ad a b
ad ad ad

«جيش الإنقاذ».. تشكيل جديد في جنوب سوريا

الجمعة 22/يونيو/2018 - 07:59 م
المرجع
أحمد سامي عبد الفتاح
طباعة
أعلنت فصائل مسلحة في جنوب سوريا تشكيل ما يُسَمَّى بـ«جيش الإنقاذ» في مايو من العام الحالي، وذلك باندماج أربعة كيانات عسكرية، وهي: «فرقة أحرار نوى، وفرقة الشهيد جميل أبوالزين، وفرقة المغاوير الخاصة، وتحالف أبناء الجولان»، وتتمركز الفرق المسلحة الثلاث في درعا، بينما يوجد تحالف أبناء الجولان في القنيطرة.

وجاء هذا التحالف نتيجة أنباء عن استعدادات النظام السوري العسكرية؛ من أجل استعادة السيطرة على المناطق الجنوبية التي يرى فيها تهديدًا مباشرًا لوجوده في العاصمة السورية دمشق، علاوةً على ذلك، يعتقد النظام السوري أن سيطرة المعارضة على مناطق حدودية مع الأردن توفر له ملاذًا آمنًا للحصول على دعم دولي، أو تهريب السلاح من بعض الدول الإقليمية الداعمة له؛ ما يعني أن المعركة تشكل أهمية كبرى للنظام السوري.

وفي السياق نفسه، يعتبر النظام السوري استعادة السيطرة على المناطق الجنوبية من قبضة المعارضة المسلحة خطوة جديدة في سبيل إعادة ترسيخ أركان حكمه في عموم سوريا، فضلًا عن أن ذلك الأمر -أي النصر في حال تَحَقُّقِه- سيمثل دفعةً معنويةً كبيرةً في مواجهة المعارضة في الشمال، أو الأكراد في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.

بالمقابل، تعتبر المعارضة السورية وجودها في الجنوب السوري أمرًا في غاية الأهمية، وتراهن المعارضة على مواقف القوى الدولية في منع النظام من شنِّ أي معركة عسكرية على مناطق سيطرتها، يقينًا منها أن المعركة ستفضي إلى هزيمتها، على غرار ما حدث في حلب الشرقية أو غوطة دمشق الشرقية.

وفي حال إقدام النظام على أي معركة عسكرية في الجنوب، فإنه بذلك يضرب باتفاق خفض التصعيد -الذي وقع بين كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن عام 2017- عرض الحائط.

ولذلك، من المرجح أن يقدم النظام السوري على عملية تفاوضية مع مسلحي المعارضة؛ لإقناعهم بالخروج نحو إدلب، على غرار ما فعله المسلحون في القلمون الشرقي في أبريل من العام الحالي.

ومن المتوقع أن ينشب نزاع بين النظام السوري وقوى إقليمية، لعلَّ أبرزها الأردن التي قد تزود فصائل المعارضة بالسلاح؛ خوفًا من دخول الميليشيات الموالية لإيران للمناطق المتاخمة لحدودها الشمالية، أو إسرائيل التي ربما لا تتوانى في قصف الميليشيات الموالية لإيران؛ خوفًا من إعادة تمركز هذه الميليشيات في الجنوب، ووصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة حزب الله في لبنان؛ لتشكل ما يمكن أن نطلق عليه حزامًا شيعيًّا مواليًا لإيران.

ونستدل من ذلك على أن النظام السوري لن يقدم على شنِّ أي عملية عسكرية في الجنوب، دون أن يُحْدِثَ نوعًا من التوافق مع القوى الدولية، إضافة إلى الأردن.

الكلمات المفتاحية

"