الفصائل تتقهقر.. الجيش السوري يقترب من السيطرة الكاملة على «حلب»
لا تزال عمليات الكرّ والفرّ في مدينة حلب مستمرة، بين قوات الجيش العربي السوري، والفصائل الإرهابية المسلحة، المدعومة من تركيا، في أعقاب تقدم الجيش بشكل ملحوظ في مناطق عديدة بالمدينة الواقعة شمال غرب البلاد.
وتراجعت الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، إذ سيطرت قوات الجيش العربي السوري على ست مناطق مهمة في ريف حلب الغربي، الأمر الذي دعا الجيش التركي، صباح الأحد 16 فبراير، لإطلاق قصف مدفعي استهدف كفر حلب وميزناز، كما فجرت ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» هجومًا بعربة مفخخة لتعويض خسائرها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
للمزيد: أسرار ظهور أعلام «هيئة تحرير الشام» على الدبابات التركية في «إدلب»
الجيش
يسيطر على حلب
بدأت
المعارك ليل السبت 15 فبراير 2020، بين الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة في قرية
«عويجل» بريف حلب الغربي، وقوات الجيش العربي السوري، إذ خاض الأخير معارك ضارية
مع مسلحي «تحرير الشام» على البوابة الغربية لحلب، وتمكن من بسط سيطرته على بلدة
«المنصورة» ومنطقة «البحوث العلمية» و«الراشدين الشمالية»، التي تعد أهم
معاقل «تحرير الشام» في تنفيذ الهجمات الصاروخية التي تستهدف أحياء
المدينة بغرب حلب.
وسجّل
الجيش العربي السوري تقدمًا غرب الطريق الدولي، وتحديدًا غرب بلدة خان العسل؛ بهدف
السيطرة على مدينة حلب السورية، إذ تم استعادة بلدات «عاجل وعويجل وحلاقيم، وجمعية
الرحال» بعد القضاء على مسلحي الفصائل الموالية لأنقرة، بالإضافة إلى سيطرته على
قرية السعدية «جمعية الأمين»، ومواصلة الاشتباكات في قرية عويجل بريف حلب الغربي؛
وفرار من بقي منهم باتجاه بلدتي «تفاد وبسرطون» باتجاه الحدود التركية السورية،
وبذلك يكون الجيش بسط سيطرته خلال الساعات الفائتة على 84 منطقة في ريفي حلب
الجنوبي والغربي؛ بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكرت
وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» في بيان لها، الأحد 16 فبراير، أن قوات
الجيش العربي السوري وسّعت عملياتها في ريفي حلب الغربي والجنوبي، مشيرة إلى أنها
سيطرت على قرى أورم الكبرى، وكفرناها، وجمعية الرضوان، وعاجل، وعويجل.
وفي
مطلع فبراير الجاري، أحبطت قوات الجيش السوري هجمات متفرقة شنتها عناصر تابعة
لـ«هيئة تحرير الشام»، غرب حلب، بتدمير ثلاث سيارات ملغومة قبل وصولها لهدفها في
حي جمعية الزهراء في الضواحي الغربية لحلب، إذ أعلنت الهيئة أن انتحاريين اثنين من
عناصرها نفذا هجومين، في حين تم تفجير السيارة الملغومة الثالثة عن طريق التحكم عن
بعد.
للمزيد: الجيش
السوري يُحبط هجمات إرهابية لـ«تحرير الشام» في حلب
استغلال
القصف التركي
وعلى
جانب آخر، أطلقت الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة وعلى رأسها «تحرير الشام» عملية
عسكرية على محاور ريف حلب الغربي، مستغلة مساندة القوات التركية المتمركزة في
«دارة عزة» و«ابين سمعان» من خلال استهدافها مواقع لقوات الجيش العربي السوري، في
محاولة لاستعادة السيطرة على النقاط والمواقع التي سيطر عليها.
وقال
المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الفصائل الموالية لأنقرة بجانب المجموعات
الجهادية شنت بإسناد مدفعي تركي هجومًا على كفر حلب بريف حلب الغربي، منوهًا إلى
أن الاشتباكات لاتزال مستمرة، بالإضافة إلى قيام الجيش العربي السوري بفتح جبهة
جديدة في شمال غرب حلب في محاولة لتقدم القوات من غرب حلب، والالتقاء مع القوات
الموجودة شمال غرب حلب، وحصار بلدات عندان وحيان وحريتان وكفر حمرة وعدة قُرى أُخرى
في تلك المنطقة.
وأكد
المرصد أنه في حال تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة على هذه المنطقة، فإنها
تكون قد أمنت حلب بشكل كامل.
للمزيد: بإزاحة «الزنكي».. دلالات سيطرة «تحرير الشام» على غربي حلب





