغم أن القوات الفرنسية وقوات الساحل حققت بعض المكاسب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا عبدالملك دروكدال، فإن الإرهابيين واصلوا هجماتهم في الفترة الأخيرة ضد المدنيين والعسكريين وتقدموا أكثر إلى الجنوب نحو دول ساحلية مثل ساحل العاج.





