عبودية وقتل.. المنظمات الدولية تفضح انتهاك «نظام الحمدين» لحقوق العمال الأجانب
الأحد 09/يونيو/2019 - 12:12 م

امير قطر
يعيش آلاف الأجانب العاملين في بناء وتشييد منشآت كأس العالم 2022، المقرر إقامته في قطر، ظروفًا إنسانية صعبة، في ظل تعسف نظام الحمدين والشركات المشغلة، وانتهاك القوانين الدولية الخاصة بحقوق العاملين؛ ما أدى إلى وفاة المئات منهم أثناء تأدية أعمالهم.

ورغم تعهد نظام «الحمدين» بتحسين أحوال العمال، فإن السنوات أثبتت كذب السلطات الرسمية في قطر، فخلال عام 2017، أصدرت الدوحة مرسومات جديدة تتضمن تعديلات سمّتها «إصلاح قوانين العمل»، في محاولة لغسل وجهها بعد أزمة موت بعض العمال، ومنذ ذلك الحين واصلت المنظمات الدولية تسجيل انتهاكات جديدة ضد العمال هناك برغم الحملة الإعلامية المكثفة التي قادتها القنوات والمواقع القطرية لتبييض سجل قطر الأسود في ملف حقوق العمال.
في عام 2015 اعتقلت قوات الأمن القطرية فريقًا من الصحفيين التابعين لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بعد محاولتهم توثيق الانتهاكات التي تتم ضد العمال هناك، وأقدمت على تلك الخطوة لتخوفها من انكشاف العدد الحقيقي للعمال المتوفين.
وبحسب تقدير «بي بي سي» وقتها فإن عدد الوفيات زاد عن 1200 عامل، من جميع الجنسيات.
وأصدرت عددًا من المنظمات الدولية الحقوقية تقارير عن الانتهاكات ضد العمال، لكن الإعلام القطري تجاهلها، بعكس التقارير الحقوقية الأخرى التي تحتفي بها شبكة الجزيرة.

منظمة العفو الدولية
سخرة وعبودية
أصدرت منظمة العفو الدولية - وهي واحدة من أكبر المنظمات الدولية الحقوقية- عددًا من التقارير حول أحوال العمال الصعبة في قطر، وقالت في تقرير أصدرته أواخر العام الماضي 2018: إن الانتهاكات التي تمارس ضد العمال في قطر ترقى لمرتبة «العمل بالسخرة»، و«العبودية».
وأوضحت «العفو الدولية» أن أعداد العمالة الأجنبية في قطر شهدت زيادة سريعة بدءًا من عام 2010 - حين مُنحت قطر حق استضافة كأس العالم - 2022، وقفز عدد سكان البلاد من 1,6 مليون نسمة في ديسمبر 2010 إلى 2,7 مليون نسمة في أكتوبر 2018.
ويمثل العمال الأجانب 95 بالمئة من القوة العاملة في قطر، ويفدون إليها من بعض أكثر بلدان العالم فقرًا، ويعملون في قطاعات البناء والفنادق والعمل في المنازل، لكن المئات منهم سقطوا ضحايا لنظام العمل الذي يتسم بالاستغلال في قطر، بحسب وصف المنظمة.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن هناك نحو 4 آلاف عامل مهددون بخطر الموت؛ بسبب الظروف الصعبة التي يعشونها، فيما اتهم الاتحاد النقابي الدولي، نظام الكفالة في قطر بالتسبب في إزهاق أرواح العمال الفقراء.
وبالرغم من كل التقارير الصادرة ضد الدوحة، فإن الاتحاد الدولى لكرة القدم، وغيره من الجهات الرسمية، لم تتخذ أي إجراءات ضد «نظام الحمدين»، حتى بعد سقوط مئات من العمال الضحايا.