في الذكرى الثامنة لثورة «الياسمين».. «إخوان تونس» يحاولون الخروج من عُزلتهم
بدا راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، فرع الإخوان في تونس، مرتبكًا خلال ندوة أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية بعنوان «مسار الثورة بعد حصيلة 8 سنوات»، السبت الماضي، عقب توجيه سؤال له عن تورط الحركة في اغتيال الشهيدين «شكري بلعيد ومحمد البراهيمي»، عبر تكوين نظام سري مسلح لتصفية الخصوم.
لم يقدم «الغنوشي» أدلة
تُبرئ الحركة، بل سارع لتوجيه الاتهامات لهيئة الدفاع عن «بلعيد
والبراهيمي»، قائلًا: «عدنا إلى ما يُشبه سياسات
بن علي»، في إشارة إلى تعرض «النهضة» للتشويه، لافتًا إلى أنه ينتظر أحكام القضاء
والمؤسسات الأمنية، وأنها يجب أن تكون بعيدة عن الحملات الإعلامية، بحسب قوله.
وعن المتهم في قضية النظام الخاص للنهضة، مصطفى
خِذر، لجأ رئيس الحركة إلى حيلة الإخوان دائمًا وهي التخلي؛ إذ سار «الغنوشي» على
درب حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، قائلًا: «مصطفى خذر لا ينتمي للحركة، وماهوش مجرم
بل هو واحد من ضحايا القمع مع غيره من العسكريين، وما نشر من وثائق من الغرفة السرية
لم يكشف شيئًا.. ليس هناك تنظيم سري في النهضة»، داعيًا إلى إيقاف ما سمّاه بالتوظيف
السياسي للقضاء.
وبعدما أثير حول الدفع بـ«الغنوشي» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حاول رئيس «النهضة» بعث رسائل خلال الندوة، عن تمسكه بمبدأ التوافق، وعدم الاستفراد بالسلطة حتى بعد الانتخابات المقبلة، متابعًا: «نحن ضد منطق الأغلبية والأقلية... تونس مازالت محتاجة إلى حكم توافقي، ونحن ملتزمون بذلك أيًّا ما كانت نتائج انتخابات 2019».
للمزيد: «الجناح العسكري» لـ«النهضة».. هل يحبط فرص إخوان تونس في انتخابات 2019؟
مغازلة «السبسي»
وأكد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أنّ الحركة ستتفاعل مع مبادرة الرئيس الباجي السبسي، فيما يتعلق بالمساواة في الإرث، مشيرًا إلى أن النهضة ستوافق عليها إذا كانت نابعة من توافق يعزز الوحدة المجتمعية، قائلًا: «متأكدون أنّ رئيس الجمهورية سيكون حريصًا على أن تكون مبادرته جامعة وموحدة للتونسيين».
وبرّر انحيازه إلى بقاء رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، رغم مخالفة ذلك لرغبة الرئيس وحزب «نداء تونس»، بأن دفاع النهضة عن الاستقرار الحكومي من خلال تمسكها في مايو 2018 ببقاء الشاهد على رأس الحكومة، ليس انقلابًا على التوافق مع النداء، أو تنكرًا للعلاقات مع رئيس الجمهورية، وإنما تصحيح للمسار، وفق تعبيره.
للمزيد: أملًا في انفراج قريب.. «النهضة» تواجه «السبسي» بقبول «المساواة في الإرث»
سيناريو المؤامرة
من جانبه، قال الباحث التونسي، أحمد النظيف: إن تلعثم «الغنوشي» وارتباكه في الندوة اليوم، بعد سؤاله عن الجهاز الخاص، يدل على كذب إجاباته، مشيرًا إلى أن رئيس الحركة لا يتوانى عن نغمة، أن إثارة قضية النظام الخاص نابع من عجز «الجبهة الوطنية للتغيير» عن هزيمة الحركة في الانتخابات.
وأوضح «النظيف» في تصريح صحفي، أن قيادات النهضة الذين ظهروا في الإعلام للتعليق حول ما كشفته هيئة الدفاع عن الشهيدين «شكري بلعيد ومحمد البراهيمي»، تلقوا تعليقاتهم جاهزة من شخص واحد؛ معتبرًا أن «النهضة» ومنذ بداية الكشف عن ملف الجهاز الخاص، أعدت خطة للتعامل إعلاميًّا مع الوضع، وهو ما يتجلى من خلال تدخلات القيادات، كأن عقلًا واحدًا يفكر للجميع.
وأضاف الباحث التونسي أن «النهضة» تروج لاعتبار الجبهة الوطنية للتغيير، مجموعة من الأحزاب الفوضوية الأقلوية التي تريد كسب مواقع سياسية من خلال القضية، فلا أحد من قيادات الحركة ناقش جوهر الموضوع، أي: الوثائق، قرارات قاضي التحقيق، مسألة حجز الوثائق، والقلة الذين ناقشوا بعضًا من الوقائع تورطوا ظهر عليهم التوتر، متابعًا: «لنفترض تفاؤلًا، أن القضاء ذهب بعيدًا في قضية الجهاز الخاص دائمًا ستذهب النهضة وأنصارها أبعد من ذلك في الإنكار والكذب، ستتحول إلى ضحية وستعود إلى المؤامرة التي تحيق بها وبالإسلام.
للمزيد: نواب «النهضة» يُمَهِّدون: «الغنوشي» مرشحنا للرئاسة في 2019





