«فورين بوليسي» عن الرهان الأمريكي على تركيا لمواجهة «داعش»: فاشل

أفادت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن إيعاز الولايات المتحدة، لتركيا بتولي الحرب ضد داعش، في أعقاب الانسحاب الأمريكي من سوريا، يقدم فرصة سانحة للتنظيم المتطرف حتى يعيد رص صفوفه لأجل العودة مجددا إلى الواجهة، مشيرة إلى أن الرهان على أنقرة في غير محله.

وأبدت المجلة أسباب فشل الاعتماد على تركيا لخوض معركة ضد التنظيم الإرهابي، مبيّنة أن أنقرة رغم تعهدها باستئصال فلول داعش من سوريا، فإنها ترددت أكثر من مرة في شنِّ حرب مباشرة على التنظيم المتطرف، والسبب في هذا أن تركيا  تفضل التركيز على عدوها اللدود المتمثل في المقاتلين الأكراد.

وبحسب «فورين بوليسي» فإن تركيا  ظلت تؤدي لعبة مزدوجة طيلة سنوات، إذ يهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى منع الأكراد من ترسيخ وجودهم في الشمال السوري، أو إنشاء ممرات موازية للحدود مع تركيا، موضحة أن «أردوغان» ينظر إلى إنهاء وجود «داعش» باعتباره أولوية ثانية، يجري تجاهلها على الدوام.

وتابعت: «داعش قد تتخذ تركيا بمثابة قاعدة إمداد خلفية للمعارك في سوريا، في حال الانسحاب الأمريكي، بالنظر إلى سهولة اختراق الحدود المشتركة بين البلدين، لاسيما أن تركيا كانت الممر الأكبر لمسلحي تنظيم داعش الذين كانوا يتدفقون على سوريا عبر حدودها الشمالية الطويلة، قبل أن تصبح ملجأ الفارين منها».

وعدّدت «فورين بوليسي» أسباب عدم قدرة تركيا على المهمة المزعومة في سوريا، إذ اعتبرت أن الأمر يتعلق بأزمة قدرات ونوايا النظام التركي؛ خاصة أن جيش البلاد يعيش على حالة من التوتر منذ إطلاق حملة ضد الفساد في 2013، ووقوع محاولة انقلاب فاشلة في يوليو 2016.

وأوضحت أن هذا التوتر العسكري، أدخل  تركيا في حالة من عدم الاستقرار بعدما طردت السلطات وسجنت آلاف الأشخاص بسبب الاشتباه في صلتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله جولن، مضيفة أنه من المفترض أن تنظر تركيا إلى داعش باعتباره عدوًا ينبغي إزاحته، لكن المعادلة العسكرية والسياسية تبدو أكثر تعقيدًا، ففي الشرق الأوسط، يجري النظر إلى عدو العدو بمثابة صديق، وهذا معناه أن أنقرة مستفيدة من داعش بالنظر إلى عداء التنظيم للمقاتلين الأكراد.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عزمها سحب نحو 2000 من القوات الأمريكية في سوريا، في ديسمبر الماضي، وقال الرئيس دونالد ترامب في تغريدة بعد اتصال مع نظيره التركي: إن دولًا من المنطقة مثل تركيا عليها أن تتولى أمر ما تبقى من تنظيم داعش في سوريا.

للمزيد:«الصفقة المشبوهة».. تركيا تتأهب لـ«احتلال» الشمال السوري بمباركة أمريكية