خوفًا من تركيا وداعش.. الأكراد يقبلون تسليم الشمال للنظام السوري
بدأت الأمور في سوريا تعود إلى طبيعتها، وأصبح النظام السوري برئاسة بشار الأسد، يُحكم قبضته من جديد على كل الأراضي السورية، بعد النجاحات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري في معاركه ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية المدعومة من مثلث الشر «تركيا - إيران - قطر».
وفي خطوة تبشر بعودة الاستقرار إلى كامل الأراضي السورية، قال معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان: إن الحكومة تأمل في تكثيف الحوار مع الجماعات الكردية السورية، مشيرًا إلى ثقتها في التوصل إلى اتفاق مع الأكراد.
للمزيد: الانسحاب الأمريكي من سوريا.. هل أبرم «أردوغان» صفقة مع «ترامب»؟
ووفقًا لما نقلته وكالة «رويترز»؛ فإن «سوسان» أكد خلال لقائه مع عددٍ من الصحفيين بالعاصمة السورية دمشق، اليوم الأحد، أن الحكومة السورية تثق في أنها ستعقد اتفاقًا مع الأكراد.
وأضاف معاون وزير الخارجية السوري، أن دمشق تنتظر وصول المبعوث الجديد للأمم المتحدة جير بيدرسن، إلى البلاد، مشددًا على أن الحكومة مستعدة للتعاون معه.
وذكرت «سكاي نيوز عربية»، في تقرير لها نُشر اليوم الأحد، أن الأكراد سعوا إلى إيجاد وساطة روسية في المحادثات مع حكومة الرئيس بشار الأسد، وذلك في إطار استراتيجيتهم لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من البلاد تنفيذًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
حماية من تركيا
ويهدف الأكراد من وراء عقد اتفاق مع الحكومة السورية، توفير الحماية لهم من القوات التركية، التي تهدد من حين لآخر بإبادتهم، ويمكن لمثل هذا الاتفاق أن يوحد مجددًا أكبر منطقتين في البلاد مزقتهما الحرب منذ 8 سنوات ولا يتبقى منها سوى الركن الشمالي الغربي الخاضع لسيطرة معارضين للرئيس الأسد تدعمهم تركيا، وهم خصم لكل من وحدات حماية الشعب الكردية وحكومة دمشق.
للمزيد: «الصفقة المشبوهة».. تركيا تتأهب لـ«احتلال» الشمال السوري بمباركة أمريكية
وكان القيادي الكردي البارز في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ريدور خليل، أكد في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه لا مفر من توصل الأكراد إلى حل مع الحكومة السورية، لأن المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الكردية «جزء من سوريا».
وأوضح «خليل»، وفقًا لما نقلته «سكاي نيوز عربية»، أن هناك مفاوضات مستمرة مع دمشق، هدفها التوصل إلى صيغة نهائية لإدارة شؤون مدينة منبج التابعة لمحافظة حلب بالشمال السوري، ويمكن تعميم هذه التجربة على باقي المناطق بشرق الفرات.
نشر الجيش السوري
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تتألف من وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى فصائل عربية، أن هناك بوادر إيجابية في المحادثات مع دمشق، قد تسمح بنشر الجيش السوري على الحدود مع تركيا.
وقالت مصادر كردية، في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»: إن أي اتفاق محتمل سيتم إبرامه مع الحكومة السورية، قد ينص على تسليم الحدود الشمالية لدمشق وبقاء المسلحين الأكراد في مناطقهم، مع إمكانية انضمامهم للجيش السوري.
للمزيد: أستاذ علم اجتماع سياسي لـ«المرجع»: الجيش السوري جاهز لتقليم أظافر «أردوغان»
ووجهت القوات الكردية التي تسيطر على مدينة منبج، الدعوة إلى السلطات السورية لنشر قواتها في المدينة من أجل حمايتهم من تهديدات أنقرة، التي تحشد قواتها وفصائل من المعارضة لشن هجوم عليها، كما فعلت سابقًا في جرابلس وعفرين.
الحرب ضد داعش
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، نوري محمد، في تصريحات أدلى بها لـ«أسوشيتد برس»: إنه ربما سيكون من الصعب على القوات إذا تخلت عنها واشنطن مواصلة سيطرتها على مقاتلي تنظيم داعش الذين تحتجزهم منذ سنوات قليلة.
وأضاف المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أن «الإرهابيين الذين نتحدث عنهم هم إرهابيون محترفون، ويلعبون دورًا كبيرًا في تنظيم داعش، وبالفعل هم من بين مؤسسي التنظيم»، مؤكدًا أن داعش لا يزال خطيرًا ولديه إمكانيات لإعادة تنظيم صفوفه من جديد.





