هكذا تعاملت الجماعات الإرهابية مع انتشار فيروس كورونا في العالم

تباينت ردود أفعال الجماعات الإرهابية حول التعامل مع انتشار فيروس كورونا، سواء من خلال توجيه الموالين للجماعة، لاتخاذ تدابير وقائية تحميهم من الإصابة به، أو إجراءات الدول التي تمركز فيها مع تداعيات مخاطر الفيروس التاجي، أو استغلال الهدنة الإنسانية في مناطق النزاع لإعادة تمركزها كما هو الحال في ليبيا.
تنظيم داعش
أكثر ما لفت الانتباه من هذه الجماعات ما فعله تنظيم داعش الإرهابي، الذي
أصدر نشرة تحذيرية في صحيفته النبأ الأسبوعية الخميس 12 مارس 2020، تضمنت النشرة 7
وصايا شرعية للتعامل مع الأوبئة بصفة عامة، والفيروس التاجي "كوفيد 19"
المعروف بـ" كورونا".
ولم يقف تعامل تنظيم داعش مع الوباء العالمي عند مجرد هذه الوصايا، بل أصدر أيضًا بيانًا عبر منابره الإعلامية أعلن فيه وقف عملياته الإرهابية بسبب انتشار الفيروس. ورغم هذا الإعلان فإن التنظيم واصل نشاطه الإرهابي في عدد من المناطق؛ منها الهجوم على معبد للسيخ في العاصمة الأفغانية كابول، الأربعاء 25 مارس 2020، وأسفر الهجوم عن مقتل 25 مدنيًّا على الأقل وجرح ثمانية آخرين.

طالبان وتعطيل جهود السلام
وألقى انتشار الفيروس التاجي "كوفيد 19" المعروف باسم كورونا بظلاله على جهود السلام في أفغانستان على مدار الأسابيع الماضية، والتي كان من المفترض أن تبدأ في العاشر من مارس 2020، وأدت قيود السفر المفروضة في معظم دول العالم؛ خاصة قطر والنرويج وألمانيا التي كان من المفترض أن تستضيف المباحثات، ولم يعد واضحًا متى يمكن استئناف ذلك.
للمزيد: إما الموت أو الانسحاب.. «كورونا» يضرب جنود أردوغان في «إدلب»
سوريا.. الحزب الإسلامي التركستاني
وبث الحزب الإسلامي التركستاني المالي لتنظيم القاعدة في الشمال السوري تسجيلًا مصورًا، منتصف مارس 2020، هاجم فيه الصين، والمعروف أن أغلب عناصر الحزب التركستاني من أقلية الإيجور المسلمة في الصين.
وقال البيان الصادر في التسجيل المرئي إن الفيروس "عقاب من الله" للحكومة الصينية مشيرًا إلى أن "العالم كله يعرف أن ما حدث هو مجرد جزء من عقاب الله".
هيئة تحرير الشام
وفي مناطق نفوذ حكومة الإنقاذ التابعة لـ «هيئة تحرير الشام» إحدى أبرز الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا في سوريا، تواصل الهيئة تحركاتها متجاهلة وجود الفيروس الذي يهدد البشرية، ولم تتخذ الهيئة أي إجراءات للحفاظ على سلامة المدنيين؛ سواء باتخاذ إجراءات جادة لتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، أو أي إجراء من شأنه الحد من التجمعات.
وتسبب هذا التجاهل في حالة كبيرة من التذمر بين المدنيين في القرى الخاضعة للهيئة في الشمال السوري، وإصرار الهيئة على استفزاز المواطنين بالقرارات اليومية التي تثقل كاهلهم من زيادات في أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى ممارسات الجباية المستمرة دون اكتراث للوضع الإنساني والصحي الذي يمر به المدنيون.
وأكدت تقارير سورية أن حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام تتجاهل المخاطر الصحية التي تحيط بعشرات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري، مما قد يحول مناطق نفوذها إلى منطقة منكوبة مثل ووهان الصينية، وهناك مخاوف من إمكانية تصدير الفيروس إلى مناطق أخرى من العالم.
وأكدت مراكز طبية دولية أن الوضع في إدلب الخاضعة لنفوذ الهيئة، كارثي ومهيأ لاستقبال ونشر الفيروس في المنطقة كلها.

ومن سوريا إلى ليبيا، تواصل الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا اختراق الهدنة الإنسانية لمواجهة فيروس كورونا، وتتعمد قصف المدنيين بالصواريخ.
وأعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، التصدي مساء الثلاثاء 24 مارس 2020 لهجوم كبير شنته الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية الموالية للوفاق على قاعدة الوطية الجوية، وكبدت المسلحين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، واتهم الجيش الليبى تركيا «باستغلال الموقف الإنساني المتعلق بإعادة الليبيين العالقين بمطارات تركيا لنقل المرتزقة من سوريا وتركيا على ذات الرحلات المتجهة إلى مصراتة.
وحذرت تقارير دولية من استغلال ميليشيات طرابلس لفيروس كورونا والهدنة الإنسانية في إعادة تمركزها على عدة جبهات بطرابلس.
للمزيد: أفتى بعدم خطورة «كورونا».. «الغرياني» يجازف بحياة الليبيين فى سبيل مشروعه الإرهابي