«حفتر» يرسم طريق السلام.. و«الوفاق» تخرق الهدنة الرمضانية بمعاونة «القاعدة وداعش»
بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عقب قبوله تفويض الشعب الليبي لإدارة شؤون البلاد، الاستعداد للإعلان عن القاعدة الدستورية لخارطة طريق جديدة، تلبي طموحات ورغبات الشعب الليبي، وإدارته تحت راية موحدة، بجانب إيقاف كافة العمليات العسكرية، استجابة للدعوات من الدول الشقيقة التي طالبت بوقف القتال خلال الشهر الكريم، الأمر الذي دفع ميليشيا الوفاق إلى استغلال تلك الهدنة بخرقها بشن هجمات على مناطق تمركزات قوات الجيش الوطني الليبي في العاصمة طرابلس، بمعاونة العديد من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة بعد إخلاء سبيلهما من سجون ميليشيا الردع التابعة لـ«حكومة السراج».
للمزيد: «حفتر» يعلن إسقاط اتفاق الصخيرات وقبول تفويض الليبيين لإدارة البلاد
إعلان خارطة الطريق
عكف الجيش الوطني الليبي، على البدء في الاستعداد لنشر القاعدة الدستورية التي سيتم بموجبها تقديم خارطة طريق جديدة، وإعلان دستوري يحقق طموحات الشعب، إذ لفت المتحدث باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري، إلى أن مشروع القيادة العامة الذي سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة، وسيمثل خارطة طريق الليبيين، هو مشروع الليبيين وسيادته الوطنية، وسيحقق أمانيهم، على عكس مشروعات الإخوان والإرهاب.
وأكد المسماري، أن الجيش الوطني الليبي، قرر وقف العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، للبدء في العمل على تهيئة الظروف لبناء مؤسسات الدولة المدنية الدائمة وفق إرادة الشعب، قائلًا خلال مؤتمر صحفي ليل الأربعاء 29 أبريل 2020: «الشعب ليس أمامه سوى خيارين، إما السلام والمستقبل والقضاء على الميليشيات، أو الاستسلام للغزو التركي»، منوهًا إلى أنه يجب على المجتمع الدولي احترام إرادة الشعب الليبي، وأن الجميع يعتز بتفويض القيادة العامة لقيادة المرحلة الحالية.
خرق الهدنة الرمضانية
وخلال بيان أصدرته القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، مساء الأربعاء 29 أبريل 2020، أعلنت من خلاله وقف كافة العمليات العسكرية من جانبها؛ استجابة منها للدعوات الدولية التي طالبت بوقف العمل المسلح خلال شهر رمضان، محذرين من أي اختراق لوقف العمليات العسكرية.
وشرعت ميليشيا الوفاق إلى خرق الهدنة، إذ بدأت في شن عملياتها الإرهابية مستهدفة قوات الجيش الليبي المتمركزة في محور مشروع الهضبة- بوسليم جنوب العاصمة طرابلس، وطريق مطار طرابلس، إلا أن القوات الليبية تمكنت من صد الهجوم، وكبدته خسائر كبيرة، وأسقطت 7 قتلى و16 جريحًا، بالإضافة إلى تجديد الاشتباكات في مدينة «القره بوللي» الواقعة شرق العاصمة طرابلس، وانقطاع التيار الكهربائي من قبل ميليشيا الوفاق على المدنيين باستخدامها المدفعية الثقيلة داخل الأحياء السكنية، في عدد من مناطق المدينة؛ نتيجة استهداف خط وادي الرمل داخل محطة القره بوللي.
فتوى الإرهاب
ودعا الصادق الغرياني الملقب بـ«مفتي الإرهاب»، منتصف أبريل 2020، من داخل مقر إقامته بإسطنبول، إلى إخلاء سبيل من سماهم بـ«المجاهدين»، في إشارة منه إلى عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الموجودين داخل السجون؛ للوقوف مع ميليشيا الوفاق للقتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي لمنعهم من تحرير العاصمة الليبية طرابلس.
ووجدت تلك الفتوى صدى لدى حكومة السراج، وتم إطلاق سراحهم وتم الدفع بهم في ساحة القتال؛ حيث وُجِد عدد من إرهابيي ما يُسمى بـ«مجالس شورى المناطق الشرقية» الفارين من الملاحقات الأمنية ببنغازي ودرنة وأجدابيا، يصطفون جنبًا إلى جنب في مقدمة طليعة العناصر أثناء الهجوم على مدينتي صبراته وصرمان منتصف أبريل، إذ كان من أبرز الوجوه المدعو «فرج شكو» عضو ما يُسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي»، والمبايع لتنظيم داعش، وهو أيضًا عضو في ما يسمى سرايا بنغازي التي بارك «السراج» سحقها في الهلال النفطي؛ حيث ظهر داخل مركز ومديرية الأمن في صبراتة.
تعاون مع القاعدة وداعش
على الجانب الآخر، لم يعد العداء بين تنظيمي القاعدة وداعش قائمًا داخل الأراضي الليبية، إذ يعمل مسلحو القاعدة وداعش مع ميليشيات الوفاق، مشاركين إياهم القتال في مختلف المحاور، وذلك تحت إشراف مباشر من ضباط وخبراء أتراك.
وأقدمت ميليشيا الوفاق تأييدًا لفتوى «الغرياني» بإخلاء سبيل المئات من عناصر التنظيمين الإرهابيين من داخل سجون ميليشيا «الردع» الخاصة التابعة لوزارة داخلية الوفاق، بعد توقيعهم تعهدات بالقتال بجانب مقاتلي الوفاق، ومرتزقة الرئيس التركي أردوغان، من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إذ يقاتل المئات من فلول مجلس شورى المجاهدين المرتبطين بتنظيم القاعدة الهاربين من شرق ليبيا إلى جانب المرتزقة وميليشيا الوفاق.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد كشف، في وقت سابق، أن قرابة 28 من عناصر داعش الذين اعتزلوا القتال مع التنظيم بسوريا انضموا إلى المرتزقة في ليبيا.
وكثّفت السلطات التركية من عمليات تجميع العناصر الإرهابية الفارة من المعارك في سوريا؛ خاصة أفراد فصيل هيئة تحرير الشام -جبهة النصرة-، وتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث شرعت في نقلهم جوًّا إلى الأراضي الليبية لدعم الميليشيات المسلحة المنتشرة في العاصمة طرابلس.
وكان الجيش الليبي أعلن عن قائمة بعدد من قيادات تنظيمي داعش والقاعدة الذين نقلهم النظام التركي من شمال سوريا إلى طرابلس ومصراتة، لافتًا إلى أن الرئيس التركي يريد أن يتخلص من العناصر الإرهابية الموجودة في المناطق الموازية لحدود بلاده بإرسالهم إلى ليبيا، ودعم حلفائه في الغرب الليبي -ميليشيا الوفاق-.
للمزيد: أردوغان يحاول التستر على خسائره البشرية في ليبيا بإرسال «الدواعش»





