ad a b
ad ad ad

كورونا و«الإرهاب البيولوجي».. تساؤلات حول إمكانية تطويع الفيروس لصالح الجماعات المتطرفة

الإثنين 13/أبريل/2020 - 10:02 ص
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

تمثل الحرب البيولوجية أحد الأنماط الخبيثة التي تلجأ إليها بعض الدول والجماعات المتطرفة؛ لتحقيق انتصارات مؤثرة دونما الانخراط بصورة مباشرة في صراع تقليدي، وهذا لا يستبعد امتلاك التنظيمات الإرهابية أسلحة بيولوجية خصوصا إنها لا تربطها أي اتفاقيات تحجمها وتحد من خطرها.

 

ويعود استخدام الأسلحة البيولوجية إلى الحرب العالمية الأولى وتطورت بصورة كبيرة حتى أصبحت أحد أهم الركائز الأساسية في تسليح الجيوش النظامية، وهو ما حاولت أيضًا الجماعات المسلحة امتلاكه.

 

ويجب الإشارة هنا إلى أمرين يتمثل الأمر الأول في إمكانية تعزيز هذه الجماعات لهذه الأسلحة في عملياتها باعتبارها تحقق أكبر قدر من النجاح وبأقل خسائر، والأمر الثاني يتمثل في إمكانية تقديم هذه الجماعات أنفسهم كبديل عن الدولة في حال عجزها عن تقديم احتياجات مواطنيها خلال فترة انتشارالأوبئة.

 

كورونا و«الإرهاب
قنبلة بيولوجية موقوتة

 

«إن مجرد كون العقل البشري لا يستطيع تخيل حدوث شيء.. لا يعني أن ذلك لن يحدث»، كلمات للكاتب دان براون في روايته «الجحيم» عبّر فيها عن إمكانية استغلال المواد البيولوجية في الإرهاب، فعدم قدرتنا على التخيل، لا يعني أنه لن يحدث مستقبلًا.

 

وقد شكلت التنظيمات الإرهابية خطرًا كبيرًا في طرحها «الإرهاب البيولوجي»؛ إذ إن هذه الجماعات لا تربطها أي اتفاقيات بخصوص الأسلحلة البيولوجية، تحجمها وتحد من خطرها، وكانت تلك التهديدات قائمة بالفعل على أرض الواقع وعانت كثيرًا منها الدول الأوروبية.

 

ويعيش العالم الآن جائحة كبيرة وهي انتشار فيروس «كورونا»، الذي أودى بحياة الكثير حتى الآن، ومن المحتمل أن تستغل الجماعات الإرهابية مثل هذا الوباء كسلاح بيولوجي لتسديد الهجمات، باعتباره إرهاب رخيص التكلفة وفي منطقة آمنة بعيدة كل البعد عن مراقبة الجهات الأمنية، فمن الوارد أن يدفع عناصر من التنظيمات حاملين للفيروس بأنفسهم لنشر الوباء بمجرد وجودهم بداخل التكتلات في الدول، وفق استراتيجية تخريبية مدمرة.

 

وللمزيد.. بالفيديو.. كيف تعاملت الجماعات الإرهابية مع وباء «كورونا»؟

 


كورونا و«الإرهاب
وقد صبت الجماعات الإرهابية مسبقًا اهتمامها بالأسلحلة البيولوجية، وطورت استخدامها، ففي عام 2001 استخدم تنظيم «القاعدة» الجمرة الخبيثة للإطاحة بعدد من السياسيين الأمريكيين في الولايات المتحدة، مات على إثرها 5 أشخاص، وتكبدت الحكومة الأمريكية خسائر مالية كبيرة لمواجهة هذا التلوث.

 

وانتهج تنظيم «داعش» نهج الإرهاب البيولوجي، ففي أواخر عام 2016 نفذ هجمات في سوريا والعراق بأسلحة تحتوي على مواد كيميائية بما في ذلك الكلور والكبريت والخردل ما لا يقل عن 52 مرة، واستعان بعلماء بيولوجيين متخصصين للمشاركة في برنامج تصنيع الأسلحة الكيميائية داخل البلاد وخارجها.

 

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» في يناير 2019، فإن العالم العراقي «سليمان العفاري» انضم إلى التنظيم وسط مجموعة من المختصين للتعاون في تصنيع الأسلحلة الكيميائية، مثل إنتاج غاز الخردل، لاستخدامه ضد الفصائل المسلحة مع الجيش الأمريكي والمدنيين وقوات التحالف الدولي أثناء القتال بسوريا والعراق، وقد تعاونت «جبهة النصرة» مع تنظيم «داعش» ودعمته سلفًا بعبوات تحوي غاز السارين والكلور، وفي عام 2017 أعلن البنتاجون عن استغلال داعش لمختبرات جامعة الموصل بالشمال العراقي كمصنع لإنتاج الأسلحلة الكيميائية.

 

وفي يونيو 2019 أعلنت الاستخبارات الروسية أن الإرهاب الدولي يحاول الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية لاستخدامها في هجماته، محاولًا الحصول على منفذ للدخول إلى المعلومات حول إنتاج تلك الأسلحة واستخدامها في أغراض إرهابية.

 

 وللمزيد.. بالفيديو.. كيف تعاملت الجماعات الإرهابية مع وباء «كورونا»؟

"