ad a b
ad ad ad

الجنوب السوري.. مراوغة إيرانيَّة وعمليَّة عسكريَّة مرتقبة

الأربعاء 06/يونيو/2018 - 11:01 م
المرجع
محمود عبدالواحد رشدي
طباعة
يستعد النظام السوري لشن عملية عسكرية، بمعاونة الميليشيات الإيرانية الموجودة في محافظتي درعا والقنيطرة، ضد كلٍّ من الفصائل المسلحة التابعة لما تسمى المعارضة، وتنظيم القاعدة، الذي يسيطر حاليًّا على معبر «النصيب» الحدودي، وذلك لاستعادة النظام لسيطرته على البلاد وتوحيدها، بعد أن ظلت لفترة في قبضة تلك التنظيمات الإرهابيَّة.

أعلنت قاعدة «حميميم» الروسيَّة في سوريا، أن العملية العسكرية المرتقبة للجيش السوري في الجنوب لن تحظى بالدعم العسكري، أو الغطاء الجوي الروسي، في ظل وجود تنظيمات مسلحة أجنبية، في إشارة للميليشيات الشيعية التابعة لإيران في درعا والقنيطرة، كما أعرب وزير الخارجية الروسية في 30 من مايو الماضي، أنه «يجب على كل القوات غير السورية الانسحاب من الحدود الجنوبية مع إسرائيل في أسرع وقت ممكن».
الجنوب السوري.. مراوغة
وتأتي تلك التصريحات ضمن سياسة روسيا الجديدة بالتخلي عن حليفتها طهران، حفاظًا على زعامتها في الملف السوري، وطموحها للانفراد به في ظل المفاوضات المرتقبة.

وجاء الرد الإيراني على لسان وزير الخارجية، بهرام قاسمي، قائلًا: «لا أحد يجبر طهران على فعل أي شيء طالما أن الإرهاب موجود وأن الحكومة راغبة في وجودنا فستبقى إيران في سوريا» -على حد قوله.

وعلى صعيد متصل، جاء التفاهم «الروسي - الإسرائيلي» في الجنوب الروسي، بعد زيارة بنيامين نتنياهو لروسيا، التي كانت بهدف التودد لموسكو؛ لإلغاء صفقة منح النظام السوري صواريخ «إس 300».

وتطورت العلاقات الثنائية التي استثمرتها إسرائيل؛ لضمان أمنها من الجانب الروسي وإجلاء منطقة الجنوب السوري من الميليشيات الإيرانية، في مقابل السماح لقوات الجيش بالتمركز على الحدود «السورية – الإسرائيلية».

وفي سبيل تنفيذ الخديعة الإيرانية؛ للتخلص من الضغط الروسي عليها في الخروج من منطقة الجنوب، وخوفًا من الضربات الجوية الإسرائيلية، عادت ميليشيات إيرانية إلى الجنوب السوري بملابس وآليات قوات النظام، عقب انسحاب جزئي نفذته في المنطقة، في حين تنتشر مجموعات وميليشيات إيرانية بالقرب من خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل.
الجنوب السوري.. مراوغة
ومن الممكن أن تقبل إيران سحب البساط من تحت أقدامها في منطقة الجنوب؛ رغبة في استمرار علاقاتها مع روسيا -صانع القرار الأكبر في سوريا- خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بجانب الحفاظ على ما أحرزته في الملف السوري إذا أغضبت موسكو لرفضها قرار الانسحاب.

ونتيجة محاصرة الدول الإقليمية لها على جميع الساحات الميدانية لها، في منطقة الشرق الأوسط، فإن إيران تحتاج إلى كل من موسكو وأنقرة؛ لتنسيق الملف السوري لإيجاد منافذ لها في العالم المحيط. وقد ترى طهران أن إشراكها في معركة الجنوب السوري، قد يمنيها بالكثير من الخسائر جراء الضربات الجوية الإسرائيلية، وهو ما قد يعطل الجيش السوري عن استعادة السيطرة على مناطق الجنوب.
"