فيروس الإخوان.. مخاوف بريطانية من استغلال الجماعة «كورونا» بما يخدم الإرهاب
من جديد تنامت التحذيرات داخل بريطانيا
من مخاطر تهدد البلاد جراء وجود عناصر تنظيم «الإخوان» الذي ينتهج أجندة سرية تخدم
الإرهاب والتطرف، والتي كان آخرها هي التي وجهها أندرو روزينديل النائب عن حزب المحافظين،
الأربعاء 30 أبريل 2020، للحكومة بشأن تزايد أنشطة الجماعة في ظل تفشي فيروس كورونا
«كوفيد-19» في المملكة المتحدة، واستغلالهم ذلك في محاولات توسيع النفوذ.
وطرح «روزينديل» أسئلة على وزيرة الداخلية
البريطانية «بريتي باتل»، عن التقييم الذي أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان في
بريطانيا، كما وجه سؤالًا مماثلًا إلى وزير الخارجية «دومينيك راب»، مطالبًا بإجراء
تقييم لأثر الانكماش الاقتصادي العالمي على مستوى أنشطة التجنيد التي يقوم بها التنظيم
في الخارج.
وأعرب روزينديل عن مخاوفه من أن التنظيم
الإرهابي قد يكون استفاد من جائحة كورونا، لتوسيع نفوذه في أكثر من مكان في العالم،
بما في ذلك المملكة المتحدة، داعيًّا إلى حظر المنظمات المتطرفة التي تستخدم البلاد
قاعدة لجمع الأموال والتحريض على العنف، من خلال المنظمات والمؤسسات المجتمعية.
وكان روزينديل حذر في العام 2014 من تنامي
نشاط الإخوان في بريطانيا، وقال في مؤتمر لحزب المحافظين حينها: «علينا أن نتخذ إجراءات
أكثر صرامة، وأن نمنع الأفراد، ومثل هذه التنظيمات من العمل في هذا البلد».
وللمزيد.. كورونا و«الإرهاب البيولوجي».. تساؤلات حول إمكانية تطويع الفيروس لصالح الجماعات المتطرفة
مطالبات سابقة
في فبراير 2020 قال إيان بيزلي، النائب في مجلس العموم البريطاني، إنه سيسعى من خلال الاجتماع مع وزير الداخلية البريطاني لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
وقال «بيزلي» إن على الحكومة البريطانية وشركائها أن يتحركوا لتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، مشددًا على أن ذلك التنظيم يحرض على الكراهية، ويدعو إلى مهاجمة المسيحيين في البلاد وحول العالم.
وقال: «إنه من الرائع أن نعرف أن تنظيمًا كهذا يستغل معتقدات ثقافة كاملة لمهاجمة المسيحيين وآخرين»، واصفًا الأمر بالمرعب، وقال: «إنهم يستخدمون المساجد بطرق غير شرعية لبث الكراهية»، مشددًا على أهمية أن تتصرف بريطانيا بشكل حازم مع التنظيم.
وللمزيد.. الجماعة في سلة الإرهاب.. مصر والسعودية تحرقان ورقة «الإخوان» في يد بريطانيا
التواجد والنفوذ
تعد المملكة المتحدة هي المكان الأكثر أمنًا لجماعة الإخوان، منذ عهد مؤسسها حسن البنا، وكذلك تأسيس كمال الهلباوي لما تعرف بالرابطة الرابطة الإسلامية ببريطانيا عام 1997، وإلى جانب هذا فالمزايا التي يقدمها القانون البريطاني للاجئين تدفع الإخوان نحوها.
ويسود القلق من تأثير التنظيم على المجلس الإسلامي البريطاني، وهو عبارة عن مظلة تضم أكثر من 500 منظمة إسلامية؛ حيث ذكرت تقارير حكومية أن الإخوان يمارسون تأثيرًا كبيرًا على المجلس الإسلامي البريطاني، والجمعية الإسلامية في بريطانيا.
ووفقًا لما نشره موقع «بي بي سي» في ديسمبر 2015، عن تقرير أعدته الحكومة البريطانية، حول نشاطات الإخوان في المملكة، خلص إلى أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية ولا ينبغي حظرها، وخلص إلى أن لفروع الجماعة صلة بما وصفه بالتطرف العنيف، لكن قرار حظر الجماعة من عدمه في بريطانيا ما زال قيد المراجعة، وأدى هذا التراخي في الاعتراف به تنظيم إرهابي إلى التوغل داخل المجتمع البريطاني، والهيمنة على العديد من المؤسسات خاصة الاجتماعية والخيرية؛ للتأثير على القرار في البلاد وفي أوروبا، وجعل المملكة المتحدة مركزًا لإدارة حركة الإخوان في القارة.
وبحسب دراسة للمركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، فهناك ما يقرب من 26 مؤسسة ومركزًا بحثيًّا تعمل في بريطانيا تتبع جماعة الإخوان؛ بهدف تنفيذ استراتيجية التنظيم.
كما تحدثت تقارير صحفية بريطانية في عام 2015، عن أن الجماعة وشبكتها أصبحت نقطة عبور للأفراد والجماعات المتورطين في أعمال إرهاب في أوروبا.
ويعيش في بريطانيا العديد من قيادات تنظيم الإخوان؛ بينهما: كمال الهلباوي الذي أسس «مسلمون من بريطانيا» بالتعاون مع عدد من قيادات التنظيم، وعزام التميمي مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي، ويضم في إدارته يوسف القرضاوي.
كما يقيم في المملكة المتحدة أيمن علي نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وإبراهيم الزيات عضو مجلس أمناء مؤسسة الإغاثة الإسلامية، وأنس التكريتي، وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.
إجراءات المواجهة
في الأول من مارس 2020 قالت صحيفة «أراب ويكلي» البريطانية إن الحكومة اتخذت بالفعل عددًا من إجراءات مكافحة الإرهاب في السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك تطوير تشريعات وأساليب مكافحة الإرهاب، ومراقبة محتوى المناهج في المدارس الإسلامية، وفحص الكتب التي يقرأها السجناء، وتلك التي تشكل مصدرًا للخطب والمحاضرات، إضافةً إلى تتبع الأموال التي تذهب إلى مشروعات خيرية، كما تم إدراج جماعة الإخوان بين الجماعات المشبوهة المستهدفة.
كما حظرت وزارة العدل البريطانية بعض الكتب، مثل أعمال منظر جماعة الإخوان سيد قطب، ورسائل مؤسسها حسن البنا، وتمت مراقبة خطاب الجماعة ونشاطاتها الاجتماعية والاقتصادية، ولكن يبقى وضع الجماعة على قوائم الإرهاب وهو الأمر الذي يلفه الغموض حتى الآن حول عدم اتخاذه.
وفي هذا الشأن قال أستاذ هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية: إن الغموض حول عدم اتخاذ قرار الحظر بأن هناك حاجة استراتيجية بريطانية متعلقة بارتباط جماعة الإخوان بجهاز المخابرات البريطاني كأداة رئيسية في يده، يوظفها في أعمال تخدم أهدافًا سياسية من وجهة نظر بريطانيا، متعلقة بمصالح إسرائيل، وإضعاف الجيش المصري، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وأضاف «النجار» أن هناك عاملًا تاريخيًّا متعلقًا بارتباط نشأة جماعة الإخوان وتأسيسها بحاجة بريطانية لشق المجتمع المصري على أساس ديني أيديولوجي، تحت الشعار الاستعماري الذي اعتمدته بريطانيا في مستعمراتها السابقة؛ خاصةً بعدما لمست وحدة المصريين، واستعصاء الدولة والمجتمع المصري على التشتت والفرقة خلال ثورة 1919، ولذلك وجدت بريطانيا ضالتها في جماعة الإخوان، فهي الوحيدة القادرة على إحداث الانقسام داخل المجتمع على أساس طائفي.





