حرب بالوكالة.. جماعات إرهابية تقاتل «أكراد سوريا» بأمر من «أردوغان»
لا يكف نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن ممارساته الإجرامية ومحاولاته الرامية إلى تخريب دول المنطقة العربية، مستخدمًا حيال هذا كل الوسائل غير المشروعة، والتي يأتي على رأسها دعم وتجنيد عناصر الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وفي إطار سياسات «أردوغان» الاستعمارية والتي يطمع من خلالها في احتلال أجزاء من الشمال السوري، إضافة إلى إبادة الأقلية الكردية، والقضاء تمامًا على وحدات حماية الشعب، لجأ النظام التركي إلى حيلة جديدة تضمن له تحقيق أطماعه دون أن يشترك بطريقة مباشرة في خوض معارك على الأراضي السورية.
للمزيد: خوفًا من تركيا وداعش.. الأكراد يقبلون تسليم الشمال للنظام السوري
حرب بالوكالة
الحيلة الجديدة التي لجأ إليها «أردوغان»، هذه المرة جاءت عن طريق استخدام مسلحي ما يُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» (جماعة إرهابية في محافظة إدلب شمال سوريا)، وعدد من عناصر الجماعات الإرهابية الأخرى في خوض معركة بالوكالة ضد الأقلية الكردية المتمركزة بالشمال السوري.
ووفقًا لما ذكرته «سكاي نيوز عربية»؛ فإن هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، أعلنت تأييدها للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد، وهو الإعلان الذي يؤكد أن هناك ارتباطًا وثيقًا ومصالح مشتركة بين الطرفين، الذي تجسد قبل أيام بصفقة مدوية في إدلب شمالي سوريا.
تمثلت الصفقة التي أبرمها مسلحو هيئة تحرير الشام مع النظام التركي، في تسليم الهيئة مدينة إدلب السورية لـ«أنقرة»، بعد معركة وصفها المراقبون بـ«المسرحية الهزلية»، وتأكد هذا عقب خروج زعيم الهيئة الإرهابية، أبو محمد الجولاني، معلنًا الثمن الذي سيدفعه للنظام التركي مقابل نجاح هذه الصفقة.
قال «الجولاني»، خلال حوار أجرته معه إحدى القنوات التابعة للهيئة والمعنية بأخبار التنظيمات والجماعات الإرهابية، ونُشر اليوم الإثنين على تطبيق «تلغرام»: «نرى حزب العمال الكردستاني عدوًا لهذه الثورة ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة».
للمزيد: 15 عامًا من «حكم الفرد».. كيف وأد «أردوغان» المعارضة التركية؟
وحول عزم تركيا شن هجوم عسكري في مناطق شرق الفرات، قال «الجولاني»: «نرى ضرورة إزالة حزب العمال الكردستاني، لذلك نحن مع أي توجه من شأنه تحرير هذه المنطقة من هذا الحزب، ولا يمكن أن نكون نحن من يعيق مثل هذا العمل».
أطماع «أردوغان»
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تحقيق مطامعه في الأراضي السورية، حيث دأب على تهديد الأقلية الكردية بالشمال السوري بقرب شن هجوم عسكري يهدف إلى القضاء عليهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم، ويستهدف «أردوغان» من وراء هذا الهجوم المزمع شنه السيطرة على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعد المكون الرئيسي لهذه القوات.
وأثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي، بسحب قواته الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية من سوريا، مخاوف الأكراد من أن يفسح هذا القرار المجال أمام أنقرة لتنفيذ تهديداتها.
وتعتبر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وهي جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ومدعومة من تركيا، وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة بالشمال السوري جزءًا من حزب العمال الكردستاني، الذي يطالب باستقلال الأكراد عن تركيا منذ عقود.
للمزيد: «الصفقة المشبوهة».. تركيا تتأهب لـ«احتلال» الشمال السوري بمباركة أمريكية
وتسيطر الهيئة، بدعم من تركيا، على الجزء الأكبر من محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) ومناطق محاذية لها، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تنفيذًا لاتفاق توصلت إليه أنقرة وموسكو ينص على تطبيق هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا.
دعم من أنقرة
وذكرت «سكاي نيوز عربية»، أن هيئة تحرير الشام خاضت خلال الأسابيع الماضية بدعم من أنقرة اشتباكات مع العديد من الفصائل المسلحة، وتمكنت من بسط سيطرتها على كامل مناطق الفصائل الأخرى في إدلب ومحيطها.
وأشارت تقارير إلى أن معركة إدلب تم التخطيط لها منذ زمن، بهدف إخلاء الساحة للهيئة، وإجبار باقي الفصائل على خوض حرب بالوكالة عن تركيا ضد الأكراد في شرق الفرات.
وكشفت وجهة انسحاب المقاتلين التابعين لحركة نور الدين الزنكي، الموالية لأنقرة، ما تريده تركيا من «السباق الدموي» بين فصائل تقع تحت مظلتها في جميع الأحوال؛ فقد توجه المقاتلون المنسحبون إلى جبهة عفرين الكردية، حيث تعزز القوات التركية والفصائل الموالية لها من وجودها، استعدادًا لعملية عسكرية في شرق الفرات.
ولم يعد خوض الفصائل الإرهابية المسلحة حربًا بالوكالة عن تركيا ضد الأكراد، أمرًا سريًا؛ فقد أعلنت عنه بالفعل هيئة تحرير الشام التي تتلقى دعمًا لوجيستيًا من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى الدعم القطري.





