مونديال 2022.. الفيفا يلقي الكرة في ملعب الخليج بتوسيع البطولة وتوزيع التنظيم
السبت 09/فبراير/2019 - 01:10 م
شيماء حفظي
تواجه قطر تحديًا جديدًا في ملف «مونديال 2022» في وقت يبحث فيه الاتحاد الدولي البحث عن مخرج لها، في ظلِّ حصار تفرضه دول الخليج على الدوحة؛ ما يقلل فرص نجاح اقتراح الفيفا.
عبودية العصر الحديث
وتقول منظمة العفو الدولية إن الوقت ينفد من قطر لتفي بوعودها لإصلاح أوضاع العمال فيها قبل بطولة كأس العالم 2022، في حين وجدت المنظمة أن السلطات في قطر «متأخرة بشكل كبير» في جهودها لحماية حقوق العمال الوافدين الذين يقطنون هناك.
وبعد حديث طويل عن فساد في الفيفا بشأن تنظيم قطر للبطولة، يحاول الاتحاد الدولي حاليا إيجاد طريقة تمكن من مساعدة الدوحة، فقال في بيان له إنه «يثني على جهود قطر في الأشهر الماضية لإصلاح قوانين حماية حقوق العمال»، لكنه أضاف «نشارك وجهة نظر منظمة العفو أن مزيدًا من التقدم مطلوب من الحكومة القطرية لتنفيذ كامل الالتزامات التي تقود إلى إصلاح شامل لقطاع العمالة».
وكانت قطر قد وعدت في عام 2016 بإنهاء نظام الكفالة الذي يربط العامل بكفيله أو رئيس عمله، وتصف منظمات حقوق الإنسان ذلك النظام بأنه عبودية العصر الحديث.
ويتعلق النظام بحوالي مليوني عامل في قطر، من جنسيات مختلفة.
وفي محاولة لتفادي الخطر، تقول الدوحة، إنها ترحب بـ«الاهتمام والتدقيق» الذي توليه منظمة العفو، وإنها فرضت عقوبات أو حظرت 11994 شركة في عام 2018 لمخالفتها قانون العمالة.
جياني إنفانتينو
توسيع البطولة وتوزيع التنظيم
وأعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، أن الفيفا يدرس مدى إمكانية توسيع كأس العالم 2022 في قطر ليشمل 48 منتخبًا، ويبحث كذلك مدى إمكانية أن تساعد دول خليجية قطر في استضافة بعض المباريات.
وفي نوفمبر الماضي، جدد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مخاوفه من قدرة قطر على استضافة مونديال 2022، مؤكدا أنه كرئيس للفيفا، «سيكون سعيدًا جدًّا في حال يمكن مشاركة إقامة بعض المباريات في بعض دول المنطقة».
وحينها اعتبر إنفانتينو أن فرص رفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر إلى 48، يشكل «تحديا صعبا»، مشيرًا إلى أن الاتحاد الدولي سيتخذ القرار في مارس (موعد الاجتماع المقبل لمجلس الفيفا في مدينة ميامي الأمريكية).
وتقدم اتحاد أمريكا الجنوبية «كونميبول» في الأشهر الماضية، باقتراح لتطبيق هذه الزيادة بدءًا من كأس العالم المقبلة في قطر، وهو ما كان مدار بحث في الفترة الماضية بين أطراف المعنيين، ويلقى دعمًا واضحًا من الرئيس السويسري للاتحاد الدولي.
وقال إنفانتينو: «لم أغير رأيي، أعتقد أن زيادة عدد المنتخبات في المونديال إلى 48 هو أمر جيد بالنسبة إلى كرة القدم، لهذا السبب نقوم بذلك في مونديال 2026»، وذلك في لقاء مع وسائل إعلام منها وكالة فرانس برس، في مقر الاتحاد الدولي في مدينة زيورخ السويسرية.
وأضاف «هل يمكننا القيام بذلك بدءًا من 2022؟ هذا تحد صعب، وعلينا أن نتخذ القرار في مارس.. نحن نبحث الأمر مع قطر، سيكون تحديًا صعبًا جدًّا في قطر، لذا شخصيًّا كرئيس للفيفا سأكون سعيدًا جدًّا في حال يمكن مشاركة إقامة بعض المباريات في بعض دول المنطقة».
لكن خطط رئيس الفيفا التي يريد تطبيقها في 2022 تصطدم مع حقيقة صغر مساحة قطر، وعدم قدرتها على استيعاب حدث بهذا الحجم، وهو ما كشفته اعترافات مسؤولين قطريين بشأن خطة استضافة المشجعين.
وهم مبهر وواقع مغاير
ورغم الصورة المبهرة التي تصدرها قطر للعالم بشأن استعداداتها لتنظيم المونديال، فإن الواقع على الأرض يبدو مغايرًا، وسط شكوك بقدرة نظام الدوحة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المشجعين في الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022.
فقد أعلنت شركة «كاتارا» التي تعد أكبر مالك للفنادق في قطر مؤخرًا، عن تجهيز نحو 20 ألف غرفة فندقية على متن سفن ترسو في مياه الخليج؛ لاستضافة عشرات الآلاف من الزائرين.
إلا أن ما هو أسوأ، أن الخطة تشمل أيضًا إنشاء خيام في مناطق صحراوية قريبة من الملاعب المقررة لاستضافة مباريات المونديال.
ويبدو أن ذلك دفع إنفانتينو إلى طرح فكرة مشاركة دول أخرى لقطر في استضافة مونديال 2022، عندما قال: «علينا أن نرى إن كان هذا ممكنًا وقابلًا للتنفيذ، نبحث ذلك مع القطريين وأصدقائنا الآخرين في المنطقة ونأمل أن يحدث ذلك».
لكن في ظل الحصار الذي تفرضه دول الخليج على قطر، فإنه من غير المؤكد إمكانية تنفيذ هذا المقترح أيضًا.





