ad a b
ad ad ad

دولة بلا جيش.. الفراغ الأمني يهدد بوركينا فاسو ويمهد للإرهاب

الجمعة 01/فبراير/2019 - 09:36 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

على مدار أعوام مضت لم تكن تتعرض بوركينا فاسو لتهديدات إرهابية كبيرة كجيرانها، لكن مزيجًا يجمعها بجيرانها بين الفقر، وعدم الاستقرار ، وضعف قوات الأمن قد فتح الباب أمام الممارسات الإرهابية، فيما يعيش أقل من نصف السكان تقريبًا تحت خط الفقر الدولي، ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 1.2 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ووكالات المعونة الآن، فقد ينتشر الإرهاب إلى دول أخرى عبر غرب أفريقيا؛ ما يزعزع استقرار المنطقة.

دولة بلا جيش.. الفراغ

حوادث الإرهاب وغياب الأمن

ففي 18 يناير الماضي، استقالت الحكومة عقب سلسلة من الهجمات الإرهابية، لقي فيها أربعة جنود مصرعهم، وأصيب 5 آخرون على الحدود مع مالي، ذلك عقب الهجوم الإرهابي الذي تسبب في قتل 10 مدنيين.


وقد وقعت عدة حوادث إرهابية بارزة في بوركينا فاسو منذ ديسمبر الماضي، بما في ذلك قتل عامل تعدين، واختطاف اثنين من العاملين في المجال الإنساني، ويجري هذا النشاط الإرهابي في نفس الوقت الذي تتزايد فيه حالة الطوارئ الإنسانية في البلد.


فيما أشار تقرير «فورين بوليسي» إلى أن بوركينا فاسو  هي أكبر مساهم في العالم من حيث عدد الجنود في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ولكنها بحاجة ماسة إلى هؤلاء الجنود في الوطن للتركيز على تحسين الأمن الداخلي، وأكد التقرير  أن هناك عدة أسباب أدت إلى ظهور الإرهاب في البلاد، أبرزها نقص الخدمات الحكومية الأساسية، والجهود غير الفعالة لمكافحة الإرهاب المحلي.

دولة بلا جيش.. الفراغ

تدهور الأمن والحاجة لبديل دولي

مع تزايد العنف، كانت هناك حاجة ملحة إلى جهد دولي أكثر شمولاً لمكافحة الإرهاب في «بوركينا فاسو»، ومنعه من الانتشار إلى الدول المجاورة، مثل بنين وغانا وتوغو، فمنذ يناير 2016 كان هناك أكثر من 200 هجوم في البلاد، ووفقًا لمجموعة الأزمات الدولية فإن الارتفاع في مستويات ممارسة الإرهاب يرجع جزئيًا إلى التدهور التدريجي للأمن منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الطويل العمر  «بليز كومباوري» في عام 2014، بعد 27 عامًا في السلطة.


ذلك ما مكن الجماعات الإرهابية التي كانت من قبل متورطة في التمرد في مالي من الانتقال عبر الحدود إلى بوركينا فاسو، وهذا يشمل جماعة أنصار الإسلام المسؤولة عن العديد من الحوادث التي تحدث في محافظة سوم في شمال البلاد.


وترى «فورين بوليسي» أن سبب ذلك يعود جزئيًّا إلى أن نظام كومباوري قد أبرم صفقات مع مختلف المقاتلين والمتشددين والجماعات المسلحة؛ لمنعهم من شن هجمات في بوركينا فاسو؛ فيما يعتقد الكثيرون أنه عندما انتهى عهده انتهت مثل هذه الهدنة أيضًا، وإن تفاصيل المجموعات التي يزعم أن الزعيم السابق عقد الصفقات معها غير متاحة للاستهلاك العام.


ما يذكرُّنا  أنه خلال السنوات الماضية نشط تنظيم القاعدة الإرهابي في «بوركينا فاسو» لعدة سنوات، وارتكب بعضًا من أكثر الهجمات فتكًا، بما في ذلك الهجوم على فندق في العاصمة في يناير  2016.

"