إسراف الحزب الحاكم.. الفساد يضرب تركيا بمباركة «أردوغان»
بعد حصوله على 54 % من الأصوات في الانتخابات البلدية، بدأ ميرت أيجون، رئيس بلدية بايراميتش التابعة لمدينة جاناكالي التركية، التدقيق في الجداول الإدارية والمالية في البلدية التي انتقلت من حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى حزب الشعب الجمهوري؛ معلنًا أنه سيتقدم بشكوى جنائية ضد رئيس لجان الشباب في العدالة والتنمية دوغوكان أوزيل.
وبحسب صحيفتي «الزمان» و«هابر دار» فإنه تم تعيين «أوزيل»
كموظف مكتب في مقاطعة بايراميتش التابعة، إلا أنه لم يعمل في البلدية مطلقًا، وكان
يتقاضى الراتب وهو في منزله، لكنه مقيد ضمن كشوف العاملين في البلدية؛ ما يعرضه
للمساءلة القانونية بتهمة كسب المال بطرق غير مشروعة.
وكان ميرت أيجون قد أطلق عملية فحص وتدقيق في الدفاتر والسجلات المالية والإدارية للبلدية التي تسلمها من عضو حزب العدالة والتنمية، بعد الحصول على 54 % من الأصوات في انتخابات المحليات التي أجريت في 31 مارس الماضي.
وأوضح «أيجون» أن القيادي بالحزب الحاكم استقال من عمله بعد يوم واحد من خسارة حزبه رئاسة البلدية التي يعمل فيها، قائلًا: «أوزيل هو رئيس لجان شباب حزب العدالة والتنمية، التحق بالعمل في يونيو الماضي، وتقدم باستقالته في الأول من أبريل من هذا العام.. في الواقع كنت أنا والأهالي نعلم أنه لا يعمل بالبلدية قبل الانتخابات، بعد أن سألنا العاملين، وقالوا لنا إنه لا يعمل معنا، تقدمنا ببلاغ أمام النيابة العامة، لقد وعدنا شعبنا بمكافحة الفساد والظلم وها نحن قد بدأنا كفاحنا».
وقد وعد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض بالقضاء على الفساد المالي والإسراف غير المبرر الذي تفشى في البلدية، على يد رجال «أردوغان».
فيما نشر أكرم إمام أوغلو، الفائز ببلدية اسطنبول، مقطع فيديو بعنوان «البذخ سينتهي» عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كاشفًا عن إنفاق 80 مليون ليرة تركية على الموقع الإلكتروني لبلدية إسطنبول الكبرى، خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، مشددًا على أن الأمة التركية في حاجة إلى الحق والعدالة والقانون أكثر من حاجتها إلى الخبز والماء، مضيفًا: «سنقوم بإصلاح كل الأخطاء التي اقترفها الآخرون بأنفسنا».
وقال جورسال تكين، نائب حزب الشعب الجمهوري في مدينة إسطنبول، في تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية: إن سبب إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول هو رغبة الحزب الحاكم في الحفاظ على ملايين الدولارات التي يحصل عليها من أموال الأوقاف بالبلدية، والتي تشكل جزءًا أساسيًّا من الوجود السياسي للحزب.
وتوالت اتهامات الفساد للعدالة والتنمية؛ إذ أكد باريش ياركاداش، النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، أن رغبة «أردوغان» في التستر على فضيحة الاستيلاء على ملايين الدولارات التي قدمتها البلدية كمساعدات للأوقاف المقربة من الحزب الحاكم، هي السبب الحقيقي لإعادة الانتخابات، مضيفًا أن إسطنبول كانت المصدر الرئيسي لدخل الحزب الحاكم وتمويل أنشطته على مدار 25 عامًا.





