روسيا تهزم الإرهاب.. و«داعش» يحصد لقب «صفر المونديال»
السبت 14/يوليو/2018 - 12:02 م
شيماء حفظي
30 يومًا هي عمر البطولة الأشهر في عالم كرة القدم، والتي تستضيفها روسيا هذا العام، ورغم خروج المنتخب الروسي من منافسات كأس العالم، فإن موسكو نجحت في هزيمة «داعش»، وحافظت على «شباك أراضيها» دون أي هدف داعشي ناجح.
وقبل لقاء نهائي البطولة بين منتخبي «كرواتيا وفرنسا»، يستعد ملعب «لوجنيكي»؛ لمواجهة أبرز تهديد لـ«داعش»، بينما مرت تهديدات التنظيم للاعبين المشاركين مع منتخباتهم في البطولة «دون إحراز أي هدف».
وقبل انطلاق البطولة، عمل «داعش» على بثِّ الرعب في جماهير كرة القدم حول العالم، فنشر صورًا لعمليات ذبح لاثنين من أشهر اللاعبين وهما «كريستيانو رونالدو» نجم منتخب البرتغال، و«ليونيل ميسي»، نجم منتخب الأرجنتين.
و«كأس العالم روسيا 2018»، هي النسخة الأولى من بطولات كأس العالم التي تُقام في أوروبا الشرقية، والمرة الأولى التي تستضيف بها القارة الأوروبية منافسات البطولة بعد بطولة كأس العالم 2006، والتي أقيمت في ألمانيا، بمشاركة 32 منتخبًا، وتقام مبارياتها في 11 مدينة روسية.
استهداف الجماهير
تهديدات «داعش» طالت المشجعين أيضًا، حيث نشر التنظيم على القنوات التابعة له على تطبيق «تيليجرام»، صورًا لطائرة من دون طيار تحلق وتحمل صواريخ وقنابل مضادة للدبابات فوق «لوجنيكي»، وكتبوا على الصورة كلمة «انتظرونا» باللغتين العربية والروسية.
وكان الانفجار، الذي وقع في مترو مدينة «سان بطرسبورغ» في أبريل 2017، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا، من بين الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرًا على الأراضي الروسية، وازداد الخوف من وقوع المزيد من الهجمات بعد تعرض 7 أشخاص للطعن في سيبيريا خلال شهر أغسطس 2017 في هجوم تبناه «داعش».
وقال تقرير مؤسسة «آي.إتش.إس» للتحليلات ومقرها بريطانيا: إن الهجمات التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها زادت قليلًا في 2017 إلى أكثر من 4500 هجوم رغم خسارته لأراضٍ، ولكن عدد القتلى جراء هذه الهجمات تراجع بمقدار الخمسين مقارنة بعام 2016 إلى قرابة 6500 قتيل.
وكان «ألكسندر غولتس»، الخبير الروسي المتخصص في مجال الأمن، قال: «إن هناك تهديدًا جديًّا باحتمال حصول اعتداء في روسيا خلال نهائيات كأس العالم التي تقام بين 14 يونيو و15 يوليو 2018».
ومع قرب انتهاء البطولة، يمكن التأكد من تأهل روسيا إلى مرحلة متقدمة من الفوز على «داعش»، الذي يستهدفها على مدى عدة سنوات ماضية، لكن التهديد ازداد منذ أن بدأت موسكو تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر 2015 من أجل دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتمدت روسيا عددًا من الإجراءات الأمنية المعقدة، بداية من تفتيش الجماهير إلى تأمين المباريات وتنقلات اللاعبين؛ حيث أعلن «أوليغ سافونوف» رئيس الوكالة الروسية الاتحادية للسياحة «روس توريزم»، استعداد المدن الروسية لاستقبال المشجعين لحضور مباريات كأس العالم في روسيا.
وأضاف «سافونوف»، في تصريح له قبل انطلاق البطولة: «كل شيء جاهز لاستقبال المشجعين؛ حيث تم توسيع شبكة الخطوط الجوية لتوفير رحلات مباشرة بين المدن الروسية المضيفة للمباريات والدول الأجنبية، وتأمين وتسهيل التنقل داخل الأراضي الروسية، عبر عدد كبير من المطارات ومحطات السكك الحديدية والطرق الحديثة والمجددة».
ووفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، اتخذت موسكو إجراءات غير عادية لضمان أمن وسلامة البطولة، منها: «منع مرور السفن أو القوارب بالقرب من الأندية في المدن الساحلية، وفرض قيود صارمة على بيع وشراء المواد الكحولية، وإغلاق الطرق وفرض إجراءات أمنية صارمة على القطارات والطائرات التي ستنقل الفرق بين المباريات».
وتُعتبر روسيا رابع الدول المصدرة للإرهابيين، بعد المغرب وتونس والمملكة العربية السعودية، والأولى بين الدول غير العربية في تصدير المقاتلين لصفوف «داعش» في سوريا والعراق، بحسب تقرير المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في 2017.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أوائل العام الحالي، بأن نحو 4 آلاف من الروس انضموا إلى صفوف التنظيم، كما أعلن عودة 10% منهم من سوريا والعراق إلى روسيا.





