نظام «النهضة» الخاص.. ملف يتجدد كلما حاولت الحركة إغلاقه
الأربعاء 13/مايو/2020 - 11:31 ص
سارة رشاد
مازال عام 2013 الذي شهد عمليات اغتيال لساسة معارضين، يلقي بصداه على الأجواء السياسية في البلاد، إذ تستعيد تونس هذه الفترة أجواء السنة التي اغتيل فيها كل من المحامي شكري بلعيد، والمعارض محمد البراهمي، على خلفية تحريضات واتهامات بالتكفير تطال النائبة البرلمانية ورئيسة الحزب الدستورى الحر عبير موسى.
وأعلنت منظمات وجمعيات تونسية وشخصيات سياسية رفضها لهذه الاتهامات التي تمس معتقدات النائبة البرلمانية، مؤكدة تخوفها من أن تمهد هذه الاتهامات لتصفية النائبة المعارضة لحركة النهضة، وتيار الإسلام الحركي بشكل عام.
وفي هذا السياق، أعرب «المرصد الوطني للدفاع عن مدنيّة الدولة» في تونس، عن انشغاله بموجة التهديدات بالقتل، التي قال إنها أصبحت في الفترة الأخيرة مُتواترة بشكل مُفزع، محذرًا مما وصفه بـ«العودة القوية» لخطاب العنف الموجّه ضد من يُخالف رأي بعض من بيدهم السلطة.
وكشف المرصد في بيان له، عن علمه بالدعوة التي وُجّهت إلى النائبة عبير موسى من طرف الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، في بلاغها المقدم للأجهزة الأمنية حول تهديدات حقيقية بقتلها.
وطالب المرصد، وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي بحماية «موسى» وكل مواطن مُهدّد بالقتل أو بالتعنيف، داعيًا النيابة العموميّة بتتبّع كل من يصدر عنه مثل هذه التهديدات.
النظام الخاص للنهضة
يعيد البلاغ الذي تقدمت به النائبة البرلمانية والصدى حوله، الضوء إلى ملف النظام الخاص لحركة النهضة (امتداد جماعة الإخوان بتونس)، وفكرها في تصفية معارضيها، إذ عاشت النهضة، في عام 2019 لحظات حرجة على خلفية اتهام هيئة الدفاع عن المعارضين المغتالين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، للحركة بالتورط في عملية قتل موكليها، مشيرة إلى وجود معلومات لديها بوجود ما أسمته «نظام خاص» أو «نظام سري» للنهضة.
وقصدت الهيئة من وراء مسمى «النظام الخاص» الإشارة إلى التراث الإخواني في مصر، الذي يكشف عن تورط جماعة الإخوان في تدشين «نظام سري» يمثل الذراع العسكرية التي اعتمد عليه التنظيم في تصفية مخالفيه.
وبفعل هذه المعلومات دخلت النهضة طوال عام 2019 في أزمات كبيرة، اضطرتها للامتناع عن خوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة بمرشح مباشر.
ورغم تمكن النهضة من غلق ملف جهازها الخاص بفعل تفاهمات ومفاوضات شهدتها الساحة التونسية، بحسب تخمينات ساسة تونسيين، إلا أن بعض الأصوات مازالت تندد بغلق الملف، مطالبين بتحريكه، والكشف عما إذ كان للنهضة دور في اغتيال «بلعيد» و«البراهمي» أم لا.
وتواجه حركة النهضة هذه الاتهامات مرة بالتجاهل ومرة بالنفي، مرجعة في كل مرة تتحدث عن ملف النظام الخاص الأمر إلى النكاية السياسية منها، وهو ما اعتبره الناشط التونسي «قيس بنيحمد» بالتقليل المتعمد من النهضة لملف شائك.
ولفت في تصريح لـ«المرجع» إلى أن ملف النظام الخاص سيظل يضغط على الحركة الإخوانية وحزبها، حتى لو تمكنت من غلق لأعوام، مشددًا على أن الإسلاميين في تونس يمثلون خطورة عالية أكثر من أي دولة في المنطقة.
وحذر من تكرار سيناريو التصفية مع المعارضة عبير موسى، محملًا المسؤولية هنا لمؤسسات الدولة التونسية التي تسيطر عليها النهضة.





