مفتاح ليبيا.. الأهمية الإستراتيجية لمدينة «سرت»
الثلاثاء 23/يونيو/2020 - 02:01 م
أحمد عادل
تفصل مدينة «سرت» الليبية، عن الحدود المصرية ما يقرب من ألف كيلو متر، ما يجعل أمنها من أمن الجارة الكبرى، وهو ما أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته السبت 21 يونيو 2020، خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، من أن جيش بلاده قادر على الدفاع داخل وخارج الحدود، محذرًا من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن الحدود الغربية، ومشددًا على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر.
تعد مدينة سرت الليبية، من المواقع المهمة في البلاد، حيث تتخذ موقعًا جغرافيًا متوسطًا بين الشرق والغرب، وتعتبر بوابة للمناطق الداخلية، ويمكن اتخاذها قاعدة للانطلاق إلى الواحات التي تقع إلى الشرق والجنوب الليبي.
تقع المدينة جنوب خليج سرت، بين طرابلس وبنغازي، وتشتهر بولائها للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، حيث كانت مسقط رأسه وبسبب تطورها، كانت عاصمة للبلاد منذ سبتمبر 2011 حتى 20 أكتوبر 2011، بعد سقوط طرابلس.
تطل سرت على البحر الأبيض المتوسط، وتقع في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي، كما تعد مركز الثقل السياسي لتيار الإخوان الإرهابي في ليبيا.
وللمدينة أهمية في الصراع الليبي، إذ تقترب من حقول النفط الواقعة جنوب شرقها، وكذلك موانئ النفط الرئيسية في البلاد؛ وهي: «البريقة، ورأس لانوف، والسدرة» وهو ما يزيد من أهميتها الإستراتيجية الكبرى، كما تشكل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطنى الليبي، وحلقة وصل بين مناطق شرق ليبيا وغربها.
وتحوي «سرت» على أكبر مخزون غاز مكتشف في ليبيا، في حوض جوفي يحمل اسمها «حوض سرت»، الذي يعد واحدًا من أهم أسباب التنافس المحموم بين كلٍ من إيطاليا وفرنسا في الملف الليبي، إذ تخوض شركتا «إيني وتوتال» صراعًا منذ سنوات، للفوز بحصة الأسد في الامتيازات المستقبلية للتنقيب، والاستثمار في هذا الحوض الكبير، الذي يحوي أيضًا مخزونًا لا بأس به من النفط.
تمتلك «سرت»، ميناءً يعد بين الأكبر في ليبيا، ويطل على خليج طبيعي واسع، وبها مطار دولي، وقاعدة جوية عسكرية كبيرة وهي قاعدة الجفرة، ما يجعل القاعدة نقطة انطلاق مناسبة للطائرات، في أي اتجاه أرادت المضي إليه في ليبيا.
في عام 2015، استولي تنظيم «داعش» الإرهابي، على مدينة سرت ومدينة درنة الساحلية، بعد أن هاجمت قوة درع ليبيا، ولكن ما سرعان ما عادة ميليشيا حكومة الوفاق في عام 2016، للسيطرة على المدينة عن طريق ميليشيا البنيان المرصوص.
وفي يناير 2020، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، تحرير مدينة سرت بالكامل، والذي شكل تحولًا مهمًا فيما بعد في المعركة الليبية التي يخوضها الجيش، ضد ميليشا حكومة الوفاق الإخوانية.
وتواصل ميليشيا الوفاق عملياتها الإرهابية، من خلال الدعم التركي المقدم لها على الدوام من المرتزقة والطائرات المسيرة، باقتحام «سرت» أسوة بما فعلته الميليشيات والمرتزقة بمدينة ترهونة، إذ زعم وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، أن قوات الوفاق ستستعيد مدينة سرت، مؤكدًا أنها لن تسمح بأن تكون تحت أي سلطة باستثناء السلطة الشرعية لحكومة الوفاق، على حد قوله.
وتكمن المطامع التركية فى «سرت» ونفطها في احتوائها على الجزء الأكبر من الثروة الليبية، وهو ما عبّر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات تلفزيونية، في يونيو 2020 بقوله: «إن مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل هذه العمليات حساسة».





