ad a b
ad ad ad

بعد تصريحات زعيم «داعش» في الصومال.. هل يستهدف التنظيم حركة الشباب؟

الأحد 21/يوليو/2019 - 10:37 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
أعلن عبدالقادر مؤمن، زعيم تنظيم داعش الإرهابي في الصومال، من خلال فيديو بموقع التواصل الاجتماعي «تليجرام» الحرب على تنظيم القاعدة في الصومال، ودعا أنصاره إلى ضرورة تنفيذ عمليات مسلحة ضد عناصر حركة شباب المجاهدين ووصفها بـ«صحوات القاعدة».

وقد أثار ظهور «مؤمن» زعيم «داعش» في الصومال، التساؤلات، بعد إعلان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا والمعروفة بـ«أفريكوم» مقتله في أبريل 2019.


بعد تصريحات زعيم
وفي أكتوبر 2015، وفي مقطع فيديو مصور أعلن عبدالقادر مؤمن، بيعته لتنظيم «داعش» وزعيمه «أبوبكر البغدادي»، وذلك بعد انشقاقه عن حركة شباب المجاهدين الإرهابية التابعة لتنظيم «القاعدة»، ومنذ ذلك التاريخ أصبح زعيمًا لما تُعرف بولاية الصومال، وهي إحدى الولايات التابعة للتنظيم في شمال الصومال، وفي أغسطس 2016 أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية «مؤمن» على قائمة الإرهاب، ووصفته بأنه زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي في شرق أفريقيا، وبأنه إرهابي عالمي.

ولم يكن ذلك التحذير هو الأول من نوعه ولكن في نوفمبر2018، حذر تنظيم «داعش» الإرهابي، مسلحي حركة شباب المجاهدين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، من تداعيات عرقلة عملياته في الصومال، متهمًا حركة الشباب بقتل أحد الأشخاص والذي كان يعتزم الانضمام إلى فرع داعش في الصومال، واعتقالهما اثنين آخرين بنفس التهمة، مضيفًا أن الوقت قد حان لانتقام التنظيم من مسلحي حركة الشباب، بعد تصفية عناصر قدموا البيعة إلى التنظيم الإرهابي.


بعد تصريحات زعيم
 ويتخذ عبد القادر مؤمن زعيم تنظيم «داعش» في الصومال، منذ انشقاقه من حركة شباب المجاهدين وانضمامه إلى التنظيم في عام 2015 مرتفعات غلا غلا في ولاية بونتلاند في شمال شرقي الصومال مركزًا له، ولكنه يواجه تحديات كبيرة بسبب اغتيال عناصره من قبل حركة شباب المجاهدين.

وشكلت هزائم تنظيم «داعش» في سوريا والعراق في ديسمبر 2017، وفقدانه العديد من مناطق النفوذ في موطن النشأة، الدافع الأكبر لكثير من التنظيمات الإرهابية لتغيير وجهتها إلى العديد من المناطق، خاصة الصومال في أفريقيا، ويسيطر عشرات المسلحين التابعين لتنظيم داعش على بلدة قندالة الساحلية في منطقة بونتلاند الشمالية، ووصفوها بأنها مقر «الخلافة الإسلامية المزعومة في الصومال»، وقتلوا عددًا من المدنيين، ما أدى إلى فرار أكثر من 20 ألف ساكن، كما اقتحموا فندقًا شعبيًّا في مركز بوصاصو التجاري في بونتلاند، وكان أول ظهور لتنظيم داعش في الصومال عقب اغتيال أحمد عبدي غوداني (الزعيم الروحي لحركة الشباب) في غارة جوية أمريكيَّة في سبتمبر 2014، حيث أسهم رحيل غوداني تزامنًا مع تراجع نفوذ الحركة الإرهابية أمام القوات الحكومية والأفريقية في حدوث الانشقاقات داخل حركة الشباب لصالح تنظيم داعش.

وتوجه مسلحو تنظيم داعش بشكل ملحوظ من المناطق الشمالية الشرقية إلى الأجزاء الجنوبية في الصومال، مع تنفيذ المزيد من الهجمات في العاصمة مقديشو، فمن بين الهجمات الـ39 التي نفذت عام2018، نفذت 23 عملية منها في مقديشو، تحديدًا في منطقة سوق باكارا، والذي يقع في قلب العاصمة، ويعد واحدًا من أكبر الأسواق التجارية وأكثرها ازدحامًا في الصومال.


بعد تصريحات زعيم
وفي ديسمبر 2018، أعلنت حركة شباب المجاهدين أنها ستشن حربًا ضخمة وواسعة ضد تنظيم «داعش»، وخصوصًا بعد معرفة قادة الشباب بأن «داعش» يسعى لعمل خلافات واسعة بين صفوف الحركة، وكان «داعش» قد شن قبلها هجومًا في منطقة بيعر ميرالي الواقعة جنوب غرب مدينة قندلا في بونتلاند شمال شرق الصومال؛ ما أسفر عن قتل 14 عنصرًا إرهابيًّا من عناصر الشباب.

وكانت تقارير استخباراتية، نشرت في ديسمبر2018 تفيد بانتشار عناصر من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في أقاليم البلاد المختلفة، ما يساهم في ازدياد حدة المواجهات بين عناصر الخصمين اللدودين، داعش، وحركة شباب المجاهدين، ويجعل الباب مفتوحًا على مصراعيه للمزيد من الاقتتال الدموي والتخوفات الحكومية من انتشار وتوغل عناصر الإرهاب.


بعد تصريحات زعيم
من جانبه، قال أبو الفضل الإسناوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن تلك التصريحات التي أطلقها زعيم تنظيم داعش الإرهابي في الصومال ما هي إلا تهديدات إعلامية، الهدف منها الإعلان عن وجود التنظيم في أرض الصومال ورفع الروح المعنوية لعناصره، وكذلك حث تلك العناصر علي السيطرة المكانية أكثر من حركة شباب المجاهدين.

وأكد الإسناوي في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن عبدالقادر مؤمن يبعث برسائل مهمة من خلال ذلك الفيديو، وهو الإعلان بشكل أوضح الحرب ضد الدولة وضد الوجود الأمريكي في الصومال، متوقعًا عدم حدوث أي ضربات عسكرية من التنظيم الإرهابي ضد حركة شباب المجاهدين.

ويري، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن تلك التنظيمات الإرهابية يتم استغلالها في الصراعات الدولية بين أغلب القوي الإقليمية الموجودة في منطقة القرن الأفريقي.

"